دريد لحام: فنان سوري شامخ

نبذة عن حياة الفنان القدير دريد لحام وأهم محطاته الفنية. استكشاف شخصية غوار الطوشة وتأثيرها. الجوائز والأعمال الفنية البارزة في مسيرته الفنية العريقة.

لمحة عن الفنان دريد لحام

دريد محمد حسن اللحام، فنان سوري مبدع، اشتهر باسمه الفني دريد لحام. يعتبر ممثلاً وكاتبًا ومخرجًا متميزًا، كما أنه معروف على نطاق واسع من خلال شخصية غوار المحبوبة. تمتد مسيرته الفنية لأكثر من خمسين عامًا، حيث ولد في التاسع من فبراير عام 1934. يتميز بتنوع أعماله الفنية، بالإضافة إلى إسهاماته في مجال الإخراج السينمائي والتلفزيوني.

النشأة والحياة المبكرة لدريد لحام

ولد وترعرع دريد لحام في حي الأمين بمدينة دمشق عام 1934. والده سوري وأمه لبنانية، وعاشت الأسرة في ظروف معيشية بسيطة. تلقى تعليمه في جامعة دمشق، حيث درس الكيمياء وعمل لاحقًا كمدرس في قسم الكيمياء بالجامعة نفسها. كان شغوفًا بالمسرح منذ صغره، وشارك في العديد من المسرحيات خلال فترة دراسته في المدرسة الثانوية والجامعة. كما عزف على آلة الكلارينيت في فرقة المدرسة. أثناء عمله كمدرس في الجامعة، بدأ بتقديم دروس في الرقص، مما ساهم في توسيع دائرة معارفه في المجتمع الفني السوري.

انطلاقة دريد لحام في عالم الفن

بدأ دريد لحام رحلته الفنية مع انطلاق التلفزيون السوري عام 1960، حيث اختاره المخرج صباح قباني للمشاركة مع الفنان المسرحي الشهير آنذاك، نهاد قلعي، في بطولة مسلسل قصير بعنوان “سهرة دمشق”. شكل الفنانان ثنائيًا ناجحًا تحت اسم “دريد ونهاد”، وحققا شهرة واسعة في العالم العربي. ومع ذلك، اضطر الفنان نهاد قلعي إلى التقاعد في عام 1976 بسبب ظروفه الصحية.

بعد ذلك، بدأ دريد لحام بكتابة سيناريوهات جميع أعماله، وتأثر مسرحه بشكل كبير بمسرحيات الفنان اللبناني عاصي الرحباني وزوجته الفنانة فيروز. قرر التفرغ لحياته الفنية وترك وظيفته في الجامعة. واجه دريد لحام معارضة من بعض الأشخاص الذين رأوا أن الفن لا يستحق التخلي عن وظيفته المرموقة والمستقرة، حيث لم يكن الممثلون يحظون بتقدير كبير في ذلك الوقت، وكانت أجورهم منخفضة ومستقبلهم غير مضمون. ومع ذلك، أصر دريد على موقفه، وصرح لاحقًا بأن تكريس حياته للفن كان أحد أذكى القرارات التي اتخذها في حياته، حيث حقق نجاحًا كبيرًا كممثل يفوق أي مهنة أخرى، بما في ذلك التدريس الجامعي.

تجسيد شخصية غوار الطوشة

شخصية غوار الطوشة هي الشخصية التي اشتهر بها دريد لحام في العديد من أعماله الفنية. استوحى اسم “غوار” من شخصية حقيقية كان يعرفها، ثم أضاف كلمة “الطوشة” لتمييزها. أصبح غوار الطوشة رمزًا للإنسان السوري البسيط، الذي لا يملك ثروة أو جاذبية خاصة، ويعيش حياة مشابهة لحياة عامة السوريين والعرب، حيث يكافح من أجل لقمة العيش وينقل معاناتهم ومشاكلهم بطريقة فكاهية وساخرة.

التقدير والتكريمات

حصل الفنان دريد لحام على العديد من الجوائز والتكريمات، منها:

  • حصل على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى عام 1976م.
  • منحه الرئيس اللبناني إميل لحود وسام الاستحقاق اللبناني في حفل أقيم في الجامعة الأمريكية في بيروت عام 2000م.
  • اختِير كممثل لليونيسف في سوريا لشؤون الأطفال عام 1997م.
  • أصبح سفيرًا لليونيسف للطفولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من عام 1999م إلى عام 2004م.
  • حصل على جائزة الأداء المتميز عن برنامجه “هلّ الهلال” من المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون.
  • حصل على شهادة الدكتوراه الفخريّة من الجامعة الأمريكيّة.
  • حصل على جائزة أدونيا للدراما السوريّة لمسيرته الفنية.

أعمال فنية خالدة

قدم دريد لحام العديد من الأعمال الكوميدية والدرامية، ومن أبرزها:

  • مسلسل مقالب غوار (1966م).
  • مسلسل صح النوم (1971م).
  • فيلم صح النوم (1973م).
  • مسرحية ضيعة تشرين (1974م).
  • مسرحية غربة (1976م).
  • مسرحية كاسك يا وطن (1978م).
  • فيلم الحدود (1987م).
  • فيلم التقرير (1987م).
  • فيلم امبراطورية غوار (1981م).
  • فيلم كفرون (1990م).
  • مسلسل الدغري (1990م).
  • مسرحية الأطفال العصفورة السعيدة (1992م).
  • مسلسل أبو الهنا (1996م).
  • مسلسل عودة غوار (1998م).
  • فيلم الآباء الصغار (2006م).

كما أخرج لحام وكتب السيناريو والحوار للعديد من الأعمال، مثل: صانع المطر، والآباء الصغار، وعودة غوار، وزوجتي من الهيبيز. خاض تجربة العمل الإعلامي عبر برامج هلَّ الهلال، وعلى مسؤوليتي، وعالم دريد، بالإضافة إلى تجربة الإنتاج السينمائي في خياط السيدات، وغرام في إسطنبول، والمليونيرة، وغوار جيمس بوند.

Total
0
Shares
المقال السابق

دريد عواضة: نجم الأغنية السورية

المقال التالي

مشاكل غضروف الرقبة: الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج

مقالات مشابهة