دروس وعبر: من روائع الشعر العربي

مقدمة

الشعر العربي لطالما كان مستودعاً للحكمة والتبصر، يحمل في طياته دروساً قيمة وعِبراً خالدة. على مر العصور، سطر الشعراء أبياتاً تنطق بالفطنة، وتعكس فهمًا عميقًا لطبيعة الحياة والإنسان. هذه الأشعار ليست مجرد كلمات موزونة، بل هي خلاصة تجارب، وتعبير عن رؤى ثاقبة، تقدم لنا زادًا معرفيًا وروحيًا لا ينضب.

في ماهية الحكمة

يمكن تعريف الحكمة بأنها قول صائب، أو فعل رشيد، يصدر عن شخص يتمتع برجاحة العقل واتزانه. غالباً ما يكون الحكيم شخصاً متقدماً في السن، اكتسب خبرة واسعة من خلال تجارب الحياة. ومع ذلك، فإن الحكمة ليست حكراً على كبار السن، فقد نجدها أيضاً لدى الشباب الذين يتمتعون بفطنة وذكاء.

مختارات من الحكم والأقوال المأثورة

إليكم بعض الحكم والأقوال التي تحمل في طياتها معاني عميقة:

  • المغرور كالطائر كلما ارتفع في السماء صغر في أعين الناس.
  • من يختارك لوقت معين، أنت في غنى عنه في كل الأوقات.
  • نمرٌ مفترس أمامك.. خير من ذئب خائن وراءك.
  • لا تعبدوا الله كي يعطي، بل اعبدوه كي يرضى، فإذا رضي أدهشكم بعطائه.
  • لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه.
  • لا تكن ليّناً فتُعصر، ولا صلباً فتُكسر.
  • كن عالماً ناطقاً أو مستمعاً واعياً.
  • القليل كثير إذا قنعت، والكثير قليل إذا طمعت، والبعيد قريب إن أحببت، والقريب بعيد إن بغضت.
  • من أدّب ولده صغيراً سُرَّالإنسانبيراً.
  • الانسان العاقل هو الذي يغلق فمه قبل ان يغلق الناس آذانهم
  • جمال الوجه يجذب الانسان ، لكن جمال النفس يأسره

نماذج من الحكمة في الشعر العربي

الشعر العربي غني بالأبيات التي تحمل معاني الحكمة. لنستعرض بعض الأمثلة:

في ذم الزمان وأهله:

نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزّمان بغير ذنبٍ
ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضاً عيانا

في تقلبات الدهر:

الدّهر يومان ذا أمنٍ وذا خطر
والعيش عيشان ذا صفوٍ وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيفه
وتستقرّ بأقصى قاعه الدرر
وفي السماء نجومٌ لا عداد لها
وليس يكسف إلّا الشمس والقمر

في أحوال الناس:

تموت الأسود في الغابات جوعاً
ولحم الضأن تأكله الكلاب
وعبدٌ قد ينام على حرير
وذو الأنساب مفارشه التراب

في فضل الصمت:

قالوا سكتّ وقد خوصمت قلت لهم
إنّ الجواب لباب الشرّ مفتاح
والصمت عن جاهلٍ أو أحمق شرف
وفيه أيضاً لصونِ العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة
والكلب يخسى لعمري وهو نباح

في تعريف الفقيه والرئيس والغني:

إنّ الفقيه هو الفقيه بفعله
ليس الفقيه بنطقه ومقاله
وكذا الرّئيس هو الرّئيس بخلقه
ليس الرئيس بقومه ورجاله
وكذا الغنيّ هو الغنيّ بحاله
ليس الغنيّ بملكه وبماله

في الكرم واللؤم:

إن أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّد

في الرزق والتوكل على الله:

توكّلت في رزقي على الله خالقي
وأيقنت أنّ الله لا شكّ رازقي
وما يك من رزقٍ فليس يفوتني
ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي به الله العظيم بفضله
ولو لم يكن منّي اللسان بناطق
ففي أيّ شيءٍ تذهب حسرة
وقد قسم الرّحمن رزق الخلائق

Exit mobile version