دروس وعبر من أقوال الإمام علي (رضي الله عنه) حول الحياة

استكشف حكم الإمام علي (عليه السلام) حول طبيعة الحياة، وتفضيل الآخرة، والزهد، والقناعة. دروس مستمدة من أقواله البليغة.

مقدمة

الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، هو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحد الصحابة الكرام، ومن العشرة المبشرين بالجنة. عُرف الإمام علي، عليه السلام، بحكمته وبلاغته وعلمه الغزير، وقد ترك لنا إرثًا عظيمًا من الحكم والمواعظ القيّمة. تهدف هذه المقالة إلى استعراض بعضًا من هذه الحكم المتعلقة بالحياة الدنيا والآخرة، والتي تعتبر نبراسًا للمسلمين في كل زمان ومكان. سنستكشف معًا كيف نظر الإمام علي إلى الدنيا، وكيف حث على الزهد فيها، وأهمية الاستعداد للآخرة.

نصائح في إيثار الحياة الآخرة

حث الإمام علي، رضي الله عنه، في العديد من أقواله على تفضيل الآخرة على الدنيا، وبيان أن الدنيا فانية وزائلة، والآخرة هي الباقية. ومن بين هذه الحكم:

  • قال الإمام علي عليه السلام في الحث على عدم إيثار الدنيا على الآخرة: “العاقل من لم يحرمه نصيبه من الدنيا حظّه من الآخرة”.
  • في سياق هوان الدنيا على الله سبحانه وتعالى، قال الإمام علي عليه السلام: “من هوان الدنيا على الله أنه لا يُعصَى إلا فيها، ولا يُنال ما عنده إلا بتركها”.
  • في باب التذكير العباد بأن الدنيا دار عبور، قال الإمام علي عليه السلام: “الدنيا دار ممر إلى دار قرار والناس فيها رجلان: رجل باع نفسها فأوبقها، ورجل ابتاعها فأعتقها”.
  • في وصفه لمتاع الدنيا من مال ومنافع، قال عليه السلام: “حلالها حساب، وحرامها نار”.
  • في باب التذكير أن الركون للدنيا خُسران، قال عليه السلام: “من اعتمد على الدنيا فهو الشقيّ المحروم”.
  • في الوصف الشامل للدنيا، قال عليه السلام: “إن الدنيا لهي الكنود العنود والصدود الجحود والحيود الميود حالها انتقال وسكونها زلزال وعزها ذل وجِدها هزل وكثرتها قل وعلوها سُفل أهلها على ساق وسياق ولحاق وفراق وهي دار حرب وسلب ونهب وعطب”.
  • في سياق السعي للآخرة، قال عليه السلام: “من رضي بالدنيا فاتته الآخرة”.

توضح هذه الأقوال أن العاقل هو من يوازن بين الدنيا والآخرة، ولا يجعل الدنيا هي الهدف الأسمى، بل يسعى للعمل الصالح الذي ينفعه في الآخرة.

نصائح في الزهد والقناعة

حث الإمام علي، رضي الله عنه، على الزهد في الدنيا والقناعة بما تيسر منها، وبين أن الغنى الحقيقي هو غنى النفس، وليس كثرة المال. ومن بين الحكم التي تركها في هذا الصدد:

  • في باب التذكير أن الزُهد بالدنيا يهوِّن على العبد مصائب الدنيا، قال عليه السلام: “من زهد في الدنيا تهاون بالمصيبات ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات”.
  • وفي الترغيب بالزهد والقناعة، قال الإمام علي عليه السلام: “يسير الدنيا يكفي، وكثيرها يردي”.
  • في باب أن الإعراض عن الدنيا وإخراجها من القلب سبيل لأن يضعها الله سبحانه وتعالى في يديه، قال عليه السلام: “من عزف عن الدنيا أتته صاغرة”.
  • في سياق أن الحرص على الدنيا مآله الخسارة، قال عليه السلام: “من أسرف في طلب الدنيا مات فقيرًا”.
  • في باب الحث على أن القناعة راحًة للإنسان، قال عليه السلام: “ثمرة القناعة الراحة وثمرة التواضع المحبة”.
  • في سياق أن الزهد بالدنيا يُرغِّب المرء ويشوقُّه للجنة، قال عليه السلام: “من اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات في الدنيا”.

تظهر هذه الأقوال أن الزهد لا يعني ترك الدنيا بالكلية، بل يعني عدم التعلق بها، والرضا بما قسم الله، والسعي للعمل الصالح الذي ينفع الإنسان في آخرته.

رؤى حول حقيقة الحياة الدنيا

قدم الإمام علي، رضي الله عنه، وصفًا دقيقًا لحقيقة الدنيا، وبين أنها دار ابتلاء وامتحان، وأن على الإنسان أن يستغلها في العمل الصالح الذي يقربه إلى الله. ومن بين هذه الأقوال:

  • في توصيف شامل لحقيقة الدنيا، قال عليه السلام: “إن الدنيا دار أولها عناء وآخرها فناء في حلالها الحساب وفي حرامها عقاب، من استغنى فيها فُتِن ومن افتقر فيها حزن”.
  • وفي سياق توضيح فِعل الدنيا بالإنسان، قال عليه السلام: “إن الدنيا تُدني الآجال، وتباعد الآمال وتبيد الرجال وتٌغير الأحوال، من غالبها غَلَبته ومن صارعها صرعته ومن عصاها أطاعته ومن تركها أتته”.
  • وفي باب التذكير بتعريف الدنيا، قال عليه السلام: “إن الله تعالى جعل الدنيا لما بعدها وابتلى فيها أهلها ليعلم أيهم أحسن عملا ولسنا للدنيا خلقنا ولا بالسعي لها أمرنا وإنما وضعنا فيها لنبتلى بها ونعمل فيها لما بعدها”.

توضح هذه الأقوال أن الدنيا ليست غاية، بل هي وسيلة للوصول إلى الغاية الأسمى، وهي رضا الله والجنة. فعلى الإنسان أن يستغل وقته وعمره في العمل الصالح الذي ينفعه في آخرته.

المراجع

  1. “درر من أقوال أئمة السلف علي بن أبي طالب رضى الله عنه”، الكلم الطيب، تم الاطلاع عليه بتاريخ 9/1/2022. بتصرّف.
  2. “من اجمل اقوال الامام علي عليه السلام”، الكوثر، تم الاطلاع عليه بتاريخ 9/1/2022. بتصرّف.
  3. “كلمة الإمام علي (عليه السلام) في حقيقة الدنيا”، الإمام الحسين، تم الاطلاع عليه بتاريخ 9/1/2022. بتصرّف.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

درر الإمام علي بن أبي طالب في الأخلاق

المقال التالي

دروس في الأخلاق من أقوال الإمام علي بن أبي طالب

مقالات مشابهة