أهمية ومكانة الوالدين
الوالدان هما أساس الأسرة ومصدر الحنان والعطاء. يمثلان قمة التضحية والرعاية، وهما السند والأمان في الحياة. مهما فعلنا، لن نستطيع أن نرد لهما جزءًا ولو يسيرًا من فضلهما علينا. واجبنا تجاههما عظيم، ويستوجب منا الإحسان والبر في كل الأوقات.
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق، والأب هو السند والقوة التي تدفعنا نحو النجاح. لنستلهم من تعاليم ديننا الحنيف ونقتدي بسنة نبينا الكريم في بر الوالدين والإحسان إليهما.
حكم وأقوال عن الأب
الأب هو العمود الفقري للأسرة، وهو القدوة الحسنة لأبنائه. كلماته نصائح ذهبية، وتجاربه دروس قيمة. نستعرض بعض الحكم والأقوال التي تجسد أهمية الأب ودوره في حياة الأبناء:
- “إني منحتك يا كدام نصيحتي.. فاسمع مقال أب عليك شفيق.. أما المزاحة والمراء فدعهما.. خلقان لا أرضاهما لصديق.. إني بلوتهما فلم أحمدهما.. لمجاور جار ولا لرفيق.”
- “الأب مثل الروح، عندما تخرج يتهاوى الجسد.”
- “ليس هناك مكان ينام فيه الطفل بأمان مثل غرفة أبيه.”
علينا أن نقتدي بآبائنا في صفاتهم الحميدة، وأن نتعلم من أخطائهم، وأن نحترمهم ونقدرهم في حياتهم وبعد مماتهم.
عبارات عن الأم
الأم هي رمز العطاء والحنان، وهي القلب النابض في الأسرة. حبها لا يضاهيه حب، ودعاؤها لنا حصن منيع. لنستعرض بعض العبارات التي تعبر عن عظمة الأم:
- “قلب الأم هوّة عميقة ستجد المغفرة دائمًا في قاعها.”
- “الأمومة فردوس هش لأن عقوق ابن قد يجعله ندمًا، ومرض ابن قد يصيره عذابًا، وموت ابن سيحيله إلى جحيم.”
- “الأم تحب من كل قلبها والأب يحب بكل قوته.”
يجب علينا أن نكرم أمهاتنا ونحسن إليهن، وأن نطيعهن في كل ما يأمرن به ما لم يكن فيه معصية لله تعالى. فالجنة تحت أقدام الأمهات.
أهمية حقوق الوالدين
لقد حث الإسلام على بر الوالدين والإحسان إليهما، وجعل ذلك من أعظم القربات إلى الله تعالى. قال تعالى:
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (الإسراء: 23-24).
كما ورد في الحديث الشريف:
“لما ماتت أم إياس بن معاوية بكى عليها، فقيل له في ذلك فقال:كان لي بابان مفتوحان إلى الجنة فأغلق أحدهما.”
هذا يدل على أن بر الوالدين هو طريق إلى الجنة، وأن عقوقهما هو سبب لدخول النار. فلنحرص على بر والدينا والإحسان إليهما في كل وقت وحين.
ابن المسيب مفسرًا قوله تعالى: {وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء:23) هو قول العبد المذنب للسيد الفظّ الغليظ.
إن رجلًا من أهل اليمن حمل أمه على عنقه، فجعل يطوف بها حول البيت، وهو يقول:إني لها بعيرها المدلل إذا ذعرت ركابها لم أذعر وما حملتني أكثر ثم قال لابن عمر:أتراني جزيتها؟ فقال ابن عمر رضي الله عنهما:لا، ولا بزفرة واحدة من زفرات الولادة.
بات أخي يصلي، وبتّ أغمز قدم أمي، وما أحبّ أن ليلتي بليلته.
شعر عن الوالدين
لقد تغنى الشعراء بالوالدين في قصائدهم، وعبروا عن حبهم وتقديرهم لهما بأجمل الكلمات. نستعرض بعض الأبيات الشعرية التي تخلد ذكر الوالدين:
“عَلَيْكَ بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ كِلَيْهِمَا .. وَبِرِّ ذَوِي الْقُرْبَى وَبِرِّ الأبَاعِدِ”
“وإنّما أولادنا بيننا.. أكبادنا تمشي على الأرض.. لو هبّت الريح على بعضهم.. لامتنعت عيني من الغمض.”
“فيا عجبًا لمن ربّيت طفلًا.. ألقّمه بأطراف البنان.. أعلّمه الرماية كلّ يومٍ.. فلما اشتدّ ساعده رماني.. أعلّمه الفتوة كل وقتٍ.. فلما طرّ شاربه جفاني.. وكم علّمته نظم القوافي.. فلما قال قافيةً هجاني.”
“تحمّل عن أبيك الثقل يومًا.. فإنّ الشيخ قد ضعفت قواه.. أتى بك عن قضاءٍ لم ترده.. وآثر أن تفوز بما حواه.”
“أعط أباك النّصف حيًّا وميّتًا.. وفضّل عليه من كرامتها الأمّا.”
لنستلهم من هذه الأشعار معاني الحب والوفاء للوالدين، ولنجعل حياتنا تعبيرًا صادقًا عن برنا وإحساننا إليهما.