دروس وعبر سورة الحجرات: آداب المسلم وقيمه

فهرس المحتويات

رحلة في معاني سورة الحجرات

تُعدّ سورة الحجرات من السور المدنية، نزلت في السنة التاسعة للهجرة، بعد سورة المجادلة وقبل سورة التحريم. وتحتل المرتبة الثامنة بعد المئة في ترتيب نزول سور القرآن الكريم. سميت بهذا الاسم نسبةً إلى ذكر لفظ “الحجرات” في آياتها، وتشير الروايات إلى أنها نزلت في بني تميم الذين كانوا ينادون رسول الله ﷺ من وراء حجراته. تتألف السورة من ثمانية عشر آيةً كريمةً تحمل في طياتها دروساً قيّمةً في الأخلاق والتعاملات الإسلامية.

أركان سورة الحجرات: قيم سامية وأخلاق رفيعة

تتناول سورة الحجرات العديد من القضايا المهمة، منها:

• حسن التأدب مع الله ورسوله ﷺ: تُشدّد السورة على ضرورة خفض الصوت والتحدث بأدب عند مخاطبة النبي الكريم، مُجسّدةً بذلك أهمية احترام الرسالة المحمدية.
• التثبّت قبل نشر الأخبار: تحذر السورة من نشر الشائعات والأقاويل دون التأكد من صحتها، وذلك لتجنب الوقوع في الفتن وإفساد المجتمع.
• إصلاح ذات البين: تُبرز السورة أهمية إصلاح ذات البين بين المتخاصمين بالتحكيم العادل وفقاً لشرع الله وسنة رسوله ﷺ.
• حقوق المسلمين وواجباتهم: تُؤكد السورة على حقوق الأخوة في الإسلام، ووجوب صيانة الأعراض وحفظ الحقوق بين المسلمين.
• الأخوة الإسلامية: تُبيّن السورة أن البشرية جمعاء إخوان، متساوية في كرامتها أمام الله.
• طاعة الله ورسوله: تُشدد السورة على أهمية طاعة الله ورسوله ﷺ، واحترام أوامرهما واجتناب نواهيهما.
• مراقبة الله: تُذكّر السورة بأن الله سبحانه وتعالى مطّلع على جميع أعمال عباده، سراً وعلانيةً.
• احترام الكبار: تُوجّه السورة إلى ضرورة إظهار الاحترام والتقدير لكبار السنّ.
• التروّي والتفكّر: تُحثّ السورة على التمهّل والتفكير قبل الإقدام على أيّ فعل، و تجنّب التسرّع والتهوّر.
• اجتناب السخرية والنميمة: تحذر السورة من السخرية بالناس، والتجسس عليهم، وذِكر عيوبهم في غيبتهم، والتفاخر بالنسب.

استخلاص الدروس والعبر: بناء مجتمع إسلامي متين

تُعدّ سورة الحجرات منارةً إسلاميةً تُضيء طريق المسلمين نحو بناء مجتمعٍ مترابطٍ قائمٍ على الأخلاق والقيم الإسلامية السامية. ففيها توجيهاتٌ واضحةٌ لحسن التعامل بين الأفراد، والتأكيد على أهمية التسامح والتعايش السلمي.

تتناسب سورة الحجرات مع سورة الفتح التي سبقتها، حيث يُلاحظ التناغم بين الثناء على الصحابة الكرام في سورة الفتح، والإشارة إلى هذا الثناء في التوراة والإنجيل، كما ورد في قوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ). [الفتح: 29]

إنّ هذا التناغم يُبرز أهمية التوفيق بين حسن الخلق والتعامل المتميز مع الآخرين، مع التصميم والثبات في دفاعهم عن الدين الإسلامي.

المراجع

* (مصادر متعددة، يمكن ذكرها هنا بتفاصيلها وتعديلها حسب الكتابات المستخدمة في إعداد المقال).