مقدمة
إن تراكم الخبرات والتجارب التي خاضها من سبقونا، يشكل كنزا لا يقدر بثمن. هذه التجارب، التي تحولت إلى دروس وعبر، انتقلت عبر الأجيال لتنير لنا الدرب، وتعيننا على مواجهة تحديات الحياة. في هذه المقالة، سنستعرض مجموعة من هذه الدروس القيمة.
نصائح قيمة
عندما نحصر حياتنا في ذواتنا فقط، فإنها تبدو لنا ضيقة ومحدودة، تبدأ من لحظة وعينا وتنتهي بانتهاء عمرنا. ولكن، عندما نعيش من أجل الآخرين، أو من أجل فكرة سامية، فإن الحياة تتسع وتمتد لتشمل تاريخ الإنسانية جمعاء، وتستمر حتى بعد رحيلنا.
إذا لجأت إلى علاقة جديدة لتنسى علاقة قديمة، فاعلم أنك قد لا تجد ما يناسبك. الأمر سيكون مؤلماً كحذاء جديد، قد تنجذب إليه لشكله الأنيق أو قيمته الثمينة، ولكنّه لا يناسب قلبك. ستحاول إقناع نفسك بأنه يمكنك التعود عليه، وستتجاهل الجروح التي يسببها لقدمك، لكنك غالباً لن تستطيع المشي به لمسافات طويلة. قدمك اعتادت على حذاء قديم رافقك في دروب الحياة لسنوات.
الدنيا ثلاثة أيام: الأمس عشناه ولن يعود، واليوم نعيشه ولن يدوم، والغد لا ندري أين سنكون؟ فصافح، وسامح، ودع الخلق للخالق، فأنا وأنت وهم ونحن راحلون، فمن أعماق قلبك سامح من أساء إليك.
دروس مستفادة من الحياة
في المدرسة، يعلمونك الدرس ثم يختبرونك، أما الحياة، فتختبرك ثم تعلمك الدرس. وقد تطول الحياة أو تقصر، لكن الأهم هو الطريقة التي نحياها بها.
قال تعالى: ﴿وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت: 64].
عوامل النجاح
لو استعرضنا قصص الناجحين من حولنا، لوجدنا أن لكل واحد منهم قصة معاناة رافقت بدايته، وساهمت في تحقيق النجاح الذي يعيشه. فالإخفاقات هي وقود ودافع للمثابرة، فالأجنحة التي لا ترفرف لا تطير.
من يجتهدْ يبلغْ، ومن يصبرْ يصلْ، وينلْه بعد بلوغِه الترحابُ.
لا تكن مثل مالك الحزين، هذا الطائر الذي يغني أجمل ألحانه وهو ينزف. لا شيء في الدنيا يستحق نقطة دم واحدة منك.
التسامح والعفو
اثنان لا تنسهما: ذكر الله والموت، واثنان لا تذكرهما: إحسانك للناس وإساءتهم إليك.
من يقرأ التاريخ لا يعرف اليأس أبداً، فسيرى الدنيا أياماً يداولها الله بين الناس. فالأغنياء يصبحون فقراء، والفقراء أغنياء، وضعفاء الأمس أقوياء اليوم، وحكام الأمس مشردون اليوم، والقضاة متهمون، والغالبون مغلوبون. الفلك دوار، والحياة لا تقف، والحوادث لا تكف عن الجريان، والناس يتبادلون الكراسي. لا حزن يستمر، ولا فرح يدوم.
راحة القلب
إن النفس الحزينة المتألمة تجد الراحة بانضمامها إلى نفس أخرى تماثلها بالشعور، وتشاركها بالإحساس، مثلما يستأنس الغريب بالغريب في أرض بعيدة عن وطنهما. فالقلوب التي تدنيها أوجاع الكآبة بعضها من بعض، لا تفرقها بهجة الأفراح وبهرجتها، فرابطة الحزن أقوى في النفوس من روابط الغبطة والسرور، والحب الذي تغسله العيون بدموعها يظل طاهراً وجميلاً وخالداً.
قيمة العلم
كل وعاء يضيق بما جعل فيه إلا العلم فإنه يتسع.
الإصرار والثبات
كن جبلاً ولا ترهبك قوة الضربات، فقد ثبت في تاريخ الأبطال أن النصر في الحياة يحصل عليه من يتحمل الضربات لا من يضربها.
ما من عبدٍ يترك ذنباً فِراراً من غضَب الله إلا وجد ثمرة تركها في حياته؛ كَحلاوةِ إيمان، أو سِعة رزق، أو توفيق لطاعة، أو صلاح ذريّة، أو قبول في القلوب.
الثقة بالله
إن الله يعلم القلب النقي، ويسمع الصوت الخفي، فإذا قلت يارب، إما أن يلبي لك النداء، أو يدفع عنك البلاء.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة» (رواه البخاري).
إنها حماقة أن يسيطر اليأس على الإنسان، وفي اعتقادي إن اليأس نفسه خطيئة.
في كل إنسان هناك ضعف وقوة، شجاعة وجبن، صمود واستسلام، نقاء وقذارة، فالمخلص يقاوم، والغادر يخون، والضعيف يتهاوى تحت اليأس والبطل يقاتل.
إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية.
هي رغم كل ذلك الحياة ونحن مطالبون أن نحياها كما هي.
إن الأمة التي تحسن صناعة الموت، وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة، يهب الله لها الحياة العزيزة في الدنيا والنعيم الخالد في الآخرة، وما الوهن الذي أذلنا إلا حب الدنيا وكراهية الموت.
لا تشتك من الأيام فليس لها بديل، ولا تحزن على الدنيا ما دام آخرها رحيل، واجعل ثقتك بالله ليس لها مثيل، وعشها في شكره تجد كل ما فيها جميل.
أقسى أنواع الألم تلمسه في ثلاث: رحيل الأحبة، وحقد الأقارب، وخذلان الأصدقاء.
الحرام لا يشبع حتى وإن كثر، والحلال يكفي حتى وإن قل، فاللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وأغننا بفضلك عمن سواك.
هناك من يراقبك حباً، وهناك من يراقبك فضولاً، وهناك من يراقبك حسداً وحقداً؛ فالمراقبون أنواع، فيا رب ارزقهم ضعف ما يتمنون لنا.
أحد أفضل الطرق لجلب السعادة لنفسك هي إسعاد الآخرين من حولك، وأحد أفضل الطرق لإسعاد الآخرين من حولك هي أن تكون أنت سعيداً.
ينشطر الوجع وتتضاءل أحلامنا لتصبح سراً، ونبحث عن وطنٍ يضم بين جنباته أوجاعنا، كن إنساناً وترقب الله في حال المساكين.
يمتص القرآن الحزن من القلب كالإسفنجة؛ إذا قرأت القرآن حزيناً كان كالضِّماد، وإذا قرأته سعيداً ضاعف تلك السعادة.
تفاءل وثِق بالله، إذا ذكرته فهو معك، وإذا استغفرت غفر، وإذا شكرت زاد، وإذا دعوت وطلبت أجابك، ما الذي تريده أكثر؟ الله عند حسن ظنك وأكثر.
كم من طغاة على مدار التاريخ ظنوا في أنفسهم مقدرة على مجاراة الكون في سننه، أو مصارعته في ثوابته، فصنعوا بذلك أفخاخهم بأفعالهم، وكانت نهايتهم الحتمية هي الدليل الكافي على بلاهتهم وسوء صنيعهم.
ما يحدث هذه الأيام أن الكل يرفع الأيدي بالدعاء لرفع الظلم، ولكن الكل ظالم مستبد، كل في دائرته فلا يستجاب دعاء، وتغرق الدنيا في المظالم أكثر وأكثر.
أعقل الناس من ترك الدنيا قبل أن تتركه، وأنار قبره قبل أن يسكنه، وأرضى ربه قبل أن يلقاه، وصلى الجماعة قبل أن تصلي عليه، وحاسب نفسه قبل أن تحاسبه، فاليوم عمل بلا حساب وغداً حساب بلا عمل.
أشد الأشياء تأييداً للعقل مشاورة العلماء، والأناة في الأمور، والاعتبار بالتجارب، وأشدها إضراراً بالعقل الاستبداد والتهاون والعجلة.
شاهد أفلاطون ذات يوم شاباً ذميماً يسب آخر وسيماً فأمره بالكف عنه وأن يكون أكثر أدباً وتسامحاً معه، وهنا سأله الذميم هل الأدب والتسامح وقف على بعض الناس دون غيرهم؟ فأجابه أفلاطون كلا ولكن يجب على الإنسان أن ينظر إلى وجهه في المرآة فإن وجده حسناً لم يخلطه قبح، وإن وجده قبيحاً لم يجمع بين قبيحين!.
إن المرأة العظيمة تلهم الرجل العظيم، أما المرأة الذكية فتثير اهتمامه، بينما نجد أن المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالإعجاب، ولكن المرأة العطوف، المرأة الحنون وحدها التي تفوز بالرجل العظيم في النهاية.
هناك ثمة وقت في حياة الإنسان إذا انتفع به نال فوزاً ومجداً، وإذا لم ينتهز الفرصة أصبحت حياته عديمة الفائدة وبائسة.