فهرس المحتويات
أقوال مأثورة ونصائح قيمة
الحكمة هي خلاصة تجارب البشر عبر الأزمان، وتمثل نوعاً من الموعظة والإرشاد من أشخاص ذوي بصيرة وفكر، تعلموا من خلال التجارب التي مروا بها وأدركوا جوهر الأمور وقدموا تفسيرات للمواقف المختلفة. يزخر التراث العربي بالعديد من الحكماء مثل لقمان وعلي بن أبي طالب وابن رشد وغيرهم، الذين تركوا لنا إرثاً قيماً من الحكم.
طرائف و نوادر من التراث
أما النوادر، فهي أيضاً جزء من تراثنا الثقافي العربي، وتأتي عادةً في شكل قصص قصيرة لأشخاص عُرفوا بخفة الظل والفكاهة، مثل نوادر أشعب ونوادر جحا، وهما شخصيتان شهيرتان في فن النوادر.
طرفة من نوادر أشعب
يحكى أن أشعب دخل على أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور، فوجد أمير المؤمنين يأكل من طبق من اللوز والفستق. فألقى أبو جعفر المنصور إلى أشعب بواحدة من اللوز، فقال أشعب: يا أمير المؤمنين (ثاني اثنين إذ هما في الغار). فألقى إليه أبو جعفر اللوزة الثانية، فقال أشعب: (فعززنا بثالث). فألقى إليه الثالثة، فقال أشعب: (فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك). فألقى إليه الرابعة، فقال أشعب: (ويقولون خمسة سادسهم كلبهم). فألقى إليه الخامسة والسادسة، فقال أشعب: (ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم). فألقى إليه السابعة والثامنة، فقال أشعب: (وكان في المدينة تسعة رهط). فألقى إليه التاسعة، فقال أشعب: (فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة). فألقى إليه العاشرة، فقال أشعب: (إني وجدت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين). فألقى إليه الحادية عشر، فقال أشعب: والله يا أمير المؤمنين إن لم تعطني الطبق كله لأقولن لك: (وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون). فأعطاه الطبق كله.
حكاية مع جحظة والقطائف
في العصر العباسي، كان لأحد البخلاء طبق من القطائف نسي أن يأكله حتى فسد. خشي البخيل أن يمرض إذا أكل القطائف، لكنه لم يستطع التخلص منها. فقرر إهداءها إلى الشاعر جحظة البرمكي، الذي كان معروفاً بتطفله. بمجرد أن رأى جحظة الطبق، انكب عليه والتهم القطائف دون أن يكترث لطعمها الحامض. تعجب البخيل وندم، وحاول استعادة ما تبقى من القطائف مدعياً خوفه على جحظة من الموت بسبب فسادها، لكن دون جدوى. فروى جحظة قائلاً:
دعاني صديقٌ لأكلِ القطائفِ
فأمعنتُ فيها آمناً غيرَ خائفِ
فقــالَ بحزنٍ : رويـداً ومهـلاً
فإنَّ القطائفَ إحدى المتـالفِ
فقلتُ لــهُ : مـا سمعنـا بميتٍ
يقـالُ لــه.. قتيــلُ القطائــفِ.
الحكمة والملك
يحكى أن ملكاً كان يحكم مملكة واسعة جداً. قرر الملك يوماً القيام برحلة برية طويلة. وعند عودته، وجد أن قدميه متورمتان بسبب المشي في الطرق الوعرة. فأصدر مرسوماً يقضي بتغطية جميع شوارع المدينة بالجلد. لكن أحد مستشاريه اقترح رأياً أفضل، وهو وضع قطعة جلد صغيرة تحت قدمي الملك فقط.
كانت هذه بداية فكرة الأحذية.
إذا أردت أن تعيش سعيداً في هذا العالم، فلا تحاول تغيير العالم كله، بل ابدأ بتغيير نفسك، ثم حاول تغيير العالم من حولك.
إعلان الأعمى
جلس رجل أعمى على إحدى عتبات مبنى، واضعاً قبعته بين قدميه وبجانبه لوحة كتب عليها: “أنا أعمى، أرجوكم ساعدوني”.
مر رجل يعمل في مجال الإعلانات بالأعمى وتوقف ليرى أن قبعته لا تحتوي سوى على القليل من العملات المعدنية، فوضع المزيد فيها.
دون أن يستأذن الأعمى، أخذ لوحته وكتب عليها عبارة أخرى وأعادها إلى مكانها ومضى في طريقه.
لاحظ الأعمى أن قبعته قد امتلأت بالعملات المعدنية والأوراق النقدية، فعرف أن شيئاً قد تغير وأدرك أن ما سمعه من الكتابة هو ذلك التغيير. فسأل أحد المارة عما هو مكتوب عليها، فكانت الآتي:
‘(( نحن في فصل الربيع لكنني لا أستطيع رؤية جماله’)) .
غير وسائلك عندما لا تسير الأمور كما يجب.