مقدمة
إن اللسان نعمة عظيمة وهبة جليلة من الله تعالى، وهو أداة تعبير وتواصل، ووسيلة لبيان الحق والدعوة إليه، ولكن في الوقت نفسه، قد يكون اللسان سبباً في الهلاك والدمار إذا لم يُحسن استخدامه ويُضبط بالعقل والحكمة. لهذا، سنتناول في هذا المقال جملة من الأقوال والحكم المأثورة التي تتناول اللسان من جوانب مختلفة، مع التركيز على آفاته ومخاطره، وأهمية الصمت في بعض المواقف، وقيمة الكلام في مواقف أخرى، مع بيان الضوابط الشرعية والأخلاقية التي يجب أن تحكم استخدام هذه النعمة العظيمة.
حِكم بليغة حول اللسان
اللسان سلاح ذو حدين، فبقدر ما يمكن أن يكون وسيلة للخير، يمكن أن يكون أداة للشر. من هذا المنطلق، وردت العديد من الحكم والأقوال التي تحذر من إطلاق العنان للسان دون تفكير أو تدبر. ومن هذه الحكم:
- اللسان سبع ضار، وثعبان ينهش، ونار تلتهب.
- لسانك لا تذكُرْ به عورة امرئ – فكلّك عوراتٌ ولِلنّاس ألسُنُ وعيون
- رحم الله مسلماً حبس لسانه عن الكذب، وقيّده عنالغيبة، ومنعه من اللّغو، وحبسه عن الحرام
- ضرَر اللسان عظيم، وخطره جسيم، وكان أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ يأخذ بلسانه ويبكي، ويقول: هذا أوردَني الموارد.
- ابن عباس رضي الله عنهما يقول للسانه: يا لسان قل خيراً تغنمْ، أو اسكت عن شرٍّ تسلَمْ
- قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه: «واللهِ ما في الأرض أحقّ بطول حبسٍ من لسان»
- رُبّ كلمةٍ هوى بها صاحبُها في النار على وجهه، أطلقها بلا عنان، وسرّحها بلا زِمام، وأرسلها بلا خِطام.
- في اللسان أكثر من عشرة أمراض إذا لم يُتحكّم فيه.
هذه الحكم وغيرها، تبين لنا أهمية السيطرة على اللسان، وعدم الانجرار وراء الكلام الفارغ أو المؤذي، والحرص على أن يكون الكلام طيباً ومفيداً.
مخاطر اللسان وعيوبه
للّسان آفات كثيرة وعيوب جمة، يجب على المسلم أن يتجنبها، وأن يحذر من الوقوع فيها. ومن أبرز هذه الآفات:
- الكذب، والغيبة، والنميمة، والبذاءة، والسبّ، والفحش، والزور، واللّعن، والسخرية، والاستهزاء، وغيرها.
- اللسان طريقٌ للخير، وسبيلٌ للشر، فيكون في الخير مَن ذكر اللهَ به، واستغفار وحمد، وتسبّيح وشكر وتوبه، ويكون في شر مَن هتك الأعراض، وجرح به الحرمات، وثَلَم به القِيَم.
إن تجنب هذه الآفات يتطلب مجاهدة النفس، وتدريب اللسان على الكلام الطيب، وتجنب الكلام الخبيث، ومراقبة الله تعالى في كل ما نقول ونفعل. لقد كان السلف الصالح على درجة عالية من الوعي بأهمية الكلمة، فكانوا يزنون ألفاظهم ويحترمون كلامهم، فكان نطقهم ذكراً، ونظرُهم عبراً، وصمتهم فكراً.
تعبيرات عن الصمت وفضائله
الصمت ليس دائماً علامة ضعف أو عجز، بل قد يكون في كثير من الأحيان علامة قوة وحكمة. فالصمت في بعض المواقف أفضل من الكلام، وفي بعض الأحيان يكون الصمت هو الجواب الأمثل. وإليك بعض العبارات التي تعبر عن أهمية الصمت:
- الصمت روضة الفكر.
- الصمت آية النبل وثمرة العقل.
- أحسن الصمت ما كان عن الزلل.
- أحمد من البلاغة الصمت حين لا ينبغي الكلام.
- اذا غلبت علي الكلام فإياك أن تغلب علي السكوت.
- رب سكوت جوابه الكلام.
- صمتك حتى تستنطق أجمل من نطقك حتى تسكت.
- صمت تحمد عاقبته خير من كلام تذم مغتبه.
- من عقل صمت.
- لا عبادة كالصمت.
- الصمت آية الحلم.
- الصمت زين العلم وعنوان الحلم.
- لا حلم كالصمت.
- الصمت وقار والهذر عار.
- الصمت يكسيك الوقار ويكفيك مؤنة الاعتذار.
- بالصمت يكثر الوقار.
- صمت يكسيك الوقار خير من كلام يكسوك العار.
- الزم السكوت واصبر علىالقناعةبأيسر القوت تعز في دنياك وتعز في أخراك.
- داووا الغضب بالصمت والشهوة بالعقل.
- غطاء المساوي الصمت.
- لا حافظ أحفظ من الصمت.
- اصمت تسلم.
- سبب السلامة الصمت.
- صمت يعقبك السلامة خير من نطق يعقبك الملامة.
- من صمت سلم.
- صدرك أوسع لسرّك.
- ملكت نفسي يوم ملكت منطقي.
- السكوت علامةالرضا.
- هُناك أسئلة لا يجاب عنها إلّا بالسكوت.
- عندما يتحول الحب إلى كراهية والتضحيةإلى نكران والإنسان إلى وحش لا نملك إلّا أن نصمت.
- حكم لقمان في الصمت ما قاله لولده: يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك.
- لا تترك لسانك يسبق عقلك.
- العاقل من يعرف متى يتكلم ومتى يصمت.
- سئمت واكتفيت من الكلام، فآثرت الصمت ولـغــة الــعـيـون.
- عندما نختار الصمت هذا لا يعني بالضرورة سذاجتنا، أو أننا لا نعي ما يدور من حولنا.
- أحياناً نصمت لأنّ أجوبتنا قد تقتلنا قبل أن تقتلهم.
- الصمت فنّ فإذا أتقنته أصبحت مبدعاً في كلامك.
- عندما ندمع لوداع حبيب يتحدث الصمت.
- قد يكون الصمت في الغالب جميلاً.
- الصمت فن عظيم من فنون الكلام.
- لا بدّ أحياناً من لزوم الصمت ليسمعنا الآخرون.
- لأننا نتقن الصمت حملونا وزر النوايا.
- الصمت أكثر ثراءً من الكلام، نحن نتكلم حينما يفيض بنا الصمت.
أقوال في قيمة الكلام وضوابطه
الكلام الطيب هو صدقة، والكلمة الحسنة تفتح القلوب وتزيل الخلافات. ولكن الكلام يجب أن يكون مضبوطاً بضوابط شرعية وأخلاقية، وأن يكون موجهاً نحو الخير والإصلاح. وإليك بعض الأقوال التي تبين قيمة الكلام وضوابطه:
- خير الكلام ما قل ودل.
- ربّ كلام يثير الحروب.
- إذا تكلمت بالكلمة ملكتك وإذا أمسكتها ملكتها.
- ربّ كلام جوابه السكوت.
- اختبر كلامك قبل أن تتحدث.
- لا تنطق بالكلام إلّا إذا كان كلامك خير من الصمت.
- لا يكثر الكلام عن ماضيه إلّا من فقد حاضره.
- لا تتكلم إذا وجب عليك السكوت ولا تسكت إذا وجب عليك الكلام.
- التكلم بغير تفكير كالرماية بلا تصويب.
- الثرثرة لا تسدد الضرائب.
- كثرة الكلام عن العسل لا تجلب الحلاوة إلى الفم.
- الكلام كالدواء إن أقللت منه نفع، وإن أكثرت منه صدع.
- ليست الثرثرة عيباً، إنها مرض.
- الكلام الحسن درع.
- تمسك الثيران بقرونها، والرجال بأقوالها.
- من تكلم بما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه.
- ضربة الكلمة أقوى من ضربة السيف.
- ربّ كلام أقطع من حسام.
- إنّ الذي يعرف كيف يتكلم، يعرف أيضاً متى يجب أن يتكلم.
- من لانت كلمته وجبت محبته.
- الكلمات دون أفكار قلما ترتفع إلى فوق.
- إذا تكلمت بالكلمة ملكتني وإن لم أتكلم بها ملكتها.
- الكلمات كأشعة إكس: أحسن استخدامها تخترق كل شيء.
- خيرالعلمما نفع وخير القول ما اتبع.
- احرص على ما ينفعك ودع كلام الناس، فإنه لا سبيل إلى السلامة من السنة العامة.
- خير المقال ما صدقته الفعال.
- من ضاق صدره اتسع لسانه، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن ساء خلقه قل صديقه.
- قلوب الحمقى في أفواههم وأفواه الحكماء في قلوبهم.
- كلمة تفيد خير من ألف كلمة لا تفيد.
- الحكيم من يتحفك بمعان كثيرة في ألفاظ قليلة، والثرثار من يضجرك بمعان قليلة في ألفاظ كثيرة.
- كثير المعرفة قليل الكلام، وكثير الكلام قليل المعرفة.
- لا تكف المرأة عن الكلام إلا لتبكي.
- من الإصغاء تأتي الحكمة، ومن الكلام تأتي الندامة.
- إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب.
