درر الشعراوي: مختارات من روائع أقوال الشيخ محمد متولي الشعراوي

كلمات مأثورة للشيخ الشعراوي. اقتباسات وعبارات من أقوال الشيخ محمد متولي الشعراوي، تغطي مواضيع الإيمان، القرآن، والحياة.

البصيرة الإيمانية

الإيمان الحقيقي يسمح لك برؤية ما تعجز العين المجردة عن إدراكه. هذه هي الرؤية الإيمانية، وهي أصدق وأعمق من مجرد النظر بالعين، لأن العين قد تخدع صاحبها في بعض الأحيان، لكن القلب المؤمن الصادق لا يخدع صاحبه أبدًا. فالقلب المتصل بالله يرى الحقائق بنور اليقين.

الله سبحانه وتعالى بين أن الذين ينظرون إلى الحياة الدنيا فقط، هم كالأنعام التي لا هم لها إلا الأكل والشرب. بل إن الأنعام قد تكون أفضل حالاً، لأنها تؤدي وظيفتها في الحياة على أكمل وجه، بينما الكثير من الناس لا يؤدون مهمة العبادة الحقيقية التي خلقوا من أجلها.

أهمية القرآن الكريم

أنزل الله الكتاب ليؤكد لنا جميعاً، أن الله واحد أحد، لا شريك له في ملكه ولا في عبادته، وأن القرآن يشتمل على كل ما جاء في الشرائع السماوية السابقة من التوراة والإنجيل، وغيرها من الكتب. فالقرآن نزل ليكون الفيصل الذي يفرق بين الحق الذي جاءت به الكتب السابقة، وبين الباطل الذي أضافه المحرفون والمبدلون.

القرآن: الكتاب الجامع

هناك ملكات وقدرات في النفس البشرية وهي الحواس الظاهرة، وهناك إدراكات ومعارف في النفس لا يعلمها ولا يدركها إلا خالقها سبحانه وتعالى. فالإنسان يحتاج إلى تفعيل هذه الإدراكات ليستنير بنور الله.

كل خطاب موجه لرسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم، فهو في حقيقته يتضمن خطاباً لأمته جميعاً. فالرسول صلى الله عليه وسلم كلفه الله بأن يبلغ الكتاب للناس كافة، ونحن مكلفون بأن نتبع المنهج نفسه ونبلغ ما جاء في القرآن للناس، حتى يكون الحساب عادلاً، وحتى لا تكون لهم حجة أنهم لم يبلغوا منهج الله، ثم كفروا به أو تركوه.

كلما تعمقنا وتأملنا في القرآن الكريم وفي أسلوبه البديع، وجدنا أنه الحق الذي لا مرية فيه، لأنه لا يوجد مخلوق يستطيع أن يأتي بآية واحدة مثله، فما بالك بالقرآن كله. هذا الكتاب ارتفع فوق كل الكتب، وفوق مدارك البشر، فهو يوضح آيات الكون العظيمة، وآيات المنهج القويم، وله في كل عصر معجزات.

القرآن هو الكتاب الجامع لكل الأحكام السماوية، منذ بداية الرسالات وحتى يوم القيامة. فيه تفصيل لكل شيء يحتاجه الإنسان في دينه ودنياه.

الاستعانة بالله تعالى

الاستعانة بالله سبحانه وتعالى ترفعك وتعزك فوق ذل الدنيا. فعندما تستعين بغير الله، فإنك تستعين ببشر مهما بلغ نفوذه وقوته، فكل ذلك يبقى في حدود بشريته المحدودة. ولأننا نعيش في عالم دائم التغير، فإن القوي قد يضعف، وصاحب النفوذ قد يصبح في لحظة طريداً شريداً لا حول له ولا قوة. ولو لم يحدث هذا، فقد يموت ذلك الذي تستعين به، فلا تجد أحداً يعينك. الاستعانة الحقيقية هي بالله وحده.

مهمة الكتاب

المهمة الأساسية لهذا الكتاب العظيم – القرآن الكريم – هي أن يخرج الناس من ظلمات الجهل والكفر والشرك إلى نور الإيمان. لأن كل كافر ومشرك تحيط به الظلمات من كل جانب، يرى الآيات والدلائل الواضحة فلا يبصرها، ويعرف أن هناك حساباً وآخرة ولكنه ينكرهما، ولا يرى إلا الحياة الدنيا القصيرة الفانية، غير المأمونة في كل شيء، في العمر والرزق والمتعة. ولو تطلع إلى نور الإيمان، لرأى الآخرة وما فيها من نعيم أبدي ولَعَمِلَ من أجلها، ولكن لأنه تحيط به الظلمات لا يرى. والطريقُ لأن يرى هو هذا الكتاب، لأنه يخرج الناس إذا قرأوه بتمعن وتدبر من ظلمات الجهل والكفر إلى نور الحقيقة واليقين.

كل واحد من العاصين يأتي يوم القيامة يحمل ذنوبه وحده، إلا المُضِل فإنه يحمل ذنوبه وذنوب من أضلهم أيضاً. فعليه وزر نفسه ووزر غيره.

نطاق الاختيار

نطاق الاختيار في حياتي محدد وله حدود. لا أستطيع أن أتحكم في يوم مولدي، ولا فيمن هو أبي ومن هي أمي، ولا في شكلي هل أنا طويل أم قصير؟ جميل أم قبيح أو غير ذلك. إذن فمنطقة الاختيار الحقيقية في الحياة هي في المنهج أن أفعل أو لا أفعل، أن أختار طريق الخير أو طريق الشر.

عطاء الله وحكمته

عطاء الله سبحانه وتعالى وحِكمته فوق قدرة فهم البشر المحدود، ولو أراد الإنسان أن يحوم بفكره وخواطره حول معاني هذه الحروف المقطعة – أوائل السور – لوجد فيها كل يوم شيئاً جديداً. لقد خاض العلماء في البحث والتأمل كثيراً، وكل عالم أخذ منها على قدر صفائه، ولا يدعي أحد العلماء أن ذلك هو الحق المراد من هذه الحروف، بل كل منهم يقول والله أعلم بمراده.

يوم الحساب

لو لَم يوجد يوم للحساب، لنجا الذي ملأ الدنيا شروراً وظلماً دون أن يجازى على ما فعل، ولكان الذي التزم بالتكليف والعبادة وحرم نفسه من متع دنيوية كثيرة إرضاء لله قد شقي في الحياة الدنيا ولم ينل جزاءه. فالحكمة تقتضي وجود يوم للحساب.

مكانة الأمية في الرسول

إياك أن تظن أن الأمية عَيْب في رسول الله، فإنْ كانت عيباً في غيره، فهي فيه شرف؛ لأن معنى أمي يعني على فطرته كما ولدتْه أمه، لم يتعلم شيئاً من أحد، وكذلك رسول الله لم يتعلَّم من الخَلْق، إنما تعلم من الخالق فعلَتْ مرتبةُ علمه عن الخَلْق.

عدم رد أمر الله

إياك أن ترد الأمر على الله سبحانه وتعالى!! فإذا كنت لا تصلي، فلا تقل وما فائدة الصلاة، وإذا لم تكن تزكي، فلا تقل تشريع الزكاة ظلم للقادرين، وإذا كنت لا تطبق شرع الله، فلا تقل أن هذه الشريعة لم تعد تناسب العصر الحديث، فإنك بذلك تكون قد كفرت والعياذ بالله! ولكن قل يا ربي إن فرض الصلاة حق، وفرض الزكاة حق وتطبيق الشريعة حق، ولكنني لا أقدر على نفسي فارحم ضعفي يا رب العالمين، إن فعلت ذلك، تكن عاصيا فقط.

لقاء الله عز وجل

ويكفيك عِــزّاً وكرامة أنك إذا أردت مقابلة سيدك أن يكون الأمر بيدك .. فما عليك إلا أن تتوضأ وتنوي المقابلة قائلا: الله أكبــر….. فتكون في معية الله عز وجل في لقاء تحدد أنت مكانه وموعده ومدته.. وتختار أنت موضوع المقابلة.. وتظل في حضرة ربك إلى أن تنهي المقابلة متى أردت..! فما بالك لو حاولت لقاء عظيم من عظماء الدنيا؟! وكم أنت ملاقٍ من المشقة والعنت؟! وكم دونه من الحُجّاب والحراس؟! ثم بعد ذلك ليس لك أن تختار لا الزمان والمكان ولا الموضوع ولا غيره..!

قيم القرآن في الحياة

القرآن يعطينا قيم الحياة الحقيقية، التي بدونها تصبح الدنيا كلها لا قيمة لها، لأن الدنيا امتحان أو اختبار لحياة قادمة في الآخرة، فإذا لم تأخذها بمهمتها في أنها الطريق الذي يوصلك إلى الجنة، أهدرت قيمتها تماماً ولم تعد الدنيا تعطيك شيئاً إلا العذاب في الآخرة.

معنى الرزق الحقيقي

الرزق هو ما ينتفع به الإنسان، وليس هو فقط ما يتحصل عليه، فقد تربح مالاً وافراً ولكنك لا تنفقه ولا تستفيد منه فلا يكون هذا رزقك الحقيقي ولكنه رزق غيرك، وأنت تظل حارساً عليه، لا تنفق منه قرشاً واحداً، حتى توصله إلى صاحبه. قال عليه الصلاة والسلام: يقول ابن آدم مالي مالي، وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، ولبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت.

الحياة الآخرة

المؤمن لا يطلب الدنيا أبداً.. لماذا؟.. لأن الحياة الحقيقية للإنسان هي في الآخرة. فيها الحياة الأبدية والنعيم الذي لا يفارقك ولا تفارقه. فالمؤمن لا يطلب مثلاً أن يرزقه الله مالاً كثيراً ولا أن يمتلك عمارة فارهة مثلاً.. لأنه يعلم أن كل هذا وقتي وزائلة.. ولكنه يطلب ما ينجيه من النار ويوصله إلى الجنة.

عالم الغيب

إن عدم قدرتنا على رؤية أي شيء لا يعني أنه غير موجود. قمة الغيب هي الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله والإيمان باليوم الآخر. كل هذه أمور غيبية، وحينما يخبرنا الله تبارك وتعالى عن ملائكته ونحن لا نراهم، نقول ما دام الله قد أخبرنا بهم فنحن نؤمن بوجودهم. وإذا أخبرنا الحق سبحانه وتعالى عن اليوم الآخر، فما دام الله قد أخبرنا فنحن نؤمن باليوم الآخر، لأن الذي أخبرنا به هو الله جل جلاله.

الرؤية الإيمانية

الإنسان حينما يؤمن، لا بد أن يأخذ كل قضاياه برؤية إيمانية. حتى إذا قرأ آية عن الجنة فكأنه يرى أهل الجنة وهم ينعمون، وإذا قرأ آية عن أهل النار اقشعرّ بدنه وكأنه يرى أهل النار وهم يعذبون.

الحاجة إلى الهداية

الهدى يتطلب هادياً ومهدياً، وغاية تريد أن تحققها. فإذا لم يكن هناك غاية أو هدف فلا معنى لوجود الهدى، لأنك لا تريد أن تصل إلى شيء وبالتالي لا تريد من أحد أن يدلك على طريق. إذن لا بُد أن نوجد الغاية أولاً ثم نبحث عمن يوصلنا إليها.

الغيب هو ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، والرسل لا يعلمون الغيب، ولكن الله سبحانه وتعالى يعلّمهم بما يشاء من الغيب ويكون هذا معجزة لهم ولمن اتبعوهم.

وصف نعيم الجنة

لا توجد ألفاظ في لغة البشر تعبر بشكل كامل عن النعيم الذي سيعيشه أهل الجنة، لأنه لم تره عين ولم تسمع به أذن ولا خطر على القلب. ولذلك فإن كل ما نقرؤه في القرآن الكريم يقرب لنا الصورة فقط.

الدين وقضية الحساب

إن الدين كله بكل طاعاته وكل منهجه قائم على أن هناك حساباً في الآخرة، وأن هناك يوما نقف فيه جميعاً أمام الله سبحانه وتعالى ليحاسب المخطئ ويثيب الطائع. هذا هو الحكم في كل تصرفاتنا الإيمانية. فلو لم يكن هناك يوم نحاسب فيه فلماذا نصلي؟ ولماذا نصوم؟ ولماذا نتصدق؟.

القرآن نور وهداية

القرآن الكريم كتاب يبصرنا بقضية القمة في العقيدة وهي أنه لا إله إلا الله وأن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، وهو بهذا يخرج الناس من الظلمات إلى النور.

طريق السعادة

إذا أردت أن تحقق سعادة حقيقية في حياتك، وأن تعيش آمناً مطمئناً، فخذ الهدف عن الله، وخذ الطريق عن الله. فإن ذلك ينجيك من قلق متغيرات الحياة التي تتغير وتتبدل. والله قد حدد لخلقه ولكل ما في كونه أقصر طريق لبلوغ الكون سعادته. والذين لا يأخذون هذا الطريق يتعبون أنفسهم ويتعبون مجتمعهم ولا يحققون شيئا. إذن فالهدف يحققه الله لك، والطريق يبينه الله لك، وما عليك إلا أن تجعل مراداتك في الحياة خاضعة لما يريده الله.

Total
0
Shares
المقال السابق

همسات اللهفة

المقال التالي

تأملات في العشق

مقالات مشابهة