نظرة عامة على قصة النمور في اليوم العاشر
تتمحور أحداث القصة حول سعي مدرب للسيطرة على نمر خلال فترة زمنية محددة، وهي عشرة أيام. يعتمد المدرب في استراتيجيته على تجويع النمر وحرمانه من الطعام، بهدف إخضاعه وجعله أكثر طاعة. مع مرور الوقت، يبدأ النمر بالامتثال لأوامر المدرب البسيطة مقابل الحصول على الطعام، دون أن يدرك أن هذه الأوامر تقوض تدريجياً كرامته وقوته.
يبدأ المدرب بتقديم طلبات صغيرة للنمر، ويكافئه عليها بالطعام. ومع ذلك، في بعض الأحيان، يمتنع المدرب عن إعطاء الطعام حتى بعد تنفيذ النمر للطلبات، بحجة أن الأداء لم يكن مثاليًا. هذا يدفع النمر إلى التدريب المستمر طوال الليل لإتقان ما يطلبه المدرب وكسب طعامه. تصل الأمور إلى تقليد النمر لصوت الحمار استجداءً للطعام.
يُلمح الكاتب إلى رمزية أعمق من مجرد ترويض حيوان. يظهر ذلك في الخطاب الذي يلقيه المدرب أمام النمر، حيث يطلب منه التصفيق، على الرغم من أن النمر لا يفهم شيئًا. يُفسر هذا المشهد على أنه تمثيل لمراحل ترويض الشعوب والسيطرة عليها وتوجيهها.
تسلسل الأحداث في قصة النمور في اليوم العاشر
القصة ترتكز على حدث رئيسي يتفرع منه سلسلة من الأحداث الثانوية التي تخدمه. هذا الحدث هو محاولة تذليل نمر في غضون عشرة أيام. يسعى المروض إلى جعل هذا النمر خاضعًا من خلال تجويعه وحجب الطعام عنه. وقد أتى التجويع بالنتيجة المرجوة، إذ أن هذا المروض كان يطلب من النمر في البداية مطالب صغيرة مقابل إطعامه، وكان النمر ينفذ مطالبه بعد أن أدرك أنها بسيطة، لكنها في الواقع كانت تقوض كرامته وكبرياءه، وتمهد لتنفيذ طلبات أكثر وأكبر.
وكان المروض يمنع عن النمر الطعام في بعض الأحيان حتى مع تنفيذ النمر لطلباته، بحجة أن النمر لم يتقن تنفيذ المهمة، فكان النمر يتدرب على طلب مروضه طيلة الليل حتى يتقن العمل، وينال نصيبه من الطعام، حتى وصل به الأمر إلى أن قلّد صوت الحمار.
قد يكون الكاتب أراد من خلال هذا الحدث أن يرمز إلى أمر آخر، وقد أشار إلى ذلك من خلال خطاب ألقاه أمام النمر، وطلب من النمر أن يصفق له، مع أن النمر لم يفهم شيئًا، وكأن الكاتب يحاول أن يصف مراحل ترويض الشعوب، والإمساك بها وتوجيهها.
تحليل الشخصيات في قصة النمور في اليوم العاشر
تنقسم الشخصيات في القصة إلى فئتين: شخصيات رئيسية وشخصيات ثانوية. الشخصيات الثانوية تتمثل في المتدربين، الذين اقتصر دورهم على الضحك على النمر ومراقبة أستاذهم. أما الشخصيتان الرئيسيتان فهما المدرب والنمر، حيث يمثل كل منهما رمزًا. المدرب يرمز إلى السلطة، بينما النمر يرمز إلى الشعوب. كان المدرب يستخدم حيله على النمر بهدف ترويضه للعمل في السيرك أمام تلاميذه. قاوم النمر في البداية ولكنه استسلم عندما نفذ أول طلب للمدرب، وهو الوقوف عندما يطلب منه ذلك.
لم يستخدم المدرب العنف الجسدي في ترويضه للنمر، بل اعتمد على الحرمان من الطعام، مما أدى إلى عنف نفسي يتمثل في تفتيت كرامة النمر وكبريائه، وهما اللذان كانا يمنعان النمر من العمل في السيرك. بعد أن نجح المدرب في تحطيم كرامته وربط أفعاله بمقابل وهو الطعام، أصبح النمر ضعيفًا وفاقدًا لإرادته.
اقتباس مهم:
لم يكن المروض يستعمل العنف الجسدي في ترويضه للنمر، وإنما كان يستعمل الحرمان من الطعام، مما يؤدي إلى عنف نفسي وهو تفتيت كرامة النمر وعنفوانه اللذين كانا يمنعان النمر من العمل في السيرك، لكن بعد أن استطاع المروض أن يهدم كرامته، ويربط أفعاله بمقابل وهو الطعام، أصبح نمرًا من ورق على حدِّ تعبيره فلم يعد يملك من أمره شيئًا.
الزمان والمكان في قصة النمور في اليوم العاشر
المكان في القصة هو السيرك، وتحديدًا القفص. القفص هو المكان الرئيسي للأحداث، وهو اختيار مقصود يساهم في تحطيم كينونة النمر وشخصيته. الأحداث تدور داخل القفص أو في محيطه.
أما الزمان، فهو زمن عادي تتقدم فيه الأحداث بشكل خطي، ولكنه زمن مقيد. تجري أحداث القصة على مدى عشرة أيام، وهي مدة كافية لتحطيم النمر. يبدو أن الكاتب قصد من خلال هذا الزمن القصير أن يشير إلى أن العزيمة والكبرياء يضعفان مع مرور الوقت إذا وُجدت أساليب الضغط الكافية.
اقتباس مهم:
تمثّل المكان في هذه القصة بالسيرك وتحديدًا بالقفص، فقد كان القفص هو المكان الأساسي للقصة، وهو اختيار مقصود ساعد في تحطيم كينونة النمر وشخصيته، بالإضافة إلى أنّ الأحداث كانت تدور في هذا القفص أو في محيطه.
أمّا الزمن في هذه القصة، فقد كان زمنًا عاديًا تسير فيه الأحداث باتجاه الأمام، لكنه زمن مقيد، فقد جرت أحداث هذه القصة على مر عشرة أيام، كانت كفيلة بتحطيم النمر، فكأن الكاتب قصد من خلال توظيفه هذا الزمن القصير أن يشير إلى أنّ العزيمة والعنفوان يضعفان عبر الزمن إن وُجِدت أساليب الضغط الكافية.
المراجع
- زكريا تامر،النمور في اليوم العاشر، صفحة 54. بتصرّف.
- زكريا تامر،النمور في اليوم العاشر، صفحة 56-57. بتصرّف.
- تمّام طعمة،”تحليل قصة النمور في اليوم العاشر”،سؤال وجواب.
- أبخضر محجز (15/7/2017)،”النمور في اليوم العاشر لزكريا تامر روعة الفن وجمال المحتوى”،موقع الأديب خضر محجز.