دراسة في فضائل القدوة الحسنة

تُعرف القدوة الحسنة بأنها الشخص الذي يُتخذ مثلاً للآخرين في سلوكه وأخلاقه، وهي أساسية في بناء مجتمع قوي وسليم. يبحث هذا المقال في مفهوم القدوة الحسنة وأصولها في الإسلام، مع تسليط الضوء على فوائدها وأهميتها في تربية الأجيال.

تعريف القدوة الحسنة

تُعرف القدوة الحسنة في اللغة العربية بالعديد من المعاني، بما في ذلك التقدم على الآخرين، ومتابعة الغير، والأسوة، وما يُقتدى به. في الاصطلاح، تُعرف القدوة الحسنة بأنها الشخص الذي يُتخذ مثلاً للآخرين في سلوكه وأخلاقه، ويُقصد بـ”القدوة الحسنة” اتّخاذ الغير مِثالاً لنا، واتِّباعاً له في الخير.

أصول القدوة الحسنة

لا يمكن لأي شخص أن يُصبح قدوةً للناس ببساطة، بل يجب أن يتصف بخصال محددة تُشكل أصولاً شرعيةً للقدوة الحسنة. هذه الأصول يجب أن تكون موجودة ومُتجسدةً في سلوك الشخص ليصبح قدوةً يُقتدى به. فما هي هذه الأصول؟

الصلاح

أمر الله تعالى جميع الخلق بالاقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، لأنّه جمع كل الخصال الحميدة، وليس به خصلة قبيحة. قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ ([الأحزاب: 21]).

ويُشترط في الشخص الصالح الذي يمكن أن يُصبح قدوةً أن يتصف بالصفات التالية:

  • الإيمان: لا يمكن أن يُقتدى بمن فسدت عقيدته.
  • العبادة: يُفترض أن تكون عبادته صحيحةً، وفق الكتاب والسنة، دون إفراط أو تفريط.
  • الإخلاص: يجب أن يكون إخلاصه لله تعالى في جميع أفعاله، لكي يُرشد الناس إلى الطريق الصحيح.

حسن الخلق

يُعدّ الخلق الحسن هو التطبيق العمليّ لما في قلب المسلم، وهو الذي يؤثر في الناس، ويسعى الناس إلى تقليده. من حَسُن خلقه، صحّ أن يكون قدوةً للناس، ومن فقد هذا الأصل فلا يصحّ أن يُتّخذه الناس لهم قدوة ومثالاً يُحتذى به. ومن أمثلة الخلق الحسن ما يأتي:

  • الحكمة في القول والفعل.
  • الصبر، والحِلْم، والتأني، في سائر سلوكياته.
  • الصدق في ما بينه وبين ربه وفي ما بينه وبين الناس.
  • العفو والصفح والتجاوز.

موافقة القول للعمل

قال الله تعالى مُقرِّعاً من خالف قوله عمله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ ([الصف: 2-3]).

مخالفة القول للعمل تُعتبر من أسباب انتكاس الناس، حين يرون أنَّهم يقلدون إنساناً لا يفعل ما يقول، مع قدرته على ذلك. يريد الناس الصدق في القول واستقامةً في العمل، فينتشرون سلوكياتهم أسرع من تأثرهم بالأقوال الكثيرة. لذلك، يجب على الشخص الذي يريد أن يكون قدوةً للناس أن يُطابق قوله عمله.

فوائد القدوة الحسنة

القدوة الحسنة لها أثرٌ إيجابيّ في حياة المسلم، فهي تُرشده إلى الطريق المستقيم، وتُساعده على تحقيق الفوائد التالية:

  • اتّباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-: يُصبح المسلم مُتَّبِعاً لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، كون النبي هو القدوة الأولى للمسلمين.
  • الوسطية في الدين: تُرشد القدوة الحسنة المسلم إلى الوسطية، فلا يتشدَّد ولا يتراخى في عباداته.
  • أن يصبح قدوةً لغيره: يُصبح المسلم قدوةً لغيره، بحسن سلوكه، وينال الأجر والثواب كلَّما اقتدى به الناس.
  • الحشر مع الصالحين: الاقتداء بالصالحين سببٌ لحشر المسلم معهم يوم القيامة، فقد قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (الرَّجُلُ يُحِبُّ القَوْمَ ولَمَّا يَلْحَقْ بهِمْ؟ قالَ: المَرْءُ مع مَن أحَبَّ).[١٣]

المراجع

  1. اين منظور ،لسان العرب، صفحة 171. بتصرّف.
  2. عبد الرؤوف المناوي،التوقيف على مهمات التعاريف، صفحة 269. بتصرّف.
  3. أبو نصر الجوهري،الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، صفحة 459. بتصرّف.
  4. مجموعة مؤلفين،المعجم الوسيط، صفحة 19. بتصرّف.
  5. سعيد القحطاني ،الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 46. بتصرّف.
  6. سورة الأحزاب ، آية:21
  7. صالح بن حميد،القدوة مبادئ ونماذج، صفحة 12. بتصرّف.
  8. سعيد القحطاني،الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 16. بتصرّف.
  9. سورة الصف ، آية:3-2
  10. صالح بن حميد،القدوة مبادئ ونماذج، صفحة 29. بتصرّف.
  11. سورة آل عمران ، آية:167
  12. محمد حسن عبد الغفار،فضائل الصحابة، صفحة 5.
  13. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري ، الصفحة أو الرقم:6170، أورده في صحيحه.مجلوبة من “http://mawdoo3.com/index.php?title=بحث_عن_القدوة_الحسنة&oldid=1767476”
Total
0
Shares
المقال السابق

القدس: رمز الصمود والقداسة

المقال التالي

بحث عن القرآن الكريم

مقالات مشابهة