مفهوم جوهر الحضارة الإسلامية
تتنوع الرؤى حول تعريف الحضارة الإسلامية، وهذا يعكس عمق هذا المفهوم وجدته، بالإضافة إلى اختلاف وجهات نظر العلماء المعاصرين بشأنه. ومع ذلك، يمكن تقديم تعريف يوضح معالمها، وهو أنها: “إدراك العناصر الأساسية التي تشكل الأمة الإسلامية بتفاعلاتها عبر التاريخ وحتى الآن، ويشمل ذلك الدين، واللغة، والتاريخ، والحضارة، والقيم، والأهداف المشتركة، وذلك بوعي وإدراك تام”. هذا التعريف يركز على الفهم العميق للتراث الإسلامي وكيفية تأثيره على حاضر ومستقبل الأمة.
أصول الحضارة الإسلامية
تستند الحضارة الإسلامية إلى أربعة أصول رئيسية، وهي:
- القرآن الكريم: يعتبر الركن الأول في بناء الحضارة الإسلامية، فهو مصدر التشريع والتوجيه. القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو النور الذي يضيء دروب المسلمين.
- السنة النبوية: تمثل الأصل الثاني بعد القرآن الكريم، وهي توضح الأحكام الشرعية وتفصلها، وتقدم للمسلم منهجًا يوميًا في حياته وأعماله. السنة النبوية هي القول والفعل والتقرير من النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي ترجمة عملية للقرآن الكريم.
- الخبرات البشرية النافعة: تشمل نتاج الفكر والاجتهاد الذي قدمه أفراد لإفادة المجتمع الإسلامي. تتراكم هذه الخبرات عبر الزمن نتيجة للأبحاث والعلوم والاكتشافات المتنوعة. هذه الخبرات تمثل إضافة قيمة للحضارة الإسلامية وتساهم في تطورها.
- الفكر والتراث الإسلامي: يشير إلى الإنتاج الفكري للمسلمين على مر العصور، ويشمل المعارف المتعلقة بالله والإسلام منذ عصر الصحابة رضي الله عنهم. هذا الفكر يمثل ثروة عظيمة يجب الحفاظ عليها والاستفادة منها.
مسؤولية الفرد المسلم تجاه الحضارة
في هذا العصر الذي يشهد تنوعًا في التيارات الفكرية والثقافية، يجب على المسلم أن يكون على دراية بالمسار الذي يسعى إليه، وأن يحدد الهوية الحضارية التي تمثله. على المسلم المثقف أن يكون واعيًا بالاتجاهات المحيطة به ليتصرف بحكمة، وأن يتجنب الانحراف والضياع. بشكل عام، يحتاج المسلم إلى تحرير فكره من الثقافات التي تسعى إلى تزييف الحضارة الإسلامية.
قال تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: 110].
وفي الحديث الشريف: “بلغوا عني ولو آية” [صحيح البخاري].
المراجع
- أ.د.إبراهيم بن حماد الريس، أ.د.أحمد بن عثمان المزيد، أ.د.خالد بن عبد الله القاسم وآخرون، “مدخل إلى الثقافة الإسلامية”، www.fac.ksu.edu.sa، ص11، 12، تم الاطلاع بتاريخ 7-8-2018.
- مهد فايز مهد يعقوب (13-9-2017)، “أهمية الثقافة الإسلامية في ترسيخ قيم الثقافة التنظيمية”، www.researchgate.net، ص48، 49، تم الاطلاع بتاريخ 7-8-2018.
- عمر عودة الخطيب، “لمحات في الثقافة الإسلامية”، www.riyadhalelm.com، ص18، تم الاطلاع بتاريخ 7-8-2018.