فهرس المحتويات
لمحة عن سيرة عمر بن الخطاب
هو عمر بن الخطاب بن نُفيل القرشي العَدَوي، من بني عدي، وهو أبو حفص، ويلقب بالفاروق وأمير المؤمنين، ثاني الخلفاء الراشدين رضي الله عنه. اشتهر بالعدل والإنصاف، وامتدت فتوحات الدولة الإسلامية في عهده لتشمل أراضي واسعة. يعتبر من الشخصيات الإسلامية الأكثر تأثيراً في التاريخ. بلغت الدولة الإسلامية في عهده أوج قوتها، وشهدت توسعاً كبيراً شمل فتح القدس، وهي من أهم المدن الإسلامية المقدسة، بالإضافة إلى فتوحات واسعة في أراضي الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية.
دخول عمر بن الخطاب في الإسلام
على الرغم من مكانة عمر بن الخطاب الرفيعة في الإسلام، فإنه لم يكن من السابقين الأوائل إلى الإسلام. أسلم في السنة الخامسة من البعثة النبوية، أي بعد فترة من بدء الدعوة الإسلامية. في بداية الأمر كان عمر بن الخطاب من أشد المعارضين للإسلام، بسبب انتمائه إلى قبيلته ورغبته في الحفاظ على وحدة كلمتهم.
بعد خلاف وقع بين حمزة بن عبد المطلب وأبي جهل، خال عمر، شعر عمر بإهانة شديدة، وقرر الانتقام لشرف خاله. توجه نحو بيت النبي محمد ﷺ بنيّة قتله. في الطريق، التقى به أحد المسلمين الذين كانوا يخفون إسلامهم خوفاً من بطش قريش. أخبره هذا المسلم بأن يبدأ بإصلاح أهل بيته أولاً، حيث أن أخته وزوجها قد أسلما. أثار هذا الخبر غضب عمر بشدة.
ذهب إلى بيت أخته، فوجدهم يقرؤون القرآن الكريم، فقام بضربها. عندها سقطت صحيفة من القرآن الكريم منها، فأخذها وقرأ الآيات الأولى من سورة طه، فاهتز كيانه وأدرك أن هذا الكلام ليس من كلام البشر، عندها ذهب إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم، وأعلن إسلامه أمام النبي ﷺ والمسلمين.
عندما أمر النبي ﷺ المسلمين بالهجرة إلى يثرب، خرج عمر بن الخطاب في وضح النهار، حاملاً سيفه وعصاه وسهامه، وطاف بالكعبة، وتوجه إلى قريش قائلاً: “من أراد أن ييتم ولده أو يرمل زوجته أو يثكل أمه فليتبعني”، فلم يجرؤ أحد على اعتراض طريقه.
أبرز إنجازات عمر بن الخطاب
خلال فترة خلافته التي استمرت عشر سنوات، قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بإنجازات عظيمة للدولة الإسلامية. وقد استشهد رضي الله عنه في المسجد على يد أبي لؤلؤة المجوسي أثناء إمامته للمسلمين في صلاة الفجر. فيما يلي بعض من أبرز هذه الإنجازات:
- جمع القرآن الكريم: قام بجمع القرآن الكريم في مصحف واحد لتوحيد القراءة والحفاظ عليه.
- توسعة الحرمين الشريفين: قام بتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي في السنة السابعة عشر للهجرة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المسلمين.
- التوسع الإداري والتنظيمي للدولة: قام بتوسيع رقعة الدولة الإسلامية وتنظيم حكمها وتقسيمها إلى ولايات، وتعيين الولاة على الأمصار ومراقبتهم ومحاسبتهم، وعزل من يخالف شرع الله في ولايته دون محاباة لأحد، مما أكسبه لقب الإمام العادل.
- إنشاء دار للقضاء: اتخذ داراً بغرب المسجد النبوي وجعلها داراً للقضاء، للفصل في المنازعات بين الناس.
المراجع
- أحمد العسقلاني (1415)،الإصابة في تمييز الصحابة، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 484، جزء 4. بتصرّف.
- سعيد حوى (1995)،الأساس في السنة وفقهها السيرة النبوية(الطبعة 3)، القاهرة :دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، صفحة 1581، جزء 3. بتصرّف.
- أبتعبد الرحمن ابن الجوزي،مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، الاسكندية :ابن خلدون، صفحة 17-21.
- علي الندوي (1425)،السيرة النبوية لأبي الحسن الندوي(الطبعة 13)، دمشق:دار ابن كثير ، صفحة 203. بتصرّف.
- محمد الإفريقي (1984)،المحن، الرياض:دار العلوم، صفحة 62. بتصرّف.
- محمد رضا،تاريخ وسيرة ومناقب أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب، مصر:المطبعة المحمودية التجارية بالأزهر، صفحة 30-35. بتصرّف.
- عبد السلام آل عيسى (2002)،دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه(الطبعة 1)، المدينة المنورة :عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، صفحة 1148، جزء 2. بتصرّف.