جدول المحتويات
مفهوم الفلسفة
الفلسفة، أو “فيلوسوفيا” كما عرفت في أصلها اليوناني، مشتقة من كلمتين: “فيلو” وتعني محبة، و “سوفيا” وتعني الحكمة. وبذلك، فإن الفلسفة تعني محبة الحكمة.
تُعتبر الفلسفة ميدانًا للبحث والتأمل العميق، وهي تسعى إلى فهم أسرار الوجود والكون، والكشف عن طبيعة الحقيقة والمعرفة، وإدراك القيم والأهمية في الحياة. كما تتناول الفلسفة علاقة الإنسان بالعالم من حوله، سواء الطبيعة أو المجتمع.
الفلسفة في اليونان
بدأ ظهور الفلسفة اليونانية في الفترة ما بين القرنين السابع والسادس قبل الميلاد، تحديدًا في المدن اليونانية الواقعة في منطقة “أيونية” على الساحل الغربي لآسيا الصغرى. ثم انتشرت إلى جنوب إيطاليا والمدن الساحلية في جزيرة صقلية. وبلغت الفلسفة اليونانية قمة ازدهارها في القرن الخامس قبل الميلاد في مدينة أثينا، واستمرت في التطور خلال القرن الرابع قبل الميلاد في عهد الإسكندر الأكبر وخلفائه، قبل أن تبدأ في التراجع في نهاية القرن السادس الميلادي.
يرى العديد من المؤرخين أن الفلسفة بدأت في اليونان، وأن المعرفة والفكر اليوناني يمثلان الأصل الأول للمعرفة الفلسفية. نشأت الفلسفة ضمن العقلانية اليونانية، والتراث اليوناني هو التراث الفلسفي الوحيد الذي وصل إلينا كاملاً، بخلاف الحضارات الشرقية القديمة التي لم يصلنا منها إلا القليل.
من بين أشهر الفلاسفة اليونانيين الذين أرسوا قواعد المعرفة: أرسطو، مؤسس علم المنطق، وسقراط، الذي أكد على أهمية النقاش قبل الاقتناع بأي فكرة، وأفلاطون، الذي كتب “الجمهورية” لشرح مفهوم المدينة الفاضلة.
أطوار الفكر الفلسفي اليوناني
مرت الفلسفة اليونانية بثلاث مراحل رئيسية عبر تاريخها:
- مرحلة النشأة: تنقسم هذه المرحلة إلى فترتين رئيسيتين:
- فترة ما قبل سقراط: تم خلالها وضع الأسس النظرية للفلسفة، وتركزت على تفسير العالم.
- فترة سقراط والسوفسطائيين: شهدت ظهور الفلسفة العملية، وتطورت لتفسير الأخلاق ومناهج الجدل.
- مرحلة النضج: ظهر فيها الفيلسوفان أفلاطون وأرسطو. درس أفلاطون المسائل الفلسفية العلمية والنظرية، ووصل إلى نتائج مهمة، ولكنه مزج الحقيقة بالخيال. أما أرسطو، فقد حل المسائل الفلسفية بالعقل ووضع تقسيمًا نهائيًا للفلسفة.
- مرحلة الاضمحلال: تراجع فيها تأثير الفلسفة اليونانية في حل المسائل الفلسفية وابتكار الحلول، واقتصر دورها على تعديل وتجديد المذاهب السابقة.
سمات الفلسفة الإغريقية
تتميز الفلسفة اليونانية بعدة سمات:
- فلسفة طبيعية: ركزت على العالم الطبيعي دون الفصل بين الطبيعة الداخلية والخارجية، أو بين المادة والروح، أو بين الإنسان والعالم الطبيعي. كانت المادة تعتبر حية بطبيعتها.
- التوجه المباشر إلى الموضوع: لم توجه الفلسفة اليونانية نقدًا صريحًا للقدرة على إدراك العالم الخارجي، ولم تميز بين الأشياء كما هي في الواقع وبين ما يظهر لنا منها.
- الشمولية: شملت الفلسفة اليونانية جميع فروع الفلسفة، مثل الرياضيات، والمنطق، والفلك، والاقتصاد، والأخلاق، وغيرها. ساعدت هذه الفروع على البحث في الوجود الكلي المجرد، بهدف معرفة ماهية الأشياء وحقائقها وخصائصها.
- دراسة العلم لذاته: كانت تهدف إلى الوصول إلى المعرفة كغاية وليس كوسيلة. رأى أرسطو أن دراسة العلم بهدف المعرفة أفضل من دراسته لتحقيق أهداف دينية أو عملية. ولكن الفلسفة بعد أرسطو اعتبرت العمل مكملاً للعلم، واهتمت بالجانب العلمي بشكل كبير.
- الاعتماد على العقل: ارتكزت الفلسفة اليونانية على العقل بشكل أساسي. تميز الفكر اليوناني بالتحرر والطلاقة، وكان العقل اليوناني يصوغ المشاكل ويحلها بجهده.
دوافع نشأة الفلسفة اليونانية
هناك عدة أسباب وعوامل أدت إلى ظهور الفلسفة اليونانية:
- تطور الحضارات السابقة: التطور الكبير الذي حققته الحضارات التي سبقت الحضارة اليونانية، مثل الحضارة الرافدية والمصرية والفينيقية، ساهم في اكتمال نمو الحضارة اليونانية وظهور الفلسفة فيها.
- الموقع الجغرافي المتميز: الظروف الجغرافية لجزيرة مالطية في آسيا الصغرى، بمناخها الرائع وموقعها عند مصبات الأنهار ونهايات الطرق التجارية، ساهمت في تطورها. أنشأت مالطية حوالي 80 مستعمرة امتدت عبر البحر، وتنقل سكانها إلى الحضارات البعيدة وتعلموا منها العلوم المختلفة ونقلوها إلى حضارتهم.
- العوامل السياسية والفكرية والاقتصادية: تميزت مالطية بالاستقرار السياسي بفضل المعاهدات والاتفاقيات، مما حرر المواطنين من الخوف السياسي ووجههم إلى الفن والثقافة. كما أنشأت أرستقراطية ثقافية تتيح التسامح الفكري، وأوجد الثراء فراغًا كبيرًا حيث أصبح العبيد يقومون بالأعمال اليومية.
المصادر
- أبكامل محمد محمد عويضة،زينون – وما حققته الفلسفة اليونانية – الجزء – 26 / سلسلة أعلام الفلاسفة، بيروت-لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 37-39، 3. بتصرّف.
- “philosophy”,www.dictionary.com, Retrieved 20-9-2018. Edited.
- دائرة المعارف العالمية، بتحثون عرب،الموسوعة العربية العالمية(الطبعة الثانية)، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 456، الجزء السابع عشر. بتصرّف.
- أبحسام محيي الدين آلوسي،مدخل الى الفلسفة، صفحة 160-161. بتصرّف.
- -،نشأة الفلسفة، صفحة 2. بتصرّف.
- مرفت عبدالناصر،موسوعة حضارات العالم القديم، مصر: نهضة مصر للنشر والتوزيع، صفحة 57. بتصرّف.
- يوسف كرم، الدكتور هلا آمون،تاريخ الفلسفة اليونانية، لبنان: دار القلم، صفحة 18. بتصرّف.