دراسة شاملة حول التدخين وأثره على الصحة

مقدمة حول التدخين

التدخين هو عملية استنشاق الأدخنة الناتجة عن احتراق مواد نباتية، وأكثرها شيوعًا هو التبغ. يستخدم التبغ في صناعة السجائر أو يتم تدخينه في الغليون. تحتوي هذه المادة على النيكوتين، وهو مادة تسبب تأثيرات نفسية منشطة ومهدئة، مما يؤدي إلى الإدمان عند تدخينه على المدى الطويل. عرف التبغ قديماً لدى الهنود الحمر، وانتشر استخدامه في أوروبا عبر المستكشفين، ثم إلى جميع أنحاء العالم.

أشكال التدخين المختلفة

التدخين لا يقتصر على السجائر الملفوفة فحسب، بل يشمل طرقًا متعددة، وكلها ضارة وقد تفوق السجائر ضررًا. إليكم بعض هذه الأشكال:

• الشيشة (النارجيلة/الأرجيلة): أداة تدخين تقليدية تستخدم تمرير الدخان عبر الماء قبل استنشاقه.
• التبغ غير المدخن: يتم وضعه مباشرة في الفم، بين اللثة والشفة السفلى.
• السيجار: لفافة مصنوعة من نوع واحد من التبغ، وتختلف عن السجائر في نوع التبغ المستخدم.
• السجائر الإلكترونية: أجهزة تعمل بالبطاريات تحتوي على عبوات مملوءة بالنيكوتين ومواد كيميائية أخرى ونكهات.

الأسباب الكامنة وراء التدخين

على الرغم من حملات التوعية بأضرار التدخين، يستمر الكثيرون في هذه العادة لأسباب متعددة، منها:

• الاندماج الاجتماعي: يلجأ المراهقون إلى التدخين لتقليد أقرانهم، وتبين الإحصائيات أن معظمهم يصبحون مدخنين بالغين.
• التأثير العائلي: يزيد احتمال تدخين الأبناء إذا كان أحد الوالدين مدخنًا.
• وسائل الإعلام: قد تؤدي الإعلانات والأفلام التي تصور التدخين بشكل إيجابي إلى جذب انتباه المشاهدين وتشجيعهم على التدخين.
• العوامل الوراثية: تشير بعض الدراسات إلى أن الوراثة قد تلعب دورًا في قابلية الشخص للإدمان.
• الضغوط النفسية: يلجأ البعض إلى التدخين لتخفيف التوتر، حيث يمنح النيكوتين شعورًا مؤقتًا بالراحة.

الآثار السلبية للتدخين

التدخين له آثار سلبية خطيرة على صحة المدخن والمجتمع، وقد يؤدي إلى إصابات خطيرة. فيما يلي أبرز هذه المخاطر:

تأثير التدخين على الجهاز التنفسي

التدخين يسبب أضرارًا بالغة للجهاز التنفسي، منها:

• التهاب وتهيج القصبة الهوائية والحنجرة.
• خلل في وظائف الرئة ونقص فعاليتها، وضيق التنفس.
• ضعف نظام تنظيف الرئتين وتراكم المواد السامة.
• زيادة خطر الإصابة بعدوى الرئة والسعال والصفير.
• تضرر الشعب الهوائية.

تأثير التدخين على الجهاز العصبي

يؤثر التدخين سلبًا على الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى:

• الشعور بالتعب والإرهاق.
• الخلل في النظام الإدراكي.
• الشعور بالقلق، والغضب، والاكتئاب.
• صعوبة النوم.
• الصداع وآلام الرأس.

تأثير التدخين على جهاز القلب والأوعية الدموية

التدخين يسبب مشاكل خطيرة للقلب والأوعية الدموية، مثل:

• ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
• نقص الأكسجين الواصل إلى الدم.
• زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.
• زيادة لزوجة الدم وتكوّن الجلطات.
• تلف جدران الشرايين وتصلبها.
• انخفاض تدفق الدم إلى الأطراف.
• انخفاض درجة حرارة الجلد.

تأثير التدخين على الجهاز الهضمي

التدخين يؤثر على الجهاز الهضمي، ويزيد من خطر:

• الإصابة بسرطان الفم، والحلق، والحنجرة، والمريء.
• الإصابة بسرطان البنكرياس.
• الإصابة بسرطان الفم لدى مستنشقي الدخان.
• تقليل كمية الأنسولين وعدم استجابة الجسم له.
• الإصابة بالنمط الثاني من السكري ومضاعفاته.

تأثير التدخين على الجهاز التناسلي

للتدخين أضرار وخيمة على الجهاز التناسلي، منها:

• انخفاض عدد الحيوانات المنوية وتشوهها لدى الذكور.
• تضرر الحمض النووي للحيوانات المنوية.
• زيادة احتمال الإصابة بالعجز الجنسي.
• ضعف الخصوبة وعدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها لدى الإناث.
• بلوغ الإناث سن اليأس مبكرًا.
• زيادة خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
• زيادة احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية للإناث اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل ويتجاوزن 35 عامًا.

طرق الإقلاع عن هذه العادة

هناك عدة طرق يمكن اتباعها للإقلاع عن التدخين، منها:

• العلاجات البديلة للنيكوتين: استخدام بخاخات النيكوتين، ولصقات وعلكات النيكوتين (بعد استشارة الطبيب).
• تجنب المحفزات: تحديد المواقف والأماكن التي تثير الرغبة في التدخين وتجنبها.
• التأجيل: تأخير التدخين عند الشعور بالرغبة فيه والانشغال بأمور أخرى.
• مضغ بدائل: مضغ علكة خالية من السكر، أو مكسرات، أو جزر.
• عدم الاحتفاظ بالسجائر: التخلص من جميع مصادر التبغ.
• ممارسة الرياضة: ممارسة الأنشطة البدنية اليومية لصرف الانتباه عن التدخين.
• الاسترخاء: ممارسة تقنيات الاسترخاء لتقليل التوتر.
• طلب الدعم: التواصل مع الأصدقاء والعائلة أو الانضمام إلى برامج الإقلاع عن التدخين.
• تذكر الإيجابيات: تذكير النفس بفوائد الإقلاع عن التدخين.

الأعراض المصاحبة لترك التدخين

تظهر أعراض انسحابية عند محاولة الإقلاع عن التدخين، وتشمل:

الأعراض النفسية

• الشعور بالاكتئاب.
• القلق والتوتر.
• زيادة الانفعال والعصبية.
• صعوبة التركيز.

الأعراض الجسدية

• الصداع والدوار.
• زيادة الشهية وزيادة الوزن المؤقتة.
• زيادة الرغبة الشديدة في التدخين.
• زيادة السعال.
• الشعور بالإرهاق والتعب.
• الإصابة بالإمساك.

الفوائد الصحية للإقلاع عن التدخين

الإقلاع عن التدخين له فوائد صحية جمة تشمل معظم أجزاء الجسم، ومنها:

• تنظيم عمل الدماغ.
• تحسين الرؤية والسمع والتخلص من رائحة الفم الكريهة.
• الحصول على بشرة أصفى.
• انخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات القلبية.
• تقليل لزوجة الدم.
• انخفاض نسبة الكوليسترول في الدم.
• تحسين صحة الرئتين والشعب الهوائية.
• تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان.
• تحسين مستويات الهرمونات.
• تحسين الخصوبة وتقليل العجز الجنسي.
• تقوية جهاز المناعة.

التدخين القسري ومخاطره

التدخين السلبي هو التعرض لدخان التدخين من قبل غير المدخنين. وهو خطر كبير ويؤدي إلى:

• الإصابة بسرطان الرئة وأنواع أخرى من السرطان.
• الإصابة بالأمراض القلبية والجلطات.
• الإصابة بأمراض الرئة والتهابها.
• الوفاة المفاجئة للرضع.
• حدوث مضاعفات الحمل وتشوهات الجنين الخلقية.

المكونات الكيميائية في دخان السجائر

يحتوي دخان السجائر على مواد كيميائية ضارة، منها 70 مادة مسرطنة على الأقل، بالإضافة إلى المنكهات الصناعية. بعض هذه المواد تشمل:

• النيكوتين.
• سيانيد الهيدروجين.
• الفورمالديهايد.
• الزرنيخ.
• الأمونيا.
• العناصر المشعة.
• البنزين.
• أول أكسيد الكربون.
• نيتروسامين التبغ.
• الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات.