المحتويات
تعريف المكتبة
تُعتبر المكتبة مؤسسة ذات طابع اجتماعي، تربوي، وثقافي، تهدف إلى جمع وتطوير المعلومات من خلال وسائل متعددة كالاستلام، والشراء، والتبادل. تقوم المكتبة على أساس نظام محدد للتصنيف، والترتيب، والفهرسة للكتب والمواد المختلفة في أماكنها المخصصة. يمكن تعريفها أيضاً بأنها مكان، قد يكون غرفة أو عدة غرف، يحتوي على الكتب والمواد المتنوعة التي تغطي مختلف المجالات، وتكون متاحة لجميع أفراد المجتمع بهدف الدراسة، والقراءة، واكتساب المعرفة والإرشاد.
أصناف المكتبات
تتنوع المكتبات بحسب طبيعة الخدمات التي تقدمها والجمهور المستهدف. فيما يلي عرض لأهم أنواع المكتبات:
المكتبة المتخصصة: تعريف وأهداف
المكتبة المتخصصة هي تلك التي توفر مجموعة من الكتب والمصادر التي تركز على تخصص معين أو مجموعة من التخصصات ذات الصلة. غالباً ما يتم إنشاؤها داخل المؤسسات، أو الوزارات، أو الشركات لخدمة الموظفين والعاملين فيها. تهدف هذه المكتبات إلى تقديم المعرفة والتطوير المهني من خلال نشر البحوث والدراسات المتعلقة بمجال عملهم، وتقديم خدمات مثل الإعارة، والترجمة، وتوفير قواعد بيانات إلكترونية للوصول السريع إلى المعلومات، وتنظيم المعارض المتخصصة. تسعى المكتبة المتخصصة إلى تحقيق الأهداف التالية:
- توفير مصادر معلومات متنوعة في مختلف التخصصات التي تخدم المؤسسة.
- إبقاء الموظفين على اطلاع دائم بكل ما هو جديد في مجال عملهم من خلال نشر الأبحاث والدراسات الحديثة في النشرات والمستخلصات الدورية.
- بناء علاقات تعاون مع المكتبات الأخرى التي تهتم بنفس التخصصات، وتبادل الخبرات، والخدمات، والمصادر معها.
يدير هذه المكتبات فريق من المتخصصين في مجال المكتبات والمعلومات، بما في ذلك المشرفون، والدعم الفني، ومديرو المعلومات، ومسؤولو البحث، وغيرهم، الذين يعملون جميعاً على تطوير المكتبة وتحقيق أهدافها.
المكتبة الجامعية: دورها وأهميتها
المكتبة الجامعية هي المكتبة التي تنشئها وتديرها الجامعات بهدف مساعدة الطلاب في الحصول على الخدمات المكتبية والمعلوماتية المتنوعة التي تتناسب مع أهدافهم الأكاديمية. تقدم المكتبات الجامعية خدمات مثل الإعارة، والشراء، والإيداع، وذلك من خلال فريق عمل مؤهل تقنياً، وفنياً، وعلمياً في مجال المكتبات والمعلومات. تهدف المكتبة الجامعية إلى تحقيق الأهداف التالية:
- توفير بيئة مناسبة للطلاب للبحث والدراسة.
- تزويد الطلاب بمصادر المعرفة في مختلف التخصصات العلمية.
- التواصل مع المؤسسات الأخرى داخل البلاد وخارجها لتبادل المواد الجامعية المطبوعة.
تتجلى أهمية هذا النوع من المكتبات في تشجيع الطلاب والباحثين على إجراء البحوث العلمية، وتحفيزهم على نشرها، والمساهمة في رفع المستوى الفكري والإنساني للمجتمع، والحفاظ على التراث بأشكاله المختلفة. يستفيد من المكتبة الجامعية الطلاب، وأعضاء هيئة التدريس، والإداريون، وجميع أفراد المجتمع، حتى لو كانوا منتسبين لجامعات أخرى.
المكتبة العامة: نافذة المجتمع للمعرفة
المكتبة العامة هي مؤسسة تهدف إلى خدمة جميع أفراد المجتمع، حيث تستقبل المواطنين من مختلف الأعمار وتقدم لهم خدمات متنوعة للقراءة، والبحث، والاطلاع؛ ليستفيدوا من أوقات فراغهم بشكل مجاني. كما توفر خدمات خاصة للأطفال والشباب، وتهدف إلى تشجيع القراءة، وتنمية الوعي الثقافي، وتعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع، ودعم المكتبات الأخرى، خاصة المدرسية. تعتمد المكتبة العامة على شبكة من الوظائف التعليمية، والتثقيفية، والإعلامية، بالإضافة إلى الأنشطة الترفيهية التي تساهم في استغلال وقت الفراغ بشكل إيجابي، مثل توفير الكتب، والتسجيلات الصوتية والمرئية، والفعاليات الثقافية.
المكتبة المدرسية: دعم العملية التعليمية
المكتبة المدرسية هي المكتبة التي يتم إنشاؤها داخل المدارس الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية. يشرف عليها معلم من داخل المدرسة يسمى أمين المكتبة. تهدف المكتبة المدرسية إلى خدمة الطلاب، والمعلمين، والإدارة المدرسية من خلال توفير الكتب والمطبوعات التي تتفق مع المناهج الدراسية وتدعمها. كما تشجع الطلاب على القراءة، وتنمي فيهم الهوايات والرغبات الجيدة والطموح، وتحثهم على طلب العلم، وتشجعهم على المطالعة، وتغرس فيهم قيمًا جميلة كالتعاون، والالتزام، والهدوء، وتساعدهم في فهم المناهج من خلال دعمها بالبحوث المختلفة.
المكتبة القومية والوطنية: صرح التراث
المكتبة القومية أو الوطنية هي نوع من المكتبات الرسمية الموجودة في معظم الدول. تقوم الدولة بإنشائها بهدف جمع، وتوثيق، وحفظ التراث الوطني والفكري. توفر المكتبة القومية مؤلفات ومنشورات للمؤلفين مع التعهد بحفظها من خلال إعطائهم رقم إيداع قبل نشرها. تتكون عادة من ثلاثة أقسام رئيسية: الشؤون الإدارية، والخدمات المكتبية، والإجراءات الفنية. تهدف المكتبة القومية إلى الحفاظ على تراث المجتمع المحلي والوطني، وتقديم الخدمات المختلفة للباحثين، والحكومة، والمتخصصين، والمساهمة في بناء الذاكرة الوطنية.