مفهوم التدهور البيئي الناتج عن الصناعة
يمكن تعريف أي شكل من أشكال التدهور البيئي الذي يعزى بشكل مباشر إلى الأنشطة الصناعية بأنه تدهور بيئي ناتج عن الصناعة. في الواقع، يمكن ربط غالبية الأسباب الرئيسية للتدهور البيئي على مستوى العالم بأنواع مختلفة من الصناعات. ولقد اكتسبت معالجة هذه المشكلة أهمية متزايدة بالنسبة للهيئات التي تسعى جاهدة لمواجهة التدهور البيئي. يتجلى التدهور البيئي الناتج عن الصناعة في جوانب مختلفة، بما في ذلك تلويث مصادر مياه الشرب المختلفة، وإطلاق مواد سامة غير مرغوب فيها في الهواء، وتقليل جودة التربة في جميع أنحاء العالم.
دوافع التدهور البيئي الناتج عن الصناعة
هناك عدة عوامل تسهم في التدهور البيئي الناتج عن الصناعة، بما في ذلك:
- نقص سياسات الرقابة على التدهور البيئي: بسبب الافتقار إلى سياسات فعالة وعدم كفاية التنظيم، تمكنت العديد من الشركات من التحايل على لوائح مكافحة التدهور البيئي. وقد أدى ذلك إلى تفاقم التدهور البيئي الذي أضر بحياة الكثير من الناس.
- النمو الصناعي العشوائي: شهدت معظم المدن الصناعية تنمية غير منظمة، حيث انتهكت الشركات القوانين والأعراف، مما أدى إلى تدهور الغلاف الجوي بسبب تدهور الهواء والماء.
- استخدام التقنيات القديمة: تواصل معظم الشركات استخدام التقنيات القديمة لتصنيع المواد التي تنتج النفايات. تستخدم العديد من الشركات أيضًا التكنولوجيا التقليدية في تصنيع السلع باهظة الثمن لتوفير المال والوقت.
- وجود عدد كبير من الصناعات الصغيرة: تعتمد العديد من الصناعات والمصانع الصغيرة، التي تفتقر إلى رأس المال الكافي، على المنح الحكومية لإدارة عملياتها اليومية. غالبًا ما تتجنب هذه الشركات قوانين الحفاظ على البيئة وتطلق كميات كبيرة من الغازات السامة في الغلاف الجوي.
- التخلص غير الفعال من النفايات: غالبًا ما ينتج تدهور المياه والتربة عن التخلص غير السليم من النفايات. يؤدي التعرض لفترات طويلة للهواء والماء الملوثين إلى مشاكل صحية مزمنة، مما يجعل الانبعاثات الصناعية مصدر قلق كبير. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يقلل من جودة الهواء في المناطق المحيطة، مما يؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي.
تداعيات التدهور البيئي الناتج عن الصناعة
يمكن دراسة آثار التدهور البيئي الناتج عن الصناعة على البيئة على النحو التالي:
تدهور المياه
تتطلب معظم الصناعات كميات كبيرة من المياه لعملياتها. عندما تشارك المياه في سلسلة من العمليات الصناعية، فإنها تتلامس مع المعادن الثقيلة والمواد الكيميائية الضارة والنفايات المشعة. ونتيجة لذلك، تحتوي العديد من مصادر المياه على كميات كبيرة من النفايات الصناعية، مما يؤثر سلبًا على صحة النظام البيئي.
تدهور الهواء
يساهم تدهور الهواء في زيادة الأمراض المختلفة ويستمر في التأثير على البيئة يوميًا. مع ظهور العديد من الصناعات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة الحجم، أثر تدهور الهواء سلبًا على صحة الناس والبيئة.
تدهور التربة
يسبب تدهور التربة مشاكل في الزراعة ويدمر الغطاء النباتي المحلي. كما أنه يسبب مشاكل صحية مزمنة للأشخاص الذين يتعاملون مع التربة على أساس يومي.
فقدان الحياة الفطرية
يتسبب التدهور البيئي الناتج عن الصناعة في تعطيل الأنماط الطبيعية، مما يؤثر سلبًا على الحياة الفطرية. يتم فقدان الموائل، وتنقرض أنواع مختلفة من الكائنات الحية، ويصبح من الصعب على البيئة التعافي من الكوارث الطبيعية.
الارتفاع المستمر في درجة حرارة الأرض
مع زيادة التدهور البيئي الناتج عن الصناعة، أصبح الارتفاع المستمر في درجة حرارة الأرض يتزايد بوتيرة ثابتة. يتم إطلاق الدخان والغازات المسببة للاحتباس الحراري من قبل الصناعات في الهواء، مما يؤدي إلى زيادة الارتفاع المستمر في درجة حرارة الأرض. يعد ذوبان الأنهار الجليدية، وانقراض الدببة القطبية، والفيضانات، والأعاصير ليست سوى بعض آثار الارتفاع المستمر في درجة حرارة الأرض، مما يدل على خطورته.
فقدان التنوع الحيوي
يستمر التدهور البيئي الناتج عن الصناعة في إحداث أضرار جسيمة للأرض وجميع سكانها، وذلك بسبب النفايات الكيميائية ومبيدات الآفات والمواد المشعة وما إلى ذلك. كما أنه يؤثر على الحياة الفطرية والنظم البيئية، مما يؤدي إلى انقراض الحيوانات وتدمير الموائل.
المصادر
- “What is Industrial Pollution?”,conserve-energy-future
- “A Short Note on Industrial Pollution”,longdom
- “Issues of Industrial Pollution: Global Warming, Threats to Biodiversity”,researchgate
