مقدمة
الإسلام هو الدين الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو دين شامل كامل، يتناول جميع جوانب الحياة، ويقوم على أسس عظيمة ومبادئ سامية. يهدف هذا المقال إلى تقديم دراسة شاملة للإسلام، مع التركيز على تعريفاته ومفاهيمه المختلفة، وأهم الخصائص التي تميزه عن غيره من الأديان.
توضيح معنى الإسلام
لفهم الإسلام بشكل صحيح، يجب علينا أن نميز بين مفهومين رئيسيين: المفهوم العام والمفهوم الخاص. كلا المفهومين يمثلان جوانب مهمة من هذا الدين العظيم.
المدلول العام للإسلام
يشير المفهوم العام للإسلام إلى التوجه الخالص إلى الله تعالى بالعبادة، وفقًا لما شرعه من العبادات التي أوحى بها رسله الكرام، بدءًا من بداية الرسالات السماوية وحتى قيام الساعة. هذا التعريف يضم جميع الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله، بما في ذلك نوح وموسى وعيسى وإبراهيم ومحمد عليهم جميعًا أفضل الصلوات وأزكى التسليم. جميعهم دعوا إلى الإسلام بمعناه العام، أي الاستسلام الكامل لله تعالى والتوحيد الخالص له. وقد وردت آيات قرآنية عديدة تؤكد على أن الشرائع السماوية السابقة كانت في جوهرها دعوة إلى الإسلام، بمعنى التسليم لأمر الله والانقياد له.
الإسلام بهذا المفهوم يمثل جوهر الدين الحق الذي دعا إليه جميع الأنبياء.
المدلول الخاص للإسلام
أما المفهوم الخاص للإسلام، فهو الدين الإلهي الخاتم الذي أرسل به النبي محمد صلى الله عليه وسلم. إنه الدين الذي نسخ الله به جميع الأديان السابقة، وجعله الدين المقبول عنده. فمن اتبعه فهو مسلم، ومن خالفه فليس بمسلم، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ﴾ [آل عمران: 85].
وهو الدين الذي أشار إليه الله سبحانه وتعالى بقوله: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: 3].
هذا المفهوم يركز على الشريعة الإسلامية التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي تتضمن أحكامًا وتشريعات تفصيلية تنظم حياة المسلمين في جميع جوانبها.
سمات الدين الإسلامي
يتميز الإسلام بعدة خصائص فريدة تجعله الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده، ومن أهم هذه الخصائص:
الاعتماد على كتاب الله الخالد:
يعتمد الإسلام على القرآن الكريم، وهو كلام الله المحفوظ من التحريف والتبديل. هذا الكتاب هو الدستور الذي يوجه المسلمين في حياتهم، ويشتمل على جميع الأحكام والتشريعات التي يحتاجونها. لقد ختم الله به الشرائع، فلا رسالة بعد الإسلام، ولا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم.
دين الفطرة:
الإسلام هو دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فهو دين يساير أصل جبلتهم، ويوافق طبيعة خلقهم. حقائقه وتشريعاته تتفق مع فطرة الإنسان، وتلبي احتياجاته الروحية والعقلية والجسدية.
دين الخير والسعادة:
الإسلام دين يحمل في تشريعاته الخير والسعادة للبشرية في جميع المجالات. يدعو إلى الأخلاق الحميدة والسجايا الرفيعة، وينهى عن كل رذيلة، ويحرم كل قول أو فعل من شأنه أن يسيء للبيئة أو يشكل اعتداء على الآخرين دون وجه حق.
الحفاظ على الحقوق والكرامة:
تتضمن تشريعات الإسلام العديد من النظم التي تهدف إلى حماية حقوق الخلق، وأموال الناس وأعراضهم، والحفاظ على كرامتهم. الإسلام يحرم الظلم والاعتداء، ويدعو إلى العدل والمساواة بين الناس.
المصادر
- أبومحمد العثيمين (1-2-2006)،”ما تعريف الإسلام وما الفرق بينه وبين الإيمان؟”،www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2019. بتصرّف.
- سورة آل عمران، آية: 85.
- سورة المائدة، آية: 3.
- محمد المنجد (23-2-2001)،”مزايا دين الإسلام”،www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2019. بتصرّف.
- علي بن مصطفى الطنطاوي (1989)،تعريف عام بدين الإسلام(الطبعة الأولى)، جدة: دار المنارة للنشر والتوزيع، صفحة 27. بتصرّف.
- بدر هميسه،”الإسلام دين الفطرة”،www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2019. بتصرّف.