دراسة الفعل في اللغة العربية

كشف أسرار الفعل في اللغة العربية

تُعدّ اللغة العربية من أغنى اللغات، وتتميّز بتركيبها المعقد ودقّتها في التعبير. ومن أهمّ أركانها الكلامية، الفعل، الذي يُشكل حجر الزاوية في بناء الجمل الفعلية. يُعرّف الفعل لفظاً يدل على حدث مرتبط بزمن محدّد، على خلاف الاسم الذي يدل على شيءٍ ثابتٍ لا يتغيّر مع الزمن. أمّا الحرف، فيُستعمل للربط بين الكلمات والجمل.

يُميّز الفعل عن الاسم بعدّة طرق، منها عدم قبول “ال” التعريف أو التنوين، على عكس الاسم الذي يُمكن أن يُضاف إليهما. فكلمة “نام” (فعل) لا تقبل إضافة “ال” أو التنوين، بينما كلمة “نوم” (اسم) تقبل ذلك، مُشكّلة “النوم” أو “نوماً”.

تتكوّن الجمل العربية من جملتين أساسيتين: جملة اسمية تبدأ باسم (مبتدأ وخبر)، وجملة فعلية تبدأ بفعل. تتكوّن الجملة الفعلية من فعل وفاعل، مع إضافة مفعول به إذا كان الفعل متعدّياً.

تصنيفات الفعل بحسب الزمن

يُقسّم الفعل حسب زمن حدوثه إلى ثلاثة أقسام رئيسية:

• الفعل الماضي: يدلّ على حدثٍ انتهى في الماضي، مثل “شرب”. يعرب الفعل الماضي مبنيّاً على الفتح، سواءً كان مفرداً أو اتصلت به تاء التأنيث الساكنة (شربت).
• الفعل المضارع: يدلّ على حدثٍ مستمرّ أو مُستقبليّ، مثل “يشرب”. تبدأ الأفعال المضارعة بحروف من حروف الكلمة “نأتي” (نون، تاء، ياء، همزة). يعرب الفعل المضارع برفعه بالضمة، إلا إذا سبقه حرف نصب (مثل “أن”، “لن”، “كي”) فيُنصب بالفتحة، أو حرف جزم (مثل “لم”، “لا الناهية”) فيُجزم بالسكون. وتندرج الأفعال الخمسة ضمن الأفعال المضارعة، وتتميّز بعلامات إعراب خاصة (حذف وثبوت النون).
• فعل الأمر: يُعبّر عن الأمر أو الطلب، مثل “اشرب”. يُبنى على السكون إن كان صحيحاً، وعلى حذف حرف العلة من آخره إن كان معتلّاً.

أنواع الفعل من حيث اللزوم والتعدي

يُقسّم الفعل أيضاً حسب حاجته إلى مفعول به لإكمال معناه:

• الفعل اللازم: يكتفي بفاعله لإتمام معناه، ولا يحتاج إلى مفعول به، مثل “لعب الولد”.
• الفعل المتعدّي: يحتاج إلى مفعول به أو أكثر لإكمال معناه، مثل “صمّم المهندس البيت”. هناك أفعال تتعدّى إلى مفعولين، أو حتى ثلاثة مفاعيل.