دب الماء: الكائن المجهرى صاحب القوى الخارقة

اكتشف عالم دب الماء، الكائن الصغير ذو القوى الخارقة، تعرف على خصائصه الفريدة، بيئته، وطريقة تكاثره، فضلاً عن فوائده المحتملة للبشرية.

محتويات

دب الماء: كائن مجهرى من عالم آخر

يُعرف دب الماء، أو كما يُطلق عليه “Tardigrada” باللغة الإنجليزية، بعدة أسماء أخرى؛ منها “خنزير الطحالب” و”بطيء الخطوة”.
ينتمي هذا الكائن إلى مملكة الحيوانات حقيقية النواة، وهو من فصيلة اللافقاريات المجهرية الصغيرة،
وهي فصيلة قريبة من المفصليات مثل الحشرات والقشريات. [١]

تتميز دببة الماء بحجمها الصغير للغاية الذي لا يتعدى الملليمتر الواحد، وقدرتها على البقاء والتكيف
في بيئات متنوعة وقاسية، [١] مما ساهم في اكتشافها في جميع أنحاء العالم؛ من الأنهار الجليدية
المتجمدة في القطب الجنوبي إلى حقول الحمم البركانية النشطة. [٢]

خصائص فريدة وفريدة

تتميز دببة الماء بعدة خصائص مميزة وغريبة، من أبرزها:

* أجسامها ممتلئة ومجزأة ورؤوسها مسطحة. [٣] * تمتلك ثمانية أرجل؛ لكل منها 4-8 مخالب. [٣] * يتراوح طولها بين 0.05-1.2 ملم، ولكنها عادةً لا تتجاوز 1 ملم؛ أي أنها بحجم عث الغبار أو حبة الرمل. [٢] * لديها قدرة خارقة على تحمل الإشعاع، والضغط الشديد، والحرارة أو البرودة الشديدة؛
بما في ذلك درجات الحرارة القريبة من الصفر المطلق. [٢] * تعيش عادةً بضعة أشهر، وعند نقص الماء تلتف على شكل كرة وتدخل في حالة من السبات. [٢]

تكاثره: طرق متنوعة

تتكاثر دببة الماء بطريقتين حسب نوعها: إما عن طريق الاتصال الجنسي، أو التكاثر اللاجنسي. [١]

تعتمد الطريقة الأولى للتكاثر على تلقيح الذكر للأنثى التي تضع غالبًا عددًا من البويضات يصل إلى 30
بيضة في المرة الواحدة. [٣]

أما الطريقة الثانية للتكاثر؛ فتقتصر على نوع من دببة البحر تُعرف بالخنثى،
وهي ذاتية الإخصاب وتتكاثر عن طريق التوالد العذري، في عملية يتطور فيها الجنين دون إخصاب خارجي من الذكر. [٣]

يتطور الجنين بعد 14-90 يومًا من الإخصاب، اعتمادًا على البيئة والظروف لا سيما العوامل المتعلقة
بالجفاف ودرجة الحرارة، ولا يمر صغير دب الماء بمرحلة اليرقة، بل يولد شبيهًا بالدب البالغ لكن بحجم أصغر،
كما تكون مخالبها وأشواكها أقل من الدببة المائية البالغة. [٣]

من النباتات إلى الحيوانات

يتغذى دب الماء على سوائل الخلايا النباتية والحيوانية، فهو يمتلك القدرة على اختراق جُدر الخلايا النباتية،
أو جُدر أجسام الحيوانات، وباستخدام بلعومه يقوم بامتصاص المحتويات الداخلية للمواد الغذائية الخاصة بهم،
وهناك أنواع من الدببة المائية تأكل الكائنات الحية الكاملة مثل: الروتيفر وغيرها. [٤]

لا يمتلك دب الماء دورة دموية أو جهازاً تنفسياً، ولكنه يمتلك خلايا دموية مفتوحة تلمس كل خلية،
مما يسمح بتبادل الغذاء والغاز. [٥]

عيشه: من أعماق المحيطات إلى قمم الجبال

تمّ اكتشاف حوالي 1,100 نوع من الدببة المائية، في البحار، والمياه العذبة، وعلى اليابسة، كما عُثر
عليه في الأقطاب المتجمدة، وفي مناطق المد والجزر، وفي أعماق المحيطات، وفي الغابات. [٥]

يعيش دب الماء في مجموعة متنوعة من الظروف والبيئات في جميع أنحاء العالم: في الطحالب الرطبة،
وفي الرمال، ويساعده في ذلك قدرته العالية على تحمل الظروف الصعبة. [٦]

فوائد محتملة للبشرية

يوفر دب الماء بعض الفوائد للإنسان، ومنها الآتي: [٧]

* يستخدم في تثبيت المستحضرات الصيدلانية وهندسة نباتات المحاصيل التي تتحمل الإجهاد،
بسبب احتوائها على بروتين مثبط للضرر يحمي الحمض النووي للخلايا.
* يمكن استخدامه في علاج السرطان.
* يمكن استخدامه في الدراسات التي تتعلق بالسبات البشري.
* يمكن استخدامه في تعديل خلايا الأشخاص الذين يسافرون إلى الفضاء ليكونوا أكثر مقاومة للإشعاع؛
إذ استُخدِم في تعديل خلايا الكلى البشرية وراثيًّا لتصبح أكثر قدرة على تحمل الأشعة السينية
تمهيدًا للسفر إلى المريخ.
* يهدف العلماء إلى استخدام قدرة دب الماء على الانغلاق مؤقتًا في تشبع الخلايا البشرية،
لتطوير بروتينات اصطناعية يمكن أن تُستخدم في الحفاظ على الأعضاء اللازمة لعمليات الزرع،
لتكون قابلة للبقاء على قيد الحياة لفترة أطول مما هو ممكن من خلال تجميدها. [٢] * يمكن استخدامها مستقبلًا لمساعدة ضحايا السكتات الدماغية أو النوبات القلبية على حماية
أعضائهم الحيوية من التضرر أثناء انتظار العلاج. [٢]

هل يشكل دب الماء تهديدًا للبشر؟

لم يثبت أنّ دب الماء يشكل أي خطر على الإنسان، فعلى سبيل المثال لم يسجل أنه نقل مرضًا
للإنسان، [٢] وغالبًا ما يعدّ هذا الكائن لطيفًا بالإضافة إلى كونه مفيد للإنسان، بسبب إمكانية
استخدامه في تطوير قدرة البشر على البقاء في ظروف مختلفة، وعلاج بعض الأمراض التي يعاني منها الكثير. [٢]

المراجع

[١] “Tardigrade”,britannica, Retrieved 12/10/2021. Edited.
[٢] Jeremy Deaton (14/10/2019),” What is a tardigrade?”,nbcnews, Retrieved 12/10/2021. Edited.
[٣] Alina Bradford, Mindy Weisberger, Ailsa Harvey ,”Facts about tardigrades”,live science, Retrieved 12/10/2021. Edited.
[٤] “tardigrade facts”,sun.iwu.edu, Retrieved 27-2-2019. Edited.
[٥] WILLIAM MILLER,”Tardigrades”،www.americanscientist.org, Retrieved 27-2-2019. Edited.
[٦] Sarah Bordenstein,”Tardigrades (Water Bears)”،serc.carleton.edu, Retrieved 27-2-2019. Edited.
[٧] Rowan Hooper (20/8/2020),”Secret to tardigrades’ toughness revealed by supercomputer simulation”,new scientist, Retrieved 12/10/2021. Edited.

Total
0
Shares
المقال السابق

دُور رعاية المسنين: الحياة بعد سن الشيخوخة

المقال التالي

بحث عن درجة الانصهار ودرجة الغليان

مقالات مشابهة