داء الزهري: نظرة شاملة

نظرة شاملة على داء الزهري: أسبابه، طرق انتقاله، أعراضه في مراحله المختلفة (الأولي، الثانوي، الكامن، والثالثي)، طرق تشخيصه وعلاجه، بالإضافة إلى تأثيره على الحمل وكيفية الوقاية منه.

لمحة عن داء الزهري

الزهري هو عدوى بكتيرية تنتقل بشكل أساسي عن طريق الاتصال الجنسي. العامل المسبب لهذا المرض هو بكتيريا تسمى اللولبية الشاحبة. يمكن الشفاء من الزهري إذا تم علاجه بالمضادات الحيوية المناسبة، خاصة في المراحل المبكرة. ومع ذلك، إذا ترك دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة وقد يكون قاتلاً.

آلية انتقال داء الزهري

ينتقل الزهري بشكل رئيسي من خلال الاتصال المباشر بتقرحات الزهري أثناء النشاط الجنسي المهبلي أو الشرجي أو الفموي. هذه التقرحات يمكن أن تظهر على القضيب أو المهبل أو الشرج أو في المستقيم أو على الشفاه والفم. كما يمكن أن ينتقل الزهري من الأم المصابة إلى طفلها أثناء الحمل أو الولادة.

علامات وأعراض داء الزهري

تختلف أعراض الزهري باختلاف المرحلة. من المهم ملاحظة أن المراحل قد تتداخل، وقد لا تظهر الأعراض لسنوات.

المرحلة الأولية من الزهري

تتميز هذه المرحلة بظهور قرحة صغيرة غير مؤلمة تسمى “القرحة الصلبة”. تظهر هذه القرحة في المكان الذي دخلت فيه البكتيريا إلى الجسم، وعادة ما يكون ذلك على الأعضاء التناسلية أو الفم أو المستقيم. القرحة معدية للغاية وتظهر عادة بعد 3 إلى 4 أسابيع من الإصابة، ولكن يمكن أن تظهر في أي وقت من 10 إلى 90 يومًا. عادة ما تشفى القرحة من تلقاء نفسها في غضون 3 إلى 6 أسابيع.

المرحلة الثانوية من الزهري

تظهر أعراض هذه المرحلة بعد أسبوعين إلى 10 أسابيع من ظهور القرحة الصلبة. قد تختفي الأعراض من تلقاء نفسها، ولكنها يمكن أن تعود وتظهر لعدة مرات خلال عام واحد. تشمل الأعراض:

  • طفح جلدي غير مثير للحكة، غالبًا ما يبدأ على جذع الجسم وينتشر إلى أجزاء أخرى، بما في ذلك راحتي اليدين وباطن القدمين.
  • قروح تشبه الثآليل في الفم أو الشرج أو الأعضاء التناسلية.
  • آلام العضلات.
  • حمى.
  • التهاب الحلق.
  • تورم الغدد الليمفاوية.
  • تساقط الشعر غير المنتظم.
  • صداع.
  • فقدان الوزن.
  • تعب وإرهاق.

المرحلة الكامنة من الزهري

إذا لم يتم علاج الزهري في المراحل السابقة، فإنه ينتقل إلى المرحلة الكامنة، حيث لا تظهر أي أعراض. يمكن أن تستمر هذه المرحلة لسنوات. ومع ذلك، لا تزال البكتيريا موجودة في الجسم ويمكن أن تسبب تلفًا للأعضاء الداخلية في النهاية.

المرحلة الثالثية من الزهري

تحدث هذه المرحلة بعد سنوات أو حتى عقود من الإصابة الأولية. يمكن أن تكون المرحلة الثالثية مدمرة للغاية وقد تؤدي إلى:

  • العمى.
  • الصمم.
  • الأمراض العقلية.
  • فقدان الذاكرة.
  • تلف في العظام والأنسجة الرخوة.
  • اضطرابات عصبية مثل السكتة الدماغية والتهاب السحايا.
  • مشاكل في القلب.
  • الزهري العصبي (عدوى في الدماغ أو الحبل الشوكي).

طرق تشخيص داء الزهري

يتضمن تشخيص الزهري مراجعة التاريخ الجنسي للمريض وإجراء فحص بدني. سيطلب الطبيب أيضًا اختبارات معملية لتأكيد التشخيص. تشمل هذه الاختبارات:

  • فحص الدم: يمكن أن يكشف عن الأجسام المضادة للزهري، حتى لو كانت العدوى قديمة.
  • فحص سائل القرحة: يتم فحص السائل من القرحة الصلبة في المراحل المبكرة.
  • فحص السائل النخاعي: قد يتم إجراء هذا الاختبار للكشف عن الزهري العصبي.

سبل معالجة داء الزهري

يمكن علاج الزهري في مراحله المبكرة بالمضادات الحيوية، وخاصة البنسلين. في حالة وجود حساسية للبنسلين، يمكن استخدام مضادات حيوية أخرى مثل الدوكسيسيكلين أو الأزيثروميسين أو سيفترياكسون. يتطلب الزهري العصبي العلاج في المستشفى بالبنسلين عن طريق الوريد. لسوء الحظ، لا يمكن إصلاح الضرر الذي يحدث في المراحل المتأخرة من الزهري، ولكن يمكن تخفيف الألم والانزعاج. من الضروري الامتناع عن ممارسة الجنس حتى يكتمل العلاج وتلتئم جميع القروح. يجب أيضًا علاج الشريك الجنسي للمريض.

داء الزهري والحمل

يمكن أن يؤدي الزهري أثناء الحمل إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك الولادة المبكرة، أو ولادة طفل ميت، أو انتقال العدوى إلى الطفل. من المستحسن أن تخضع جميع النساء الحوامل لفحص الزهري مرة واحدة على الأقل أثناء الحمل. إذا كانت المرأة الحامل مصابة بالزهري، فيجب علاجها على الفور لمنع المضاعفات عند الطفل. قد يولد الأطفال المصابون بالزهري الخلقي بدون أعراض، ولكن إذا تركوا دون علاج، فقد يصابون بمشاكل خطيرة مثل إعتام عدسة العين أو الصمم أو النوبات. في بعض الحالات، يمكن أن يكون الزهري الخلقي مميتًا.

قال تعالى في سورة الإسراء: “وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا” (الإسراء: 32). هذه الآية تحث على تجنب الزنا لما فيه من مفاسد وأضرار على الفرد والمجتمع.

إجراءات للوقاية من داء الزهري

لا يوجد لقاح للوقاية من الزهري. ومع ذلك، هناك عدة أشياء يمكنك القيام بها لتقليل خطر الإصابة بالعدوى، بما في ذلك:

  • استخدام الواقي الذكري أثناء ممارسة الجنس.
  • تجنب تعاطي المخدرات والكحول، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات محفوفة بالمخاطر.
  • “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه” حديث شريف يحث على البعد عن الأمور التي لا فائدة منها، والتركيز على ما ينفع.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

كيفية تفشي نزلات البرد: نظرة شاملة

المقال التالي

الانتشار العالمي لداء الملوك – إطلالة شاملة

مقالات مشابهة