جدول المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
أقوال وحكم خريفية | الفقرة الأولى |
خواطر تأملية في الخريف الحزين | الفقرة الثانية |
تأملات في تساقط أوراق الخريف | الفقرة الثالثة |
قصائد شعرية عن الخريف | الفقرة الرابعة |
أقوال مأثورة عن روعة الخريف
يُعدّ الخريف موسمًا فريدًا، يمتزج فيه جمال الطبيعة مع حكمة الحياة. فكما تتساقط أوراق الأشجار، تكشف لنا هذه المرحلة عن حقائق الحياة، وتُذكرنا بتغيّر الفصول ودورة الحياة المتجددة. يقول الشاعر:
حلَّ الخريفُ على الأَغصانِ، وانتثرت أوراقُهُ غيرَ ما يبقى على الحِقَبِ، كانتْ غلائلها خُضْراً، وقد صُبِغَتْ بصفرةٍ مثل لونِ الورس والذهب، واستطردَ القيظُ إذ ولّت عساكره، واستبردَ الظلُّ فاقدحْ جمرةَ العنب، واغنمْ بها العيشَ في تشرينَ منتهزاً، فالقيظُ في رحلةٍ والقرّ في الطلب.
إنّ الخريف يُشبه رحلة العمر، فكما تتبدل ألوانه، تتغير أحوالنا، ونتعلم من كل فصل درسًا قيمًا. فبعضنا يقاوم التغيير، وبعضنا يتقبله ويستمتع بجماله.
يُقال أيضاً: “هو الخريف يكشف عن حقيقة الأشخاص كما الأوراق بعضها يسقط في أوله، ومنها من يبقى مرتبطاً بأصله مهما كان الخريف مكابراً.” فكثيرًا ما تكشف لنا الظروف الصعبة حقيقة الناس من حولنا.
الخريف فصل يمثل مرحلة في حياتنا، مرحلة تساقط الأوراق بعدما كنا أشجارًا نضرة، وتظهر حقائق الحياة في خريف العمر بعد فوات الأوان.
خواطر تأملية في جمال الخريف الحزين
يُعرف الخريف بأنه فصل الحزن والوداع، لكنّه أيضًا فصلٌ يتميّز بجمالٍ خاصّ. ففيه نرى ألوانًا ساحرة، وتغيراتٍ طبيعية خلابة. يُقال: “مسكين أيها الخريف لا يرونك وسيماً كالصيف ولا غزيراً كالشتاء.”
لكنّ هذا الحزن ليس حزنًا مطلقًا، بل هو حزنٌ جميل، يُلهمنا التأمل والتفكير في دورة الحياة. فهو يذكّرنا بجمال النهايات وبداية جديدة. فـ “الخريف فصل انتهاء أحلام العاشقين، فالقمر يهاجر ويتبعه ذوو الأحلام والآمال، ويبقى العاشق وحيداً على المفرق مع نفسه.”
يُمكننا أن نرى في الخريف فرصة للتأمل في أنفسنا، وتقييم حياتنا، وإعادة النظر في أهدافنا. فـ “الخريف هو فرصة كي نعيد حساباتنا ولا نكتفي فقط بافتعال الحزن واجترار الألم على ما فقدناه.”
الخريف فرصة للتأمل في داخلنا، وتقليم مشاعرنا المتناقضة، وهو فرصة لمناجاة الطبيعة الساحرة بكل مواسمها كانت خضراء، أو صفراء، أو حتى قاحلة.
تأملات في تساقط أوراق الخريف
يُعتبر تساقط أوراق الخريف مشهدًا بديعًا، يُشبه رقصًا هادئًا للطبيعة. فكل ورقة تسقط تحمل معها ذكرى، وتُبشر ببدايةٍ جديدة. يُقال: “تساقطي يا أوراق الخريف فليس بالنفس ما يزيد، تساقطي يا أوراق الخريف وعجلي بالرحيل، تساقطي يا أوراق الخريف، وأعلني بدأ الرحيل، تساقطي يا أوراق الخريف فما بان الربيع، تساقطي يا أوراق الخريف وانثري أوراق العهد القديم، وجددي لبيك بـعيد العروس الجديد، وانثري زهور الربيع من جديد.”
إنّ هذا التساقط يُذكّرنا بأنّ الحياة دورةٌ متجددة، فالموت ليس نهاية، بل هو بدايةٌ لشيءٍ جديد. يُظهر الخريف عظمة الخالق في تجديد الروح والحياة، فـ “كلما رأيت الخريف شاهدت عظم الخالق في تجديد الروح والحياة.”
يُخْبِرُنا الخريف بما يُريد بِثِيابِهِ الأنيقَة الذي يَرْتَديها بهذا المَوْسَمْ البارِد، الطَبيعَة مِنْ حَوْلِنا تكون كَلَوْحَة بَهِيَة يَرْسِمُها فَنان على فَتَرات بِريشَة جَميلَة ومُبْدِعَة.
قصائد شعرية عن جمال وروعة الخريف
يُعبّر الشعراء عن جمال الخريف في قصائدهم، ويصفون ألوانه، وحزنه، وهدوئه. فمن أجمل ما قيل عن الخريف:
قال الشاعر الحسن ابن هانئ:
ما بالُ أيلولَ يدعوني وأتبعه
إلى الصَّبوح كأني عبدُ أيلولِ
ما ذاك إلاّ لأنّ العيشَ مقتبل
والليلُ ملتحفٌ بالبرد والطولوقد بَدَتْ طَلَّةٌ شجواً تخبرنا
عن الخريف بقصْفٍ غير مملول
ولاح وجهُ سهيلٍ فهو جوهرة
حمراء قد ركبتْ في وسط إكليل.
و قال الشريف الطوسي:
ولا زلتَ في عيشةٍ كالخريفِ فإن الخريفَ جميعاً سَحَرْ
صفا الماءُ فيه وطابَ الهوى يحيلهما نسيمُ ريحٍ عَطِرْ
ترى الزعفرانَ بأعطافه يفوحُ الترابُ له المستعِرْ
واترجَّهُ عاشقٌ مدنَفٌ إذا ما رجا طيبَ وصلٍ هُجرْ
وتفاحُـهُ فوق أغصانِه خدودٌ خجلنَ لوحي النظرْ
وما كنتُ أحسبُ أن الخدودَ تكون ثماراً لتلكَ الشجرْ.