خواطر وحكم عن النفس البشرية

أقوال عن الذات والإدراك

إن فهم الذات أعمق من فهم العدو، وفهم العدو أسهل من فهم متطلبات الحياة الدنيوية. الشر ليس متأصلاً بعمق في النفس البشرية كما نظن، بل يكمن في القشرة الخارجية التي تحميها في صراعها من أجل البقاء. فإذا وجدت النفس الأمان، تظهر جمالها الداخلي. هذا الجمال يتجلى لمن يمنح الناس الشعور بالأمان، والثقة، والرحمة، والصبر على أخطائهم. القليل من الحكمة يكفي لتحقيق ذلك.

إنّ صمود النفس أمام المصاعب هو أعظم من اللجوء إلى الراحة والأمان. وإن وجدت السعادة في هذه الحياة، فهي في أن يعيش الإنسان معتقداً بعدم وجود سعادة، لكي يقضي أيامه بسلام داخلي، بعيداً عن الآمال الكاذبة والرجاءات الخائبة.

الإيمان يُهدي النفس إلى السكينة، ويجعل من أكبر الأحداث مجرد تموجات على سطح بحر هادئ، سرعان ما تزول لتترك البحر شديد الهدوء والصفاء. الفقر في النفس هو الغنى الحقيقي، وغنى النفس هو أعظم غنى. الاعتماد على النفس قوة، بينما الاعتماد على الآخرين ضعف، والاعتماد المتبادل هو قمة القوة.

أعلى قمة يصل إليها الإنسان هي قهر نفسه. النفس هي التي تُحسّن وتُقبح. أقرب معايير العدالة هو قياسها على النفس. الحب هو تجديد النفس. تغيير النفس أسهل من تغيير العالم، وأقل كلفة، وأكثر تأثيراً.

للمحبة في النفس أهوالٌ شديدة، لا طاقة لي بها، ولا صبر، ولا احتمال! كيف يحتمل الإنسان تقلب القلب بين جحيم اللاهب وجنة عطرة؟ أي قلب هذا الذي لا يذوب بتوالي نسمات الوله، ثم رياح الشك، ثم أريج الأزهار، ثم فيح النار، ثم أرق الليل وقلق النهار؟ لن أنصحك بشيء، فلا شيء أثقل على النفس الحرّة من النصائح.

حكم المشاهير حول النفوس

قال فرانسوا رابليه: “إذا لم يقترن العلم بالضمير أدى إلى خراب النفس”.

قال فيودور دوستويفسكي: “هناك وجوه وهبت لها الطبيعة نعمة: يحس المرء حين يجالسها بأنه قد ارتفع على ذاته، فهي توقظ في النفس شعوراً بالحرية والعذوبة”.

قال أنيس منصور: “مختصر الكلام، النفس تميل لمن يدللها”.

قال جون درايدن: “الحسد هو يرقان النفس”.

قال مصطفى محمود: “عزة النفس ليست لساناً ساخراً وطبعاً متكبراً، عزة النفس هي أن تبتعد عن كل ما يقلل من قيمتك”.

قال سيغموند فرويد: “من مهلكات النفس: تعلقك بمن لا يستحقك”.

قال ألبير كامو: “إن النفس المصممة بالرغم من كل شيء، تستطيع أن تدبر أمورها دائماً”.

قال فيودور دوستويفسكي: “يُقال أنّ تأنيب الضّمير يُخفّف عن النّفس، ألا إنّ هذا لخطأ تماماً”.

قال مصطفى صادق الرافعي: “في جمال النفس يكون كل شيء جميلاً، إذ تلقي النفس عليك من ألوانها، فتنقلب الدار الصغيرة قصراً، لأنها في سعة النفس لا في مساحتها هي”.

اقتباسات ملهمة عن قوة الروح

قال مصطفى صادق الرافعي: “لا يستروح هذا الإنسان من ألَمِه إلا وقد أَكسبه الألم: فضل الإنسانية، وبِرّ الفضيلة، وصِحّة الإيمان وقوّة النَّفس”.

قال إبراهيم الكوني: “لا تؤخذ النفس إلا بما تشتهي، ولا يهلك الإنسان إلا بما يعشق”.

قال نجيب محفوظ: “النفسُ تتعلق بالمكان الذي تُطرد منه، أليسَ كذلك؟”.

قال فريدريك نيتشه: “آه إنكم لا تغوصون بما يكفي من العمق في أغوار هذه النفس”.

قال مصطفى صادق الرافعي: “وفي النفس حياة ما حولها، فإذا قويت هذه النفس أذلت الدنيا وإذا ضعفت أذلتها الدنيا”.

قال سورين كيركغو: “خداع واحد هو الممكن في المطلق، ألا وهو خداع النفس”.

قال فيودور دوستويفسكي: “إن رهافة البنيان النفسي تشجع في المرء أحياناً بعض الميل إلى أفكار عجيبة، فعلى قدر نمو النفس يكون الاستسلام إلى جموح الخيال”.

قال نيكوس كازانتزاكيس: “ما أتعس النفس التي تموت دون أن تنطق بحسم كلمة نعم أو لا”.

قال فيودور دوستويفسكي: “إن هذه الذكريات شاقة على النفس يا صديقي، إنها تطعن قلبك مرة ثم يبقى الجرح نازفاً إلى الأبد”.

قال أرسطو: “عزيز النفس يعتمد على نفسه”.

أقوال العظماء في كشف أسرار النفس

قال مصطفى صادق الرافعي: “ما أحسبني قط رأيت امرأة جميلة كما هي في نفسها وتركتها كما هي في نفسها؛ بل هناك نفسي، وآه من نفسي! وما أسرع ما يمتزج في هذه النفس بعض الإنسانية المُحِبة ببعض الإنسانية المحبوبة، فإذا أنا بشيء إلهي قد خرج لي من الإنسانيتين؛ هو هذا الشعر، هو هذا البلاء، هو هذا الحب”.

قال سلمان العودة: “الصمت ليس ضعفاً، هو القوة الحقيقية في مواجهة النفس، ما يقوله الآخرون لا يضرك إلا إذا شئت”.

قال مصطفى محمود: “النفس لا تفقد شيئاً من مضمونها، لا يوجد شيء اسمه نسيان، كل إحساس وكل تجربة وكل خبرة وكل عاطفة مهما بلغت من الهوان والتفاهة لا تفنى ولا تستحدث، وكل أسرار قلوبنا ووجداننا غير قابلة للاندثار، كل ما في الأمر أنها تنطمس تحت سطح الوعي وتتراكم في عقلنا الباطن، لتظهر مرة أخرى في أشكال جديدة، في زلة لسان، أو نوبة غضب أو حلم غريب ذات ليلة”.

أشعار تُجسّد عمقَ النفوس

(هنا يتم إدراج الأبيات الشعرية من النص الأصلي كما هي)

مُنَى النّفسِ في أسماءَ، لَوْ يَستَطيعُها
بِهَا وَجْدُها مِنْ غادَةٍ وَوَلُوعُها
وَقَدْ رَاعَني مِنها الصّدودُ، وَإنّما
تَصُدّ لِشَيبٍ في عذارى يَرُوعُها
حَمَلْتُ هَوَاهَا، يَوْمَ مُنعَرَجِ اللّوَى
عَلى كَبِدٍ قَدْ أوْهَنَتْها صُدوعُها
وَكُنْتُ تَبِيعَ الغَانِيَاتِ، ولمْ يزَلْ
يَذُمّ وَفَاءَ الغَانِيَاتِ تَبِيعُهَا
وَحَسنَاءَ لَمْ تُحسِنْ صَنيعاً، ورُبّما
مَاصَبَوْتُ إلى حَسنَاءَ سِيءَ صَنِيعُها
عَجِبْتُ لَهَا تُبْدي القِلَى، وَأوَدُّهَا،
وَللنّفسِ تَعْصِيني هَوًى وأُطِيعُها
تَشكّى الوَجَا واللّيلُ مُلتبِسُ الدّجى،
غُرَيرِيّةُ الأنْسابِ مَرْتٌ بَقيعُها
وَلَستُ بِزَوّارِ المُلُوكِ عَلَى الوَجَا،
لَئِنْ لمْ تَجُلْ أغراضُها وَنُسوعُها
تَؤمّ القُصُورَ البِيضَ من أرْضِ بابلٍ
بِحَيْثُ تَلاَقَى غَرْدُها وَبَدِيعُها
إذا أشْرَفَ البُرْجُ المُطِلُّ رَمَيْنَهُ
بأبْصَارِ خُوصٍ، قَد أرَثّتْ قُطوعُها
يُضِىءُ لَها قَصْدَ السُّرَى لَمَعَانُهُ،
إذا اسوَدّ مِن ظَلماءِ لَيلٍ هَزِيعُهَا
نَزُورُ أمِيرَ المُؤمِنِينَ، وَدُونَهُ
سُهُوبُ البِلادِ: رَحْبُهَا وَوَسِيعُهَا
إذا مَا هَبَطْنا بَلْدَةً كَرّ أهْلُهَا
أحَادِيثَ إحْسَانٍ نَداهُ يُذِيعُهَا
حمَى حَوْزَةَ الإسلامِ، فارْتَدعَ العِدَى،
وَقَد عَلِمُوا أَلاَّ يُرامَ مَنيعُهَا
وَلَمّا رَعَى سِرْبَ الرّعيّةِ ذادَهَا
عَن الجدبِ مُخضرُّ البِلادِ، مَرِيعُهَا
عَلِمتُ يَقيناً مُذْ تَوَكّلَ جَعفَرٌ
عَلى الله فِيهَا، أنّهُ لا يُضِيعُهَا
جَلا الشكَّ عن أبصَارِنا بِخِلافَةٍ
نَفَى الظُّلمَ عَنّا والظّلامَ صَديعُهَا
هِيَ الشّمسُ أبدى رَونَقُ الحقّ نورَها،
وأشرَقَ في سرّ القُلوبِ طُلُوعُهَا
أسِيتُ لأِخْوَالي رَبِيعَةَ، إذْ عَفَتْ
مَصانِعها مِنْهَا وَأقْوَتْ رُبُوعُهَا
بُكْرُهيَ إنْ بَاتَتْ خَلاءً دِيَارُهَا،
وَوَحْشاً مَغَانِيهَا، وشَتّى جَميعُهَا
وَأمسَتْ تُساقي المَوْتَ من بَعدِ ما غدتْ
شَرُوباً تُساقي الرّاحَ رِفْهاً شُرُوعُهَا
إذا افتَرَقُوا عَنْ وَقْعَةٍ جَمَعَتْهُمُ
لاُِخْرَى دِماءٌ ما يُطَلّ نَجِيعُهَا
تَذُمُّ الفَتاةُ الرُّودُ شِيمَةَ بَعْلِهَا،
إذا بَاتَ دونَ الثّأرِ، وهوَ ضَجِيعُهَا
حَمِيّةُ شَعْبٍ جَاهِلِيٍّ، وَعِزّةٌ
كُلَيْبِيّةٌ أعْيَا الرّجالَ خُضُوعُهَا
وَفُرْسانِ هَيجاءٍ تَجِيشُ صُدُورُهُما
بِأحْقَادِها حَتّى تَضِيقَ دُرُوعُهَا
تُقَتِّلُ مِنْ وِتْرٍ أعَزَّ نُفُوسِهَا
عَلَيْها، بِأيْدٍ مَا تَكَادُ تُطِيعُهَا
إذا احتَرَبتْ يَوْماً، فَفَاضَتْ دِماؤها،
تَذَكّرَتِ القُرْبَى فَفَاضَتْ دُمُوعُها
شَوَاجِرُ أرْمَاحٍ تُقَطِّعُ بَيْنَهُمْ
شَوَاجِرَ أرْحَامٍ مَلُومٍ قُطُوعُهَا
فَلَولا أمِيرُ المُؤمِنِينَ وَطَوْلُهُ،
لَعَادَتْ جُيُوبٌ والدّمَاءُ رُدُوعُهَا
وَلاصْطُلمَتْ جُرْثُومَةٌ تَغْلِبِيّةٌ،
بهاِ استُبْقِيَتْ أغصَانُهَا وَفُرُوعُهَا
رَفَعْتَ بضَبْعَيْ تَغْلِبَ ابنةِ وَائِلٍ،
وَقَدْ يَئِسَتْ أنْ يَستَقِلّ صَرِيعُهَا
فَكُنْتَ أمِينَ الله مَوْلَى حَيَاتِهَا،
وَمَوْلاكَ فَتْحٌ يَوْمَذاكَ شَفيعُهَا
لَعَمْرِي لَقَدْ شَرّفْتَهُ بِصَنِيعَةٍ
إلَيهِمْ، ونُعمَى ظَلّ فيهِمْ يُشيعُها
تَألّفَهُمْ، مِن بَعدِ ما شرَدتْ بهمْ
حَفائظُ أخْلاقٍ، بَطيءٍ رُجُوعُهَا
فأبْصَرَ غَاوِيها المَحَجّةَ، فاهْتَدَى،
وأقصَرَ غاليها، وَدَانَى شَسُوعُهَا
وَأَمضَى قَضَاءً بَيْنَها، فَتَحاجَزَتْ،
وَمَحْفُوضُها رَاضٍ بهِ وَرَفِيعُهَا
فَقَدْ رُكّزَتْ سُمرُ الرّماحِ وَأُغمدتْ
رِقاقُ الظُّبَا مَجفُوُّهَا وَصَنيعُهَا
فَقَرّتْ قُلُوبٌ كَانَ جَمّاً وَجِيبُهَا،
وَنَامَتْ عُيُونٌ كانَ نَزْراً هُجُوعُهَا
أتَتكَ، وَقَدْ ثابَتْ إليها حُلُومُها،
وبَاعَدَها عَمّا كَرِهْتَ نُزُوعُهَا
تُعِيدُ وَتُبدي مِنْ ثَنَاءٍ كَأنّهُ
سَبَائِبُ رَوْضِ الحَزْنِ جادَ رَبيعُهَا
تَصُدُّ حَياءً أنْ تَرَاكَ بِأوْجُهٍ
أتَى الذّنْبَ عاصِيها فَليمَ مُطيعُهَا
وَلا عُذْرَ إلاّ أنّ حِلْمَ حَليمِهَا
تُسَفَّهُ في شَرٍّ جَنَاهُ خَليعُهَا
رَبَطْتَ بِصُلْحِ القَوْمِ نافِرَ جَأشِها،
فَقَرّ حَشاها واطمَأنّتْ ضُلُوعُها
بَقيتَ، فكَمْ أبقَيتَ بالعَفوِ مُحسِناً
على تَغْلِبٍ حتّى استَمَرّ ظَلِيعُهَا
وَمشفقةً تخشى الحمام على ابنه
الأول هيجْاءٍ تَلاقي جُمُوعها