خواطر ملهمة عن الثقافة والمعرفة

فهرس المحتويات

أقوال في قيمة الثقافة

إن الإيمان بلا ثقافة هو وجه لما يسمى بالتعصب. الثقافة، في جوهرها، تُفسّر العالم، بل وتُغيّره. قد يزداد بؤس المرء وشقاؤه بازدياد ثقافته، إلا أن الثقافة الحقيقية تُنمّي الوعي والقدرة على مواجهة التحديات. المهاجر الذي يشعر باحترام ثقافته الأصلية، يكون أكثر انفتاحاً على ثقافة وطنه الجديد. أما الثقافة التي تخاف من ثقافات أخرى، فهي ثقافة ضعيفة. تدهور القراءة يؤدي إلى تراجع الإبداع، ويُخمد روح الثقافة. الثقافة هي بناء الذات المستمر، بينما الحضارة هي تغيير العالم المستمر، وهذا هو التضاد بين الذات والموضوع.

أفكار مضيئة عن الثقافة

يُعدّ تعليم الناس وتثقيفهم ثروة عظيمة، فالعلم أساس بناء المستقبل. المثقفون يحاولون حل المشاكل بعد وقوعها، أما العباقرة فيسعون لمنعها قبل حدوثها. الحضارة تُعلّم، والثقافة تُنير، الأولى تحتاج إلى تعلم، والثانية تحتاج إلى تأمل. لا يمكن لأي دولة أن تتطور دون تثقيف مواطنيها. الثقافة تمثل إرادة، إرادة التمرد على الجهل والجمود. الثقافة هي تحول الكائن من الوجود الطبيعي إلى الوعي بهذا الوجود. ليست الثقافة مجرد كلام جميل، بل هي أن تكون أنت النور الذي يهدي غيرك.

حكمة الفلاسفة والمثقفين حول العلم

الدين ليس بديلاً عن العلم والحضارة، ولا عدواً لهما، بل هو إطار ومحور ومنهج لهما. إذا رأيت العلماء على أبواب الملوك، فبئس الملوك وبئس العلماء، أما إذا رأيت الملوك على أبواب العلماء، فذلك دليل على عظمة الملوك وعظمة العلماء. العلم كالارض الواسعة، لا نملك منه إلا القليل. العلم هو تطور المعارف العامة. يجب علينا أن نتعلم كل يوم، وإلا فإن حياتنا لا معنى لها. كل شخص نجده لديه شيء مميز، لذلك علينا أن نتعلم من الجميع. العلم وسيلة وليس غاية. المعرفة النظرية دون تطبيقها لا قيمة لها. لا يمكن أن نكون علماء إلا إذا كنا متعلمين، وعلماء عاملين. من ضيع يومه في غير علم أو عمل صالح فقد ظلم نفسه.

الجهل يجعل الإنسان يعتقد أنه حكيم، بينما الحكيم يعرف جهله. ادعاء المعرفة أخطر من الجهل. لا يمكن للفن أو العلم أن يخدم الشعب إلا إذا عاش الفنانون والعلماء بينهم، وخدموهم دون طلب امتيازات خاصة.

أقوال عن القراءة وارتباطها بالثقافة

أكبر هزيمة هي حرمان المرء من متعة القراءة. القراءة في مجالك تجعلك متميزاً. من لا يقرأ لا يرقى إلى مستوى من يعرف القراءة. الحياة بدون قراءة جافة ومريعة. القراءة أعطتني عذراً لعزلتي، وأعطت مغزىً لتلك العزلة. القراءة ليست هواية، بل منهج حياة. من أراد إسعاد إنسان فليحبب إليه القراءة. كلما زادت ثقافة الإنسان، زادت تضحياته في الأزمات.

قصائد شعرية في مدح العلم

يقول الشاعر محمود سامي البارودي:

أَخُو الْعِلْمِ فِي الدُّنْيَا لِذِي الْجَهْلِ مُحْوَجٌ
وَكُلٌّ لَهُ عِنْدَ الْقِيَاسِ مَعَالِمُ
فَلَوْلا وُجُودُ الْعِلْمِ مَا عَاشَ جَاهِلٌ
وَلَوْلا وُجُودُ الْجَهْلِ مَا عَاشَ عَالِمُ

يقول الشاعر سليمان بن سحمان:

يا تاركاً لمراضي الله أوطاناً
وسالكاً في طريق العلم أحزاناً
كن باذل الجد في علم الحديث تنلك
كل العلوم وكن بالأصل مشتاناً
فالعلم أفضل مطلوب وطالبه
من أكمل الناس ميزاناً ورجحاناً
والعلم نور فكن بالعلم معتصماً
إن رمت فوزاً لدى الرحمن مولانا
وهو النجاة وفيه الخبر أجمعه
والجاهلون أخف الناس ميزانا
والعلم يرفع بيتاً كان منخفضاً
والجهل يجحفظه لو كان ما كانا
وأرفع الناس أهل العلم منزلة
وأوضع الناس من قد كان حيراناً
لا يهتدي لطريق الحق من عمه
بل كان بالجهل ممن نال خسرانا
لقاه بين الورى بالجهل منكسراً
لا يدر ما زان في الناس أو شانا
والعلم يرفعه فوق الورى درجاً
والناس تعرفه بالفضل إذعانا
وطالب العلم إن يظفر ببغيته
ينال بالعلم غفراناً ورضواناً
فاطلبه لله لا للجاه مرتجياً
فضلاً وفوزاً وإحساناً وإيمانا
واطلبه مجتهداً ما عشت محتسباً
لا تبتغي بدلاً إن كنت يقظانا
من ناله نال في الدارين منزلة
أو فاته نال خسراناً ونقصانا
ويا ذل الجد في تحصيله زمناً
ولم يكن نال بعد الجد عرفانا
فلن يضيع له سعيٌ ولا عملٌ
عند الآله ولا يوليه خسرانا
فطالب العلم إن أصفى سريرته
ينال من ربنا عفواً وغفراناً
فالعلم يرفعه في الخلد منزلةً
والجهل يصليه يوم الحشر نيرانا
والجهل في هذه الدنيا ينقصه
واللم يكسوه تاج العز إعلاناً

يقول الشاعر خليل مطران:

بِالعِلْمِ يُدْرِكُ أَقصَى المَجْدِ مِنْ أَمَمٍ
وَلا رُقِيَّ بِغَيْرِ العِلْمِ لِلأُمَمِ
يَا مَنْ دَعَاهُمْ فَلَبَّتْهُ عَوَارِفُهُمْ
لِجُودِكُمْ مِنْهُ شُكْرُ الرَّوْضِ لِلدِّيَمِ
يَحْظَى أُولُو الْبَذْلِ إِنْ تَحْسُنْ مَقَاصِدُهُمْ
بِالبَاقِيَاتِ مِنَ الآلاءِ وَالنِّعَمِ
فَإِنْ تَجِدْ كَرَماً فِي غَيْرِ مَحْمَدَةٍ
فَقَدْ تَكُونُ أَدَاةُ المَوْتِ فِي الْكَرْمِ
مَعَاهِدُ العِلْمِ مَنْ يَسْخُو فَيَعْمُرُهَا
يَبْنِي مَدَارِجَ لِلْمُسْتَقْبَلِ السَّنِمِ