خواطر شكسبير عن الحب
يُعدّ الحبّ من المواضيع التي استحوذت على اهتمام شكسبير، ففي أقواله نجد عمقًا لا يُضاهى. يقول شكسبير: “ما أتعس الحب الذي يقبل أن يُقاس”. فالحبّ شعورٌ لا يُقيّد، ولا يُحدّه مقياسٌ دنيوي. كما يُضيف: “إنّ الحزن الصامت يهمس في القلب حتى يحطمه”. يُبيّن هذا القول مدى تأثير الحزن العميق على النفس البشرية، خاصةً حين يتعلق الأمر بالقلب.
يُشير شكسبير إلى طبيعة الحبّ الغامضة بقوله: “إذا أحببتها فلن تستطيع أن تراها، لماذا لأن الحب أعمى”. هذا التعبير يُجسّد بشكلٍ جميل قدرة الحبّ على طمس العيوب، وتجسيد الكمال في محبوبنا. ويكمل قائلاً: “يمكننا عمل الكثير بالحق لكن بالحب أكثر”. فالحبّ قوةٌ دافعةٌ للفعل، وقدرةٌ على إحداث تغييرٍ إيجابيّ.
يُضيف شكسبير: “لكن الحب أعمى، والمحبون لا يستطيعون أن يروا الحماقات الصارخة التي يرتكبونها هم أنفسهم”. وهنا نرى دقة ملاحظاته، حيثُ يُسلّط الضوء على الجانب الأعمى للحبّ، الذي قد يُغفل العيوب والزلّات. ويتابع قائلاً: “إنّ الغيرة وحش ذو عيون خضراء”. وهو وصفٌ دقيق لغيرة الحبّ التي قد تتحوّل إلى شيءٍ مدمّر.
وفي نصيحةٍ قيّمة، يُوصي شكسبير: “اذا أردت أن تَحبَ وأن تُحَبَ فابحث عن الحبّ بين أقاربك وأصدقائك، ولا سيما والديك فلن تجد أحداً يكفيك بالحب سواهم فهم أحبوك دون سبب”. فهنا يُشدّد على أهمية العائلة والأصدقاء في بناء علاقاتٍ حبٍّ صحيةٍ ومتينة.
لحظات الحب الخالدة
يُعرّف شكسبير لحظات الحبّ بأنها لحظاتٌ تُخلّد في الذاكرة، تحمل معاني السعادة، مُضيفًا: “لحظات الحب، هي اللحظات التي تخلد في أذهاننا وتحمل كل معاني السعادة، فلا تندم على لحظة حب عشتها حتى ولو صارت ذكرى تؤلمك فإذا كانت الزهرة قد جفت وضاع عبيرها ولم يبقى منها غير الاشواك، فلا تنسَ أنها منحتك يوماً عطراً جميلاً أسعدك”.
ويُضيف: “لا تكسر أبداً كل الجسور مع من تحب، فربما شاءت الأقدار لكما يوماً لقاءً آخر يعيد ما مضى ويوصل ما انقطع فإذا كان العمر الجميل قد رحل، فمن يدري فربما ينتظرك عمر أجمل”. وهذه كلماتٌ حكيمة تُشير إلى إمكانية عودة العلاقات، وضرورة عدم قطع كلّ الجسور نهائيًا.
ويُوصي شكسبير بقوله: “وإذا قررت أن تترك حبيباً أو صديقاً فلا تترك له جرحاً، فمن أعطانا قلباً لا يستحق منا أن نغرس فيه سهماً أو نترك له لحظة تشقيه ما أجمل أن تبقى في روحيكما دائماً لحظات الزمن الجميل فإن فرقت بينكما الأيام فلا تتذكر لمن تحب غير كل إحساس صادق”. فالحبّ الحقيقيّ يُبنى على الاحترام والرفق.
ويختم شكسبير حديثه عن لحظات الحبّ بقوله: “وإذا سألوك يوماً عن إنسان أحببته فلا تحاول تشويه الصورة الحلوة لهذا الإنسان الذي ارتبطت به، فاجعل من قلبك مخبأ لكل أسراره وحكاياه فالحب الصادق ليس مشاعر وأحاسيس فقط بل أخلاق وقيم عظيمة”. فالحبّ الصادق يتجاوز المشاعر السطحية إلى الأخلاق والقيم النبيلة.
ويضيف: “حبال النفس ليس أقل ذنباً من إهمالها”. فإهمال الذات يؤثر سلباً على علاقاتنا بالآخرين.
الحب والاهتمام في فلسفة شكسبير
يُركز شكسبير على أهمية الاهتمام في الحبّ، فيقول: “ربّ قلب جميل خير من آلاف الوجوه الجميلة”. فجمال القلب أهمّ من جمال المظهر الخارجيّ. ويُضيف: “أظن أن البعض أصبحوا بحاجة للتجاهل قليلاً، ليعلموا كم كان اهتمامنا بهم جميلاً”. فالتجاهل أحيانًا يُبرز قيمة الاهتمام الحقيقيّ.
ويُلاحظ شكسبير: “لا أحد يفهم معنى وداعاً، إلا من جرب ألمها”. فالفراق يُجسّد ألمًا عميقًا، لا يُمكن فهمه إلاّ من عاشه. ويُضيف: “طلب الاهتمام يفقده نصف قيمته”. فطلب الاهتمام المباشر قد يُفقد قيمته.
ويُنصح شكسبير بقوله: “لا تهتم بمن يكون رائعاً في البداية، اهتم بمن يبقى رائعاً إلى اللانهاية”. فهنا يُشدّد على أهمية الثبات والاستمرارية في العلاقات. ويُضيف: “في الحب نكون كالأطفال، لا نحسن التفكير ولا التحمل، يُفرحنا الاهتمام ويُبكينا الإهمال”. فالحبّ يُثير مشاعرنا كالأطفال.
ويُنهي شكسبير حديثه عن الحبّ والاهتمام بقوله: “عامل حبيبتك دائماً على أنها طفلتك الوحيدة، دللها واستمع لها واهتم بها. الاهتمام الكبير، أثمن من الحب الكثير”. فهنا يُشدّد على أهمية الاهتمام والرعاية في العلاقات العاطفية.
المرأة والحب: رؤى شكسبير
يُبرز شكسبير دور المرأة في الحبّ، فيقول: “في رئة كُل امرأة أكسجين رجلٍ واحد، هو من يختار نوعه إن أراد أن يكون شهيقاً أم زفيراً”. وهذا يُعبّر عن تأثير الرجل في حياة المرأة العاطفية. ويُضيف: “إن المرأة العظيمة تُلهم الرجل العظيم، أما المرأة الذكية فتثير اهتمامه، بينما نجد إن المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالإعجاب، ولكن المرأة العطوف، المرأة الحنون، وحدها التي تفوز بالرجل العظيم في النهاية”. فالمرأة العطوفة هي من تُفوز بقلب الرجل.
ويُلاحظ شكسبير بقوله: “لا تطلب الفتاة من الدنيا إلّا زوجاً، فإذا جاء طلبت منه كل شيء”. وهذا يُشير إلى دور الزواج في حياة المرأة. ويُضيف: “تحب المرأة أولاً بعينيها، ثم بقلبها، ثم أخيراً بعقلها”. فهذا يصف مراحل الحبّ عند المرأة.
ويتابع شكسبير قائلاً: “الفتاة العاقلة لا تؤمن بالحب للحب، ولكنها تؤمن بالحب للزواج”. فهنا يُشير إلى أهمية الزواج في نظر المرأة العاقلة. ويُضيف: “ثلاثة لا تحبها المرأة، امرأة أجمل منها ومن يسألها عن عمرها ومن يسألها عن ماضيها”. فالمرأة تكره المقارنات.
ويُختم شكسبير حديثه عن المرأة بقوله: “الدنيا مسرح كبير، وكل الرجال والنساء ما هم إلّا ممثلون على هذا المسرح”. ويُضيف: “في حياة المرأة ثلاث رجال، الأب وهو الرجل الذي تحترمه، والأخ وهو الرجل الذي تخافه، والزوج وهو الرجل الذي يحبها وتحبه”. وهنا يُبرز أدوار الرجال المهمة في حياة المرأة.
يُضيف شكسبير: “بالنّار يُختبر الذّهب، وبالذّهب تُختبر المرأة، وبالمرأة يختبر الرّجل”. وهذه مقولةٌ حكيمة تُشير إلى اختبار القيم.
ويختم بقوله: “التملك بالنسبة للرجل نهاية، ولكنه بالنسبة للمرأة بداية”. “تهب المرأة قلبها للرجل بكل سهولة، ولكن الصعوبة عندما تريد أن تسترده”. “المرأة مثل الزهرة، إن اقتلعت من مكانها توقفت عن الحياة”. “لا يحتمل جنون الأنثى وغيرتها، إلا رجل أحبها بصدق”. “المرأة كالجيتار، لا تعطي ألحانها إلا لمن يتقن العزف على أوتار قلبها”. “الدنيا قلب الرجل، والقلب دنيا المرأة، فالمرأة ترى أعمق بينما يرى الرجل أبعد”.