محتويات
أقوالٌ ملهمة من الصالحين |
أحاديث نبوية شريفة |
معاني الصيام وفضائله |
اغتنام فرصة رمضان |
كلماتٌ صادقة من قلوبٍ مؤمنة
في هذا الشهر الفضيل، تتجلى معاني الإيمان والإخلاص. يقول أحد الصالحين: “لا أعرف غير الصيام فريضة توسّع الصدر، وتقوّي الإرادة وتزيل أسباب الهم، وتعلو بصاحبها إلى أعلى المنازل، فيكبر المرء في عين نفسه، ويصغر حينها كلّ شيء في عينه”. فهو رحلةٌ روحانيةٌ تُنمي القيم الأخلاقية وتُطهّر النفس من الشوائب.
ويضيف آخر: “أحرص على أن تكون ربانياً لا رمضانياً وأجعل لرمضان فيك أثراً يبقى بعد انتهائه، ويستمرّ معك لعام قادم”. فليس الهدف من الصيام مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو بناء شخصيةٍ متوازنةٍ، مستقيمةٍ على مدار العام.
كما قال أحد البسطاء: “في رمضان أغلق مدن أحقادك واطرق أبواب الرّحمة والمودّة فأرحم القريب وودّ البعيد وأزرع المساحات البيضاء في حناياك وتخلّص من المساحات السّوداء داخلك”. دعوةٌ صادقةٌ للتسامح والمحبة، ولإصلاح ذات البين.
وآخر يقول: “في رمضان افتح قلبك المغلق بمفاتيح التسامح واطرق على تلك الأبواب المغلقة بينك وبينهم، ضع باقات زهورك على عتباتهم وأحرص على أن تبقى المساحات بينك وبينهم بلون الثلج النقيّ”. فالتسامح هو جوهر الإيمان، ورمضان فرصةٌ ثمينةٌ لبنائه.
وأخيرًا، ينصح أحد الصالحين: “إن صمت فليصم سمعك، وبصرك، ولسانك”. فالصيام ليس قصرًا على الجسد فقط، بل هو امتناعٌ عن كل ما يُغضب الله.
نورٌ يُضيء درب المؤمنين
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. حديثٌ شريفٌ يُبشّر المؤمنين بمغفرةٍ عظيمةٍ لمن قام الليل في رمضان بإخلاصٍ وتقوى.
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنّك رسول الله، وصلّيت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته فَمِمّن أنا؟ قال: من الصديقين والشهداء. حديثٌ يُبرز أهمية الصيام وقدره في سبيل نيل رضا الله.
وقد ورد أنَّ الملائكة تستغفر للصائمين حتّى يفطروا. خبرٌ يُثلج الصدور، ويُحفز على الإكثار من الطاعات في هذا الشهر الكريم.
أبعادٌ روحيةٌ وعملية
الصيام أعلى تعبير عن الإرادة أي فعل الحرية، حالة من السموّ الروحي لا يبلغها إلّا من يتأمّل في حكمة الله من وراء هذه الفريضة. فالصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو تدريبٌ على ضبط النفس، وتقويةٍ للإرادة.
قيل في فَضل الصّوم: الصوم نصف الصبر. فهو مدرسةٌ للصبر، وتحصينٌ للنفس ضدّ الشهوات.
الصيام رياضة روحية، وقهر للبدن، وكبح وإلجام للعنصر الحيواني في الإنسان. فهو يُنقّي النفس، ويُطهّرها من الرذائل.
قيل: الصّيام هو تطهير أجسامنا من السّموم الضّارّة. فله فوائدٌ صحيةٌ، بالإضافة إلى الفوائد الروحية.
صوم الجوارح: من لم يدع قول الزّور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه. فالصيام الحقيقيّ يشمل جوارح الإنسان كلها، ليس فقط معدته.
أنواع الصيام: الصوم ثلاثة صوم الروح وهو قصر الأمل وصوم العقل وهو مخالفة الهوى وصوم الجوارح وهو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع. فالصيام أبعاده متعددة ومتشابكة.
ثمارٌ مباركة
شهر رمضان هو التحدي الأكبر بحق لامتحان الإرادة البشرية في الصيام والقيام وعمل الخير وتنقية النفس من أخطائها الكثيرة. فرصةٌ عظيمةٌ للتوبة والإنابة، وللاستغفار والتقرب إلى الله.
في رمضان أعد ترتيب نفسك لملم بقاياك المبعثرة اقترب من أحلامك البعيدة واكتشف مواطن الخير داخلك واهزم نفسك الأمّارة بالسّوء. دعوةٌ للتغيير، وللبدء من جديد.
رمضان فرصة للتغيير رمضان راحة للنفوس. فرصةٌ لإصلاح ما أفسدته شهور السنة، ولتحقيق التغيير الإيجابيّ في النفس.
إنّ شهر رمضان هو شهر عبادة وعمل وليس نوم وكسل. تحذيرٌ من ضياع الوقت، والاستفادة القصوى من هذا الشهر الفضيل.
رمضان هو قراءة القرآن وإطعام الطعام. فالإكثار من قراءة القرآن الكريم، وإطعام الطعام للفقراء والمساكين من أهمّ أعمال الخير في هذا الشهر.
إذا لم تقدر على قيام الليل ولا صيام النهار فاعلم أنّك محروم قد كبّلتك الخطايا والذنوب. دعوةٌ للتوبة والندم، والاجتهاد في الطاعات.
رمضان بوّابة كبيرة للجنة. فهو فرصةٌ لنيل رضا الله، والدخول إلى جنته.
يبقى الشوق لرمضان يتكرر كل سنة اللهم بلغنا رمضان وأنت راض عنا واجعله شهرًا تتبدل فيه ذنوبنا إلى حسنات وهمومنا إلى أفراح. دعاءٌ صادقٌ بأن يبلغنا الله رمضان، ويرزقنا فيه التوبة والغفران.
اللهم بلغنا رمضان وبارك لِنا فيه وارزقنا التوبة النصوح وأعنا فيه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. دعاءٌ آخرٌ للتضرع إلى الله، وطلب العون والتوفيق.