خلف بن هذال العتيبي: قامة الشعر النبطي السعودي

نبذة عن حياة وإنجازات الشاعر السعودي الكبير خلف بن هذال العتيبي، مسيرته الشعرية، وأعماله في الحرس الوطني.

تعريف بالشاعر

يعتبر خلف بن هذال الحافي الروقي العتيبي أحد أبرز شعراء المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج العربي. اشتهر بإبداعه في كتابة الشعر النبطي، أو ما يعرف بالشعر الشعبي، وبرز بشكل خاص في قصائده الوطنية التي تعبر عن حبه العميق وولائه للوطن، والتي ألقى العديد منها أمام ملوك البلاد.

بدايات الشاعر ونشأته

ولد الشاعر خلف بن هذال في عام 1943 ميلادية في مدينة ساجر الواقعة في المملكة العربية السعودية. فقد والده في سن مبكرة لم تتجاوز السابعة من عمره، وقد كان لهذا الفقد أثر كبير على حياته وشخصيته، حيث ساهم في صقل موهبته الشعرية وإحساسه المرهف وشعوره الصادق. بدأ خلف كتابة الشعر في سن مبكرة، حيث نظم أولى قصائده وهو في الثالثة عشرة من عمره. وعندما بلغ السابعة عشرة، انتقل إلى المنطقة الشرقية للعمل بأجر ضئيل، ثم سافر إلى دولة الكويت وانضم إلى الجيش الكويتي لمدة عام واحد، قبل أن يستقيل ويتجه إلى العمل الحر.

مسيرة خلف بن هذال كشاعر

خلال فترة إقامته في دولة الكويت، حظي خلف بن هذال بتشجيع كبير من أصدقائه الذين حفزوه على إظهار موهبته الشعرية وتسجيل قصائده بصوته وألحانه. اتجه إلى كتابة الأغاني الشعبية الغزلية، واشتهرت له العديد من الأغاني مثل “أليف أولف للوليف رسالة” وأغنية “اسأل نجوم الليل”. وبرز نجمه كشاعر وطني خلال فترة الغزو العراقي لدولة الكويت، حيث لاقت قصائده آنذاك صدى واسعاً في قلوب الناس. من بين هذه القصائد قصيدة وجهها إلى الرئيس العراقي الراحل “صدام حسين” بعنوان “رسالة إلى صدام”، بالإضافة إلى قصيدة “يا الله بأمانك” التي تعتبر بمثابة الانطلاقة الكبيرة له خلال حرب الخليج.

وقد تغنى العديد من الفنانين الخليجيين بقصائد الشاعر خلف بن هذال، من بينهم الفنان “راشد الماجد” في أغنية “يا ليت دروبنا سمحة”، والفنان “علي عبد الستار” في أغنية “يا حبيبي ترى القلب بعدك سرح”، بالإضافة إلى العديد من الأغاني الأخرى.

خدمة خلف بن هذال في الحرس الوطني

بعد عودته إلى المملكة العربية السعودية، التقى خلف بن هذال بالشيخ تركي بن ربيعان العتيبي، الذي كان يشغل منصب أمير الفوج التاسع للحرس الوطني في ذلك الوقت. أخبره الشيخ تركي بأنه سيقام حفل لتخريج الدفعة الأولى للحرس الوطني، وطلب منه أن يكتب قصيدة لإلقائها أمام الأمير عبد الله بن عبد العزيز. وبالفعل، ألقى خلف قصيدته أمام الأمير عبد الله، الذي أعجب بها وشكره عليها وسأله عن عمله، فأخبره خلف بأنه لا يعمل، فقام الأمير عبد الله بتعيينه برتبة عريف سائق في معيته الخاصة.

في عام 1974، قررت رئاسة الحرس الوطني إرسال مجموعة من الجنود إلى بريطانيا للتدريب، ولم يكن الشاعر خلف من ضمنهم. فقرر أن يلقي عشرة أبيات من الشعر أمام الأمير عبد الله، فهم منها الأمير أن لديه طلباً، فقال له الأمير: “أمرك مقبول، ماذا تريد؟”، فأجابه خلف برغبته في الذهاب إلى بريطانيا، فوافق الأمير وسافر خلف لإكمال دراسته لمدة عامين، وعاد بعدها وقد تمت ترقيته إلى رتبة ملازم أول. استمر الشاعر خلف في الحرس الوطني حتى تقاعده في عام 2011 برتبة فريق.

المصادر

Total
0
Shares
المقال السابق

إزالة ضرس العقل بالتدخل الجراحي

المقال التالي

الأمانة في ضوء القرآن الكريم

مقالات مشابهة