فهرس المحتويات
المبحث | العنوان |
---|---|
1 | التحذيرات الدينية من الكذب |
2 | نتائج الكذب الوخيمة |
3 | أشكال الكذب المتعددة |
4 | المصادر |
التحذيرات الدينية من الكذب وخطورته
يُعرف الكذب بأنه نقيض الصدق، وهو إطلاق أقوال مُخالفة للواقع مع العلم بذلك. وقد حذّر منه القرآن الكريم صراحةً، كما في قوله تعالى: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)،[١]. كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه بشدة، ووصفه بأنه من صفات المنافقين في العديد من الأحاديث، مثل قوله صلى الله عليه وسلم:(أربعُ خلالٍ مَن كُنَّ فيه كان مُنافقًا خالصًا: من إذا حدَّث كذَب)،[٢]. وقد أكّد العديد من العلماء على خطورة الكذب، فقد وصفه الإمام الماوردي رحمه الله بأنه “جماع كل شر وأصل كل ذم لسوء عواقبه وخبث نتائجه”.[٣][٤]
الآثار السلبية للكذب على الفرد والمجتمع
ليس من باب المصادفة أن نهى الله تعالى عن الكذب، فهو يؤدي إلى عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة. فالكذب يُهدد الطمأنينة والأمان النفسي، مُسبباً ضغطاً نفسياً وقلقاً دائماً. كما أنه يُفقد الحياة البركة، ويُقلل الرزق، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (فإن صَدَقَا وبَيَّنَا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَتَمَا وكَذَّبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بيَعْهِمَا)،[٧]. أضف إلى ذلك أن الكذب يُبعد الملائكة، يُسبب بغض الناس، ويُفقِد الشخص هيبته واحترامه بينهم. كما أنه يُحرم صاحبه هداية الله وتوفيقه، ويُورثه لعنة الله، كما جاء في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ).[٩] وقوله تعالى:(ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِين).[١٠]. بل قد يُؤدي إلى الفجور وسوء الخاتمة، كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (وإنَّ الكذِبَ يَهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفجورَ يَهدي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ ليَكذِبُ، حتَّى يُكتَبَ عندَ اللَّهِ كذَّابًا).[١١]. بل إن الله -عز وجل- لا يُكلم الكاذب ولا ينظر إليه يوم القيامة، كما في قوله تعالى:(ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهم اللهُ يومَ القيامةِ، ولا ينظرُ إليهم: رجلٌ حلف على سلعةٍ لقد أعطى بها أكثرَ مما أعطى وهو كاذبٌ، ورجلٌ حلف على يمينٍ كاذبةٍ بعد العصرِ ليقتطعَ بها مالَ امرئٍ مسلمٍ).[١٢].
صور الكذب المتعددة وأمثلة عليها
يتخذ الكذب أشكالًا متعددة، أخطرها الكذب على الله أو رسوله أو كتابه، لأنه يُشوّه الدين ويُضلّ عن الحق. كما في قوله تعالى:(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ)،[١٣]. ومن صور الكذب الأخرى: الخداع والاحتيال في البيع والشراء، وشهادة الزور، وكذب الحاكم على رعيته، وكذب في الرؤيا. وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب في البيع والشراء، وقوله صلى الله عليه وسلم:(إنَّ شرَّ الناسِ ذو الوجهَينِ الذي يأتي هؤلاءِ بوجهٍ وهؤلاءِ بوجهٍ).[١٤] ، كما حذّر من كذب الحاكم في حديثه صلى الله عليه وسلم:(ما مِن عبدٍ يَسترعيهِ اللَّهُ رعيَّةً يموتُ يومَ يموتُ وَهوَ غاشٌّ لرعيَّتِهِ إلَّا حرَّمَ اللَّهُ علَيهِ الجنَّةَ).[١٥]. و نهى عن الكذب في الرؤيا بقوله صلى الله عليه وسلم:(إنَّ من أَفْرَى الفِرَى أن يُرِي عينَه ما لم تَرَ).[١٦]
المصادر
[١] سورة النحل، آية: 105.[٢] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمرو، صحيح.
[٣][٤] المراجع المتعلقة بتعريفات الكذب وخطورته من مصادر موثوقة.
[٧] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن حكيم بن حزام، صحيح.
[٩] سورة غافر، آية: 28.
[١٠] سورة آل عمران، آية: 61.
[١١] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، صحيح.
[١٢] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، صحيح.
[١٣] سورة الأنعام، آية: 93.
[١٤] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، صحيح.
[١٥] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن معقل بن يسار، صحيح.
[١٦] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، صحيح.