خطورة إهمال الصلاة

استكشاف خطورة إهمال الصلاة في الإسلام، الحكمة من تشريعها، وتاريخ فرضها.

فهرس المحتويات

عقوبة التفريط في الصلاة

تُعتبر الصلاة الركن الأساسي للدين الإسلامي، وهي الفيصل بين الإيمان والكفر. إن أداء الصلاة بشكل صحيح وفي وقتها المحدد هو سبيل النجاة في يوم القيامة، إذ أنها تنهى المرء عن الوقوع في الفواحش والمنكرات. إن قضية الصلاة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأصول الدين والإيمان، وتركها استهانةً بها يُعد من الأمور الخطيرة ومن سمات المنافقين، حيث قال الله -عز وجل- في كتابه الكريم:

﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء: 142].

وقد حذر الرسول -صلى الله عليه وسلم- من التهاون في الصلاة، وأخبر أنها علامة على النفاق:

قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-:(إنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ علَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ، وَصَلَاةُ الفَجْرِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا، وَلقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بالصَّلَاةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فيُصَلِّيَ بالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي برِجَالٍ معهُمْ حُزَمٌ مِن حَطَبٍ إلى قَوْمٍ لا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عليهم بُيُوتَهُمْ بالنَّارِ).[رواه مسلم]

لذا، يجب على كل مسلم ومسلمة عدم الاستهانة بأداء الصلوات الخمس، والمسارعة إلى أدائها في وقتها المحدد، وتجنب تأخيرها إلى أوقات الكراهة أو نسيانها. كما يجب الحرص على أدائها في المسجد وتشجيع الآخرين على ذلك، فالصلاة هي العلامة الفارقة التي تميز المسلم عن غيره من أتباع الديانات الأخرى، وهي بمثابة الهوية للمسلم.

أبعاد التشريع للصلاة في الإسلام

تتعدد الأسباب وراء مشروعية الصلاة، وتتنوع الفوائد التي تعود على الفرد والمجتمع من أدائها، ولا يمكن حصرها. فيما يلي بعض من هذه الأسباب والفوائد:

  • الصلاة طريق للفلاح والنجاح في حياة المسلم، حيث يقول الله -تعالى- في كتابه الكريم:

    ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا* إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا* وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا* إِلَّا الْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾ [المعارج: 19-23].

  • الصلاة نور للمسلم في يوم القيامة، وهي تهدي المسلم دائمًا إلى الخير وتبعده عن كل شر، حيث يقول -تعالى-:

    ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت: 45].

  • الصلاة هي حلقة الوصل بين العبد وربه، ففيها يتحدث المؤمن مع خالقه، وأقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد، كما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال:

    (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[رواه مسلم]

  • الصلاة سبب لدخول الجنة يوم القيامة، وهي أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، فإذا صلحت صلح سائر عمله، وإذا فسدت فسد سائر عمله، كما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال:

    (سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يقولُ: إنَّ أولَ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه، فإن صَلُحَتْ فقد أَفْلَحَ وأَنْجَح، وإن فَسَدَتْ فقد خاب وخَسِرَ).[رواه الترمذي]

تاريخ فرضية الصلاة في الإسلام

فُرضت الصلاة على المسلمين في ليلة الإسراء والمعراج، عندما صعد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى السماء السابعة عند سدرة المنتهى، حيث أوحى الله -عز وجل- إلى نبيه محمد -عليه الصلاة والسلام- في البداية بأن يأمر أمته بأداء خمسين صلاة في اليوم والليلة.

ثم طلب موسى -عليه السلام- من النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يسأل ربه التخفيف على أمته، فظل النبي -عليه الصلاة والسلام- يسأل التخفيف حتى أصبحت خمس صلوات في اليوم والليلة، وقد كان ذلك قبل الهجرة بثمانية عشر شهرًا.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم
  • صحيح مسلم
  • سنن الترمذي
  • كتاب تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام – ابن باز
  • موسوعة الفقه الإسلامي
  • الإسلام سؤال وجواب
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

نظرة في مشروعية التمائم في الشريعة الإسلامية

المقال التالي

مشروعية التبريكات في العيد: نظرة شاملة

مقالات مشابهة

تأملات في قول موسى وهارون: “ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى”

شرح وتوضيح لقول الله تعالى على لسان موسى وهارون: 'قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى'. نظرة في المعاني اللغوية والبلاغية، وكيفية فهم خوف الأنبياء.
إقرأ المزيد