مكارم الأخلاق في فلسفة الحياة |
أقوالٌ ملهمةٌ عن فضائل السلوك |
الأخلاق الحميدة في حياة الرجال |
أمثلةٌ عمليةٌ على حسن الخلق |
قصائدٌ شعريةٌ تعكس معاني الأخلاق |
مكارم الأخلاق في فلسفة الحياة
تُعدّ الأخلاق الحميدة ركيزةً أساسيةً في بناء حياةٍ كريمةٍ وسعيدة. فمن علامات حسن الخلق أن يكون المرء في بيته أحسن الناس أخلاقاً. ليست الأخلاق مجرد صلاحٍ عام، بل صلاحٌ مُوجّهٌ نحو هدفٍ سامٍ. يقول أحد الحكماء: “الخلوق من إذا مدحته خجل، وإذا هجوته سكت”. إنّ الله – عزّ وجلّ – جعل مكارم الأخلاق وصلاً بيننا وبينه، فالتقوى أساسٌ لكلّ خلقٍ كريم.
يُشدّد العديد من الفلاسفة على أهمية التربية الأخلاقية، فإنّها أهمّ من أيّ شيءٍ آخر؛ لأنّها تزين الإنسان وتميزه عن غيره. كما أنّ حسن الخلق يسترُّ كثيراً من السيئات، بينما يُغطّي سوءُ الخلق الكثيرَ من الحسنات. فلا نحتاج إلى علمٍ واسع، بل إلى أخلاقٍ فاضلةٍ كثيرة. والإرادة هي أمّ الأخلاق، والعمل هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عنها.
أقوالٌ ملهمةٌ عن فضائل السلوك
يُعرّف بعض الفلاسفة الفعل الأخلاقي بأنه ما يُشعرُ مرتكبه بالراحة، والفعل غير الأخلاقي ما يُشعره بعدم الراحة. وليست الكمال الأخلاقي هو الهدفُ بحدّ ذاته، بل الطريقة التي يُبلغ بها المرء هذا الكمال. وإذا عجزت عن رفع مستوى الآخرين إلى مستوى أخلاقك، فلا تدعهم يُنزلونك إلى مستوى أخلاقهم.
من مكارم الأخلاق: صدق اللسان، وصدق البأس، وإعطاء السائل، وحسن الخلق، والمكافأة بالصنائع، وصلة الرحم. الأخلاق كالنبتة، جذورها في السماء، وأزهارها وثمارها تُعطر الأرض. ومن تمام المروءة نسيان الحقّ لنفسك، وتذكّر الحقّ عليك، واستكبار الإساءة منك، واستصغارها من غيرك. وأدنى أخلاق الشريف كتمان سره، وأعلى أخلاقه نسيان ما أُسِرَّ إليه. الرحمة من علامات الكرم، والقسوة من علامات اللؤم. لا يُمكن العطاء بدون حب، ولا الحبّ بدون تسامح.
الأخلاق الحميدة في حياة الرجال
يُقال إنّ معرفة أخلاق الرجل تتمّ بمنحه السلطة ورصد تصرّفاته. كما أنّه من أقلّ الناس سروراً الحاسد، والبخيل عظيم الرواق صغير الأخلاق. لا شيء يُفسد الأخلاق كالمال، ورجل بلا أخلاق كوحش مُطلق في هذا العالم. لا مروءة لكاذب، ولا ورع لسيء الخلق. فالعشرة السيئة تفسد الأخلاق الحسنة.
يُعتبر كتمان السرّ من أدنى أخلاق الشريف، ونسيان ما أُسِرّ إليه من أعلى أخلاقه. والخلوق هو من يخجل إذا مدحه، ويسكت إذا هُجِيَ. وإنّ التربية والأخلاق هما أساس بناء شخصية الرجل القوية والمحترمة.
أمثلةٌ عمليةٌ على حسن الخلق
من الأمثال التي تدلّ على حسن الخلق: “القناعة كنز لا يفنى”، “من تواضع لله رفعه”، “خير الناس من فرح للناس بالخير”، “أطهر الناس أعراقاً أحسنهم أخلاقاً”، “الشريف إذا تقوى تواضع، والوضيع إذا تقوى تكبر”، “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”، “في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق”. كما يُعتبر فعل الخير حسناً، والأحسن منه ستره.
الخلوق صادق، والعنيف ضعيف، والأصيل نبيل، والحليم حكيم، والشريف عفيف. فإنّ سعة الصدر، والتسامح، والرحمة، والإيثار، كلها سماتٌ من سمات حسن الخلق.
قصائدٌ شعريةٌ تعكس معاني الأخلاق
يقول البحتري:
إذا رام التخلّق جاذبته
خلائقه إلى الطبع القديمِ
ويقول الإمام الشافعي:
ومن هاب الرجال تهيبوهُ
ومنْ حقر الرجال فلن يهابا
ومن قضت الرجال له حقوقاً
ومن يَعْصِي الرجال فما أصابا
تُجسّد هذه الأبيات أهمية الأخلاق في بناء الشخصية والسمعة الطيبة، وتأثيرها على تعامل الناس مع بعضهم البعض.