المحتويات
مقدمة حول حمى البحر الأبيض المتوسط
حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية، المعروفة أيضًا باسم التهاب المصلية المتكرر، هي اضطراب وراثي يتميز بنوبات متكررة من الحمى والتهاب مؤلم في البطن والصدر والمفاصل. ينتشر هذا المرض بشكل خاص بين الأشخاص من أصول شرق أوسطية وشمال أفريقية والبحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك العرب والأتراك واليهود والإيطاليين واليونانيين.
تأثير الحمى على الحياة الزوجية
يثير تشخيص حمى البحر الأبيض المتوسط قلقًا لدى الأزواج المستقبليين، خاصة فيما يتعلق بالخصوبة وإمكانية نقل المرض إلى الأطفال. من الضروري فهم طبيعة المرض الوراثية وعلاقته بالزواج والإنجاب لتبديد المخاوف واتخاذ قرارات مستنيرة.
حمى البحر الأبيض المتوسط هي مرض وراثي متنحي، مما يعني أن الفرد يجب أن يرث نسخة من الجين المتحور من كلا الوالدين حتى يصاب بالمرض. إذا ورث الفرد نسخة واحدة فقط، فسيكون حاملًا للمرض ولكنه لن تظهر عليه الأعراض. لذلك، يُنصح بإجراء فحص ما قبل الزواج لتحديد ما إذا كان كلا الشريكين حاملين للجين المتحور. إذا كان كلا الشريكين حاملين، فهناك خطر بنسبة 25٪ في كل حمل أن يصاب الطفل بالمرض.
كما ذكرنا سابقًا فيما يتعلق بالأعراض، قد يعاني الرجال المصابون بحمى البحر الأبيض المتوسط من التهاب في الخصيتين، مما قد يؤثر سلبًا على جودة الحيوانات المنوية وعددها، وفي بعض الحالات يؤدي إلى العقم. أما بالنسبة للنساء الحوامل المصابات بالحمى، فهناك خطر حدوث مضاعفات صحية للأم والجنين، لذلك يوصى بشدة باستشارة الطبيب ومراقبة الحمل عن كثب.
من الجدير بالذكر أنه حتى لو ولد طفل مصابًا بحمى البحر الأبيض المتوسط، فإنه يمكنه أن يعيش حياة طبيعية وصحية إذا التزم بتناول الجرعات الموصوفة من الأدوية.
علامات وأعراض المرض
عادة ما تظهر أعراض حمى البحر الأبيض المتوسط في مرحلة الطفولة، حيث يعاني أكثر من 50٪ من المصابين من الأعراض قبل سن العاشرة، وحوالي 80٪ قبل سن العشرين. ومع ذلك، قد تظهر الأعراض على بعض الأشخاص في وقت لاحق من الحياة، حتى بعد سن الثلاثين.
تشمل الأعراض الشائعة للمرض ما يلي:
- ارتفاع متكرر في درجة حرارة الجسم.
- آلام شديدة في البطن.
- ألم في جانب واحد من الصدر.
- ألم في المفاصل، وخاصة الركبتين والكاحلين.
- صداع شديد.
- شعور بالقلق والتوتر وضيق التنفس.
- صعوبة في تناول الطعام، خاصة في اليوم الأول من النوبة.
- صعوبة في فرد الظهر أو الانحناء.
- تغير لون البول إلى لون داكن.
- تغير في طعم الفم.
- التهاب الخصيتين وكيس الصفن لدى الذكور.
تجدر الإشارة إلى أن ليس كل المصابين يعانون من جميع الأعراض في كل نوبة. في بعض الأحيان، قد تقتصر الأعراض على علامة أو علامتين فقط.
الخيارات العلاجية المتاحة
على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ لحمى البحر الأبيض المتوسط حتى الآن، إلا أن هناك العديد من الأدوية المتاحة التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض وتحسين نوعية حياة المرضى. غالبًا ما تستخدم مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتخفيف الألم والالتهاب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الأدوية التي تمنع حدوث الداء النشواني، وهو مضاعفة خطيرة للمرض. يجب استخدام هذه الأدوية فقط تحت إشراف الطبيب.