حماية النظام البيئي البحري

وسائل حماية البيئة البحرية. ترشيد استهلاك الطاقة. استعمال مواد بلاستيكية قابلة للتدوير. العناية بالمناطق الساحلية. تجنب شراء المنتجات الضارة بالبحر.

أساليب صون البيئة البحرية

تغطي المحيطات ما يقارب 71٪ من سطح الأرض، وتعتبر موطناً للعديد من الأنواع من النظم البيئية، وهي مصدر هام للإنسان من حيث الغذاء وتوفر فرص العمل. تشير الدراسات إلى أن التلوث البلاستيكي يرفع من حرارة الشواطئ ويهدد الحياة فيها. تهدد الأنشطة البشرية المحيطات بنسبة لا تقل عن 80% من مصادر التلوث البرية، مما يؤدي إلى تغيرات سريعة في النظم الإيكولوجية البحرية بالإضافة إلى تأثيرات الاحتباس الحراري.

ترشيد استهلاك الطاقة

يؤثر ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرق الوقود الأحفوري على درجة حموضة مياه المحيطات، مما يؤدي إلى فقدان الشعاب المرجانية. يمكن تقليل استخدام الطاقة من خلال ركوب الدراجة، أو المشي، أو استخدام وسائل النقل العام، واستخدام الأجهزة عالية الكفاءة في المنزل، وإغلاقها في حال عدم الحاجة إليها، واستخدام المصابيح الموفرة للطاقة.

استخدام البلاستيك القابل للتدوير

يؤدي الحطام البلاستيكي في المحيط إلى تدمير الشعاب المرجانية ووفاة الكائنات البحرية، بالإضافة إلى أن القطع البلاستيكية المتناثرة تشبه الطعام الذي تتناوله العديد من الكائنات البحرية مما يؤدي إلى اختناقها. يمكن التقليل من هذه الآثار عن طريق استخدام أكياس البقالة المصنوعة من القماش، واستخدام زجاجات المياه القابلة لإعادة التدوير.

الاهتمام بالمناطق الساحلية

يتم ذلك من خلال استكشاف المحيط دون التدخل بالحياة البرية، أو إزالة الصخور، والشعاب المرجانية، بالإضافة إلى تشجيع الآخرين على احترام البيئة البحرية، والمشاركة في عمليات تنظيف الشواطئ المحلية.

الابتعاد عن شراء المواد المؤذية للبيئة البحرية

وذلك عن طريق تجنب شراء بعض السلع مثل المجوهرات المرجانية، وعظم ظهر السلحفاة، ومنتجات سمك القرش، وغيرها من المنتجات التي تؤدي إلى إلحاق الضرر بالشعاب المرجانية والكائنات البحرية.

الامتناع عن إطلاق البالونات

تشكّل البالونات خطراً على الحياة البحرية مثل السلاحف البحرية التي يمكن أن تبتلعها، أو تتشابك في أوتارها، لذلك يجب رمي البالونات في سلة المهملات وعدم إطلاقها.

التخلص الآمن من خيوط الصيد

يستغرق خيط صيد السمك حوالي 600 عام حتى يتحلل، لذلك فإن وجوده في المحيطات قد يشكل شبكة تُهدد الحيتان والأسماك، وبالتالي فإنه يجب التخلص منها بإعادة تدويرها، أو رميها في القمامة.

تناول المأكولات البحرية المستدامة

ينبغي زيادة وعي المجتمعات بشأن الأنواع البحرية التي هي على وشك الانقراض، مثل سمكة التونا زرقاء الزعنفة الجنوبية، وقرش الأعماق، وسمكة نابليون التجارية، والكثير من الأنواع المهددة بالانقراض، من خلال التوقف عن شرائها وتناولها وبالتالي حمايتها من الصيد الجائر والاستعاضة عنها بشراء وتناول الأطعمة البحرية المستدامة.

والاستعاضة عنها بشراء وتناول الأطعمة البحرية المستدامة، التي يتم الحصول عليها من مصائد الأسماك الموجودة في أقفاص على مصبات الأنهار والمحيطات والخلجان، والتي لا تؤدي إلى انخفاض أعدادها أو تعريضها إلى خطر الانقراض.

التخلص السليم من المخلفات الضارة

غالبًا ما يخلف الناس وراءهم في البحار والأنهار الكثير من النفايات الصلبة، مثل بقايا الطعام، والحاويات البلاستيكية والزجاجية والمعدنية، والملابس، بالإضافة إلى نفايات البناء مثل الطوب والبلاط، والمواد الخرسانية، والحديد والأخشاب. كما توجد نفايات توصف بالخطرة والسامة، مثل الأدوية والدهانات والمواد الكيمياوية، وغيرها من المواد، وهذه المواد يجب التخلص منها وفق آلية لإعادة التدوير في الأماكن المخصصة لها أو التخلص منها بشكل صحيح، وليس بإلقائها في مياه البحار والمحيطات أو الأنهار.

تقليل استخدام الأسمدة الكيميائية

إنَ تقليل استخدام الأسمدة من شأنه أن يقلل المخاطر التي تصيب البيئة البحرية؛ إذ لطالما تجري الأسمدة المستخدمة لتحسين الناتج الزراعي في المجاري المائية، لتنتهي بها في الأنهار أو البحار وهو أمر من شأنه أن يؤثر على جودة المياه بشكل عام، وعلى تدهور حياة الشعاب المرجانية فتزداد الطحالب في الماء. وازدياد الطحالب في الماء سيشكل خطرًا على الأسماك، لذلك من الضروري استبدال تلك الأسمدة الكيمياوية بالأسمدة العضوية.

زيادة وعي المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية

هنالك العديد من الطرق الفعالة التي يمكن اتباعها لتوعية وتثقيف الناس حول أهمية الحفاظ على البيئة البحرية ومنها:

  • مجموعات النقاش والتحاور: وهي عبارة عن مجموعة من الناس يتم الاجتماع بهم بشكل دوري؛ لتبادل الأفكار وطرح المخاطر التي من شأنها أن تشكل تهديدًا على البيئة البحرية، وهي طريقة فعالة ومؤثرة تفسح المجال للمناقشة وتبادل وجهات النظر.
  • الأفلام البحرية الوثائقية: يتم من خلال هذه الطريقة عرض أفلام وثائقية تتضمن العديد من القضايا الكبيرة التي من شأنها أن تعرض البيئة البحرية للخطر، وكذلك كوكب الأرض بأكمله، وهي من الطرق المهمة والمؤثرة على الأمد البعيد.
  • الأنشطة الترفيهية في البحار والمحيطات: وهي عبارة عن أنشطة تجعل الناس تفكر بجدية بتلك المخاطر المحدقة بالبيئة البحرية، ومن هذه الأنشطة رحلات الغوص في البحار، حيث يتمكنون من رؤية المحيط بشكل واقعي.

قيمة الحفاظ على البيئة البحرية

هناك العديد من الأسباب التي تدعونا للمحافظة على البيئة البحرية ولعل من بينها ما يأتي:

  • توفر البيئة البحرية مجالًا لمختلف الأعمال: توظف البيئة البحرية حاليًا ما يقارب 56 مليون شخص كما تشير الإحصائيات والدراسات، كما يدعم صيد الأسماك حياة ومعيشة ما يقارب من 660 إلى 880 مليون شخص، أي ما يشكل 12% من سكان العالم بأسره، حسب دراسات منظمة الغذاء العالمي.
  • تعد البيئة البحرية مصدرًا مهمًا لغذاء الإنسان: إذ كما تشير الدراسات أن نسبة 80% من التنوع البيولوجي يتواجد ضمن البيئات البحرية، وبالتالي فهي من أكبر النظم البيئية على وجه الأرض، حيث توفر الأسماك على سبيل المثال غذاءً لما يقارب 3 مليار شخص.
  • تعد البيئة البحرية مصدرًا متجددًا للطاقة الحيوية: أصبحت المحيطات توفر العديد من أنواع الطاقة المتجددة حيث يجري تطوير العديد من الأجهزة الحديثة لتوليد الكهرباء من الأمواج أثناء عمليات المد والجزر، وكذلك من خلال إنشاء مزارع الرياح البحرية.
  • تنظم البيئة البحرية المناخ الجوي: يبدو ووفقًا للعديد من الدراسات أن المحيطات تمتص ما يقارب 1/4 غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يتواجد في الغلاف الجوي، كما يتم تخزين أكثر من 90% منالحرارة الإضافية الناتجة عن الاحتباس الحراريفيها.

مبادرات عالمية لحماية البيئة البحرية

للمحافظة على البيئة البحرية على مستوى العالم، يجب أن تتظافر الجهود الدولية للحيلولة دون استمرار تدهور الوضع في البحار والمحيطات، إذ يعد العمل بين البلدان والمنظمات الدولية ذات العلاقة أمرًا في غاية الأهمية، وذلك من أجل معالجة التلوث الحاصل، وضمان استدامة الصيد، والحفاظ على الحياة البحرية في أعلى مستوياتها من حيث الكفاءة والفاعلية.

برنامج البحار الإقليمية التابع للأمم المتحدة

تم إطلاق برنامج البحار الإقليمية للأمم المتحدة عام 1974م، بعد انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لعام 1972م حول البيئة الذي عقد في ستوكهولم، وهو من أهم الإنجازات خلال 35 سنة الماضية، فيما يتعلق بالمحافظة على البحار والمحيطات والمناطق الساحلية، وذلك من خلال إشراك البلدان المجاورة في إجراءات شاملة من أجل حماية تلك المناطق. ومن ثم تم إنشاء برنامج لحماية البحار الإقليمية، حيث يشترك في هذا البرنامج ما يقارب 143 دولة، وهي برامج تعمل من خلال خطة عمل وفق إطار قانوني، تنظمه اتفاقيات إقليمية وبرتوكلات، حيث يتم تنفيذ جميع الخطط الموضوعة للعمل الإقليمي، ومواجهة العديد من حالات الطوارئ البحرية، وإدارة ورصد التلوث.

اتفاقيات البحار الإقليمية

تعد اتفاقيات البحار الإقليمية والبرتوكولات الخاصة بها من الآليات الدولية الفعالة، إذ إنها ملزمة قانونًا لجميع الدول الأطراف فيها، وفي الغالب تعالج هذه الاتفاقيات قضايا محددة مثل؛ وقف التلوث، وإنشاء مناطق محمية وغيرها من المواضيع، ولقد كانت اتفاقية البحار الإقليمية الأولى عام 1976م.

البرنامج العالمي لحماية البيئة البحرية من الأنشطة البرية

(GPA) وهو برنامج عالمي، تم إنشاؤه ليكون المصدر وخطة العمل للسلطات الوطنية والإقليمية؛ لتنفيذ العديد من الخطوات العملية لمنع التدهور البحري، أو الحد منه، أو العمل على مكافحته والقضاء عليه، كما ويسعى إلى تسهيل واجب الدول في الحفاظ على البيئة وحمايتها، من خلال تحديد وتقييم مجمل المشاكل التي تعاني منها الدول.

خطة العمل التي أقرت في مؤتمر ستوكهولم عام 1972

وهي عبارة عن خطة عمل، تم وضعها من قبل مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة لعام 1972م، والمنعقد في مدينة ستوكهولم في السويد، ويعد أول مؤتمر عالمي يجعل البيئة قضية أساسية ومحورية في جدول أعماله، وقد اعتمد المشاركون فيه 26 مبدأً عامًا و109 توصية، جميعها تتعلق بقضايا بيئية عاجلة وملحة. كما تضمنت خطة العمل ثلاث فقرات رئيسية، هي: وضع برنامج التقييم العالمي (خطة المراقب)، وضع آلية لإدارة الأنشطة البيئية، وضع تدابير دولية لدعم أنشطة التقييم على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.

برنامج الأمم المتحدة للبيئة

(UNEP)برنامج الأمم المتحدة للبيئة، هو برنامج صادر عن الأمم المتحدة، وهو بمثابة السلطة العالمية الرائدة في مجال البيئة، ولقد تولى وضع جدول أعمال لإدارة أعماله التي تخص البيئة على مستوى العالم، بما يعزز التنفيذ الكامل لبرنامج التنمية المستدامة داخل منظمة الأمم المتحدة. ومهمته تتلخص في توفير القيادة وتشجيع الشراكة بين الدول لحماية البيئة، كما ويسعى إلى تحسين حياة شعوب العالم، وزيادة الوعي بضرورة المحافظة على النظام البيئي في أعلى مستوياته؛ حرصًا على الأجيال القادمة.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

نضارة بشرتك في عقدك الثالث: دليل شامل

المقال التالي

رعاية وحماية محيط المؤسسة التعليمية

مقالات مشابهة