حليمة مظفر: قامة إعلامية وشاعرة سعودية

لمحة عن الأديبة حليمة مظفر

حليمة عبد القادر مظفر، شاعرة وكاتبة وصحفية وناقدة مسرحية سعودية بارزة. ولدت في 21 أكتوبر 1977م في المملكة العربية السعودية. تعتبر من الشخصيات المؤثرة في المشهد الثقافي السعودي المعاصر.

تتميز بتنوع اهتماماتها ومجالات عملها، حيث جمعت بين الشعر والصحافة والنقد المسرحي، وبرزت في كل هذه المجالات. عرفت بجرأتها في طرح القضايا الاجتماعية والثقافية الحساسة، خاصة تلك المتعلقة بالمرأة، مما جعلها شخصية محورية في النقاشات الفكرية.

بدأت مسيرتها المهنية بعد حصولها على درجة البكالوريوس في الآداب والتربية عام 1999م، ومنذ ذلك الحين شاركت في العديد من الفعاليات الثقافية والإعلامية على المستويين المحلي والدولي، وكتبت العديد من المقالات الصحفية التي تناولت قضايا مختلفة.

الخلفية الأسرية والنشأة

ولدت حليمة مظفر في مدينة جدة، ونشأت في أسرة شجعتها على حب الأدب والكتابة. كان لوالدها تأثير كبير في دعمها وتنمية شخصيتها، مما انعكس إيجابًا على مسيرتها المهنية. كما لعبت أختها الكبرى دورًا هامًا في دعم شغفها بالكتابة منذ صغرها، حيث بدأت الكتابة في الصحف والمجلات المتخصصة للشباب في سن السابعة عشرة.

تلقت تعليمها في جامعة المدينة، حيث درست اللغة العربية وآدابها وتخرجت عام 1999م. قبل تخرجها، بدأت التدريب في مجال الصحافة والإعلام، مما أكسبها خبرة عملية قيمة ساعدتها في مسيرتها المهنية.

المسيرة المهنية في مجال الإعلام

تتمتع حليمة مظفر بمسيرة مهنية غنية بالإنجازات في مجال الإعلام والصحافة. بدأت حياتها العملية كمدرسة للغة العربية في إحدى المدارس الخاصة في جدة، ثم عملت محاضرة في قسم اللغة العربية بالكلية الجامعية للبنات بالقنفذة في مكة المكرمة بين عامي 2001م و 2008م. بعد ذلك، تقلدت العديد من المناصب القيادية في مجال الصحافة والإعلام والشؤون الثقافية.

من أبرز محطاتها المهنية:

• مسؤولة تحرير مكتب جدة الإقليمي لمجلة سيدتي (2008-2009م).
• محررة صحفية بقسم الشؤون الثقافية بصحيفة الشرق الأوسط الدولية العربية.
• مسؤولة المكتب النسائي بجدة، وشاركت في تأسيسه.
• صحفية متعاونة (1999-2003م).
• مقدمة تلفزيونية لبرامج ثقافية واجتماعية متنوعة، منها:
  • “60 دقيقة ثقافة وفن” على القناة الأولى بالتلفزيون السعودي (2008م).
  • “خارج الإطار” على قناة اقرأ في رمضان (2007م)، وحقق البرنامج أعلى نسبة مشاهدة عربية ضمن برامج القناة.
  • “صريح جدًا” على القناة الثقافية السعودية (2010م).
• الإشراف على إعداد وتنفيذ برنامج “4 على الخط”، وهو برنامج ثقافي شبابي عُرض على القناة الثقافية السعودية (2010م).
• عضو لجنة تحكيم الأفلام الخليجية ضمن مهرجان جدة الرابع للأفلام السينمائية (2009م).

كما كتبت العديد من المقالات الصحفية التي أثارت جدلاً ونقاشًا واسعًا في المجتمع، من بينها: “مغلق للصلاة… لماذا؟”، “أخطاء رجال الهيئة حين تُقاضى”، “200 جلدة وسجن عقوبة مكالمة هاتفية”، “ما المشكلة في فرقة روك نسائية؟”، “حصة مدرسية للموسيقى .. لما لا؟”، “لماذا يتزوج السعوديون؟”، “الحب في وجدان السعوديين”، “فتاوى إكسبريس .. جرائم إكسبريس”، “وش حكم الخميرة يا شيخ ؟!”، “للحد من الفقر .. أوقفوا تعدد الزوجات”، و”ماذا يجري في مدارس البنات؟”.

الجهود والأنشطة الثقافية

لحليمة مظفر إسهامات كبيرة في المجال الثقافي، حيث شاركت في العديد من الأنشطة والفعاليات، من بينها:

• نائبة لرئيسة اللجنة النسائية في نادي جدة الأدبي الثقافي.
• رئيسة لجنة توقيعات ومنصات الكتب في معرض جدة الدولي للكتاب لعامي 2016 و 2017م.
• عضو في اللجنة الثقافية لمعرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2014م.
• نائبة مسؤولة اللجنة الثقافية النسائية في النادي الثقافي الأدبي بجدة (2006-2011م).
• مشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السابع الذي أقيم في مدينة الإحساء حول قضية “الخطاب الثقافي وآفاقه المستقبلية”.
• مشاركة في اللقاء الأول التحضيري لمؤتمر الحوار الوطني الفكري الذي كان يحمل عنوان “الإعلام .. الواقع وسبل التطوير: حوار بين المجتمع والمؤسسات الإعلامية” في مدينة الطائف (2011م).
• عضو في الوفد النسائي من المثقفات والإعلاميات السعوديات اللاتي زرن الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود (2015م).
• التقاء بالوفود مع الملك سلمان بن عبد العزيز ضمن لقائه الأول مع المثقفين السعوديين بعد توليه الحكم (2015م).
• عضو سابق في جماعة حوار بالنادي الأدبي الثقافي، والتي تهتم بقضايا النقد الأدبي والفكر.

إبداعاتها الشعرية

أصدرت حليمة مظفر العديد من الدواوين الشعرية والمجموعات النثرية التي تعكس تجربتها الأدبية والفكرية، من بينها:

• الديوان الشعري “هذيان”: صدر عام 2014م، وهو عبارة عن نصوص شعرية تتناول قضايا المرأة وهمومها.
• المجموعة النثرية “حبة عنب”: مجموعة نثرية وقصائد تضم 18 نصًا تعبر فيها الكاتبة عن تجربتها في مجال الشعر.

مؤلفاتها

بالإضافة إلى الشعر، قدمت حليمة مظفر عددًا من الكتب التي تناولت قضايا مختلفة، من بينها:

• كتاب “عندما يبكي القمر”: صدر عام 2003م، وهو عبارة عن نصوص وجدانية.
• كتاب “المسرح السعودي بين البناء والتوجس”: صدر عام 2009م، ويتناول واقع المسرح السعودي وأسباب غيابه عن المشهد الثقافي.
• كتاب “أنطولوجيا الأدب السعودي”: كتاب متخصص بالمسرح يتكون من 3 أجزاء.
• كتاب “ما وراء الوجوه”: صدر عام 2013م، وهو عبارة عن مذكرات أدبية لـ 25 شخصية سعودية.
• كتاب “رجال منقبون .. نساء سافرات”: صدر عام 2015م، ويعنى بقضايا المرأة والرجل.

مختارات من أشعارها

تتميز أشعار حليمة مظفر بالعمق والجمال، وتعكس رؤيتها الخاصة للعالم والحياة. من بين الاقتباسات الشعرية:

قصيدة مقهى:

يبتسم المساء
في عيني..
وينحسر الضباب
في الأفق
نسائم الليل تضحك
نداءات الموانيء تنصهر
داخلي..
ما كل هذا البكاء؟!!
يطفو على وجنة الرصيف
وعناد الزحام..
يسامر الناس في ضيق
مشاة..
يبحثون في ملامحهم
عن وجوه طفولتهم
وكسرة خبز
وكأس من الذكريات
تذوب فيها
الأماني..
وتلوذ بالعتاب.
        

قصيدة حبة عنب:

سأخضع لك
يا رائحة الطين في جسدي
سأخضع لك
في وجلٍ وأنظر إليك ساعة عمر واحدة
حسبنا واحدة
أبيعك فيها تجارة أعوامي
        

قصيدة أنتَ الحياة:

طفولةُ الكلماتِ تطفو على فمي:
حينَ تلامسُ أنغامَ همسك:
ابتسامةُ الورودِ:
ضحكاتُها تملأُ عمري:
تضيءُ دربي:
تغمرُنِي بنشوةِ الرّقصِ:
إنكَ الحياةُ:
فاسكُبني بينَ الصقيعِ لأرتَجِف:
أرتَعِش:
أنتَفِض:
على موجاتِ العِشقِ:
أطرِبني بالغزَلْ:
دعني أُريكَ أُنوثَتِي:
وهي تغرَقُ في قبضتِكَ:
دعني أُريكَ طفولَتِي العذْبة:
وهي تدلِّلُكَ
        

التقدير والتكريم

تم تكريم حليمة مظفر عدة مرات تقديرًا لإسهاماتها في مجال الأدب والصحافة، من بينها:

• تكريم بدرع من الندوة العالمية للشباب الإسلامي لخدمة مهرجان “الأقصى في قلوبنا”.
• تكريم من “اثنينية الشيخ محمد بن صالح النعيم” في مدينة الأحساء.