حليب الصويا وإنقاص الوزن: نظرة شاملة

مقدمة

يهتم الكثيرون بالعلاقة بين الغذاء والوزن، ويسعون لفهم كيف يمكن لبعض الأطعمة أن تدعم جهودهم في الحفاظ على وزن صحي أو إنقاصه. يعتبر حليب الصويا أحد المشروبات النباتية التي أثارت اهتمام الباحثين والمستهلكين على حد سواء، وذلك بسبب قيمته الغذائية العالية وفوائده الصحية المحتملة. يهدف هذا المقال إلى تقديم نظرة شاملة حول حليب الصويا ودوره في عملية التحكم بالوزن، مع التركيز على الدراسات العلمية التي تناولت هذا الجانب.

حليب الصويا والتحكم بالوزن: الحقائق والدراسات

من الضروري التأكيد على أن الاعتماد على نوع واحد من الطعام لا يكفي لتحقيق زيادة أو نقصان في الوزن. فالتحكم بالوزن يتطلب توازناً دقيقاً في السعرات الحرارية المتناولة والمستهلكة. لتحقيق نقصان في الوزن، يجب استهلاك سعرات حرارية أقل مما يحرق الجسم، مما يؤدي إلى ما يُعرف بعجز السعرات الحرارية أو نقص الطاقة. ومع ذلك، تشير بعض الأبحاث إلى أن دمج حليب الصويا باعتدال ضمن نظام غذائي صحي ومتوازن قد يكون له تأثير إيجابي على إنقاص الوزن.

إحدى الدراسات التي نشرت في مجلة Advances in Nutrition عام 2017، أشارت إلى أن فول الصويا يعتبر خياراً جيداً للتخفيف من السمنة، وذلك بسبب محتواه العالي من البروتين ومركبات الأيزوفلافون. وفي دراسة أخرى نشرت في مجلة Comprehensive Reviews in Food Science and Food Safety عام 2008، تبين أن فول الصويا منخفض السعرات الحرارية والكربوهيدرات والدهون، وخالٍ تماماً من الكوليسترول.

من الجدير بالذكر أن الدراسات العلمية حول تأثير حليب الصويا على الوزن قد أظهرت نتائج متباينة. بعضها أيدت دوره في خسارة الوزن، بينما لم تجد دراسات أخرى أي تأثير يُذكر. فيما يلي تفصيل لبعض هذه الدراسات:

دراسات أشارت إلى دور حليب الصويا في خسارة الوزن:

• دراسة نشرت في مجلة International Journal of Preventive Medicine عام 2012، أظهرت أن استهلاك حليب الصويا ضمن نظام غذائي يقلل من السعرات الحرارية الكلية بنسبة تتراوح بين 200 و 500 سعرة حرارية، ويحتوي على نسب معينة من الكربوهيدرات والبروتين والدهون، قد ساهم في تقليل محيط الخصر لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة، وذلك بشكل أكبر مقارنةً باتباع نفس النظام الغذائي ولكن باستخدام حليب البقر. ومع ذلك، لم تلاحظ الدراسة فرقاً كبيراً في وزن الجسم بين المجموعتين.
• مراجعة لعدة دراسات نشرت في مجلة International Journal of Medical Sciences عام 2007، أشارت إلى أن تناول بروتينات الصويا قد يزيد من الشعور بالشبع ويقلل من السمنة، مما يؤدي إلى تقليل الدهون الزائدة في الجسم، بالإضافة إلى التخفيف من مقاومة الإنسولين.
• دراسة نشرت في مجلة Journal of the American Dietetic Association عام 2007، بينت أن استهلاك حليب الصويا يساهم في تقليل الوزن بشكل مماثل لاستهلاك الحليب البقري خالي الدسم، مع عدم وجود فرق كبير بينهما في تأثيرهما على نسبة دهون الجسم ومحيط الخصر.

دراسات لم تجد علاقة بين تناول حليب الصويا وخسارة الوزن:

• دراسة نشرت في مجلة Journal of Research in Medical Sciences عام 2012، قارنت بين نتائج تناول حليب البقر وحليب الصويا لمدة معينة على مجموعة من النساء اللاتي يعانين من السمنة أو زيادة الوزن، واللاتي اتبعن جميعهن حمية لإنقاص الوزن. لم تظهر الدراسة أي فرق في الوزن بين المجموعتين، ولكن لوحظ لدى اللواتي استهلكن حليب الصويا بعض الآثار الإيجابية، مثل انخفاض مستويات الكوليسترول الضار.
• دراسة أخرى نشرت في مجلة Journal of Research in Medical Sciences عام 2010، أشارت إلى أن استهلاك حليب الصويا أو فول الصويا لا يؤثر على وزن الجسم أو مستويات هرمون اللبتين لدى النساء المصابات بالمتلازمة الأيضية في مرحلة انقطاع الطمث.

المكونات الغذائية في حليب الصويا

فيما يلي تفصيل للعناصر الغذائية الموجودة في كوب واحد من حليب الصويا (حوالي 243 جراماً):

ما هو حليب الصويا؟ نظرة تعريفية

حليب الصويا هو بديل نباتي للحليب، مصنوع من فول الصويا. يتميز بمذاقه الذي يشبه الفاصولياء، وهو مقبول على نطاق واسع في الصين، حيث يُعد جزءاً من الثقافة الغذائية. على عكس ذلك، لا يحظى بنفس الشعبية في الثقافة اليابانية أو الغربية. تقوم العديد من الشركات المصنعة لحليب الصويا بإضافة فيتامينات ومعادن إضافية، مثل فيتامين د والكالسيوم، لتعزيز قيمته الغذائية.

خلاصة

في الختام، يمكن القول أن حليب الصويا يمثل إضافة قيمة للنظام الغذائي، وقد يكون له دور في عملية التحكم بالوزن عند دمجه بشكل متوازن ومع نظام غذائي صحي. يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الدراسات العلمية قدمت نتائج متباينة حول تأثيره المباشر على خسارة الوزن، ولكن قيمته الغذائية العالية وفوائده الصحية المحتملة تجعله خياراً جيداً للكثيرين.

المراجع

1. Malia Frey (7-2-2020), “Calorie Deficit for Losing Weight”, www.verywellfit.com, Retrieved 20-5-2020. Edited.
2. Shannon George, “Weight Gain and Soy Milk”, www.livestrong.com, Retrieved 20-5-2020. Edited.
3. Masoumeh Akhlaghi, Morteza Zare And Fatemeh Nouripour (9-2017), “Effect of Soy and Soy Isoflavones on Obesity-Related Anthropometric Measures: A Systematic Review and Meta-analysis of Randomized Controlled Clinical Trials “, Advances in Nutrition, Issue 5, Folder 8, Page 705–717. Edited.
4. Preeti Singh, R Kumar, S Sabapathy And Others (30-1-2008), “Functional and Edible Uses of Soy Protein Products”, Comprehensive Reviews in Food Science and Food Safety, Issue 1, Folder 7, Page 14-28. Edited.
5. Seyed Keshavarz, Zeinab Nourieh, Mohammad Attar And Others (2012), “Effect of Soymilk Consumption on Waist Circumference and Cardiovascular Risks among Overweight and Obese Female Adults”, International Journal of Preventive Medicine, Issue 3, Folder 11, Page 798–805. Edited.
6. Manuel Velasquez And Sam Bhathena (2007), “Role of Dietary Soy Protein in Obesity”, International Journal of Medical Sciences, Issue 2, Folder 4, Page 72-82. Edited.
7. Judith Lukaszuk, Paul Luebbers And Beth Gordon (2007), “Preliminary Study: Soy Milk as Effective as Skim Milk in Promoting Weight Loss”, Journal of the American Dietetic Association, Issue 10, Folder 107, Page 1811-1814. Edited.
8. Zeinab Nourieh, Seyed Ali Keshavarz, Mohammad Attar And Others (2012), “Effects of soy milk consumption on inflammatory markers and lipid profiles among non-menopausal overweight and obese female adults”, Journal of Research in Medical Sciences, 13-02-2012, Issue 1, Folder 17, Page 65-72. Edited.
9. Leila Azadbakht And Ahmad Esmaillzadeh (2010), “A cross-over trial on soy intake and serum leptin levels in women with metabolic syndrome”, Journal of Research in Medical Sciences, Issue 6, Folder 15, Page 317–323. Edited.
10. “SILK Plain, soymilk”, www.fdc.nal.usda.gov, 4-1-2019، Retrieved 20-5-2020. Edited.
11. Jessica Migala (21-5-2019), “All About Soy Milk: Nutrition, Benefits, Risks, and How It Compares With Other Milks”, www.everydayhealth.com, Retrieved 20-5-2020. Edited.
12. “Soymilk”, www.sciencedirect.com, Retrieved 20-5-2020. Edited.