حكم مشاهدة المواد الخليعة ثم طلب المغفرة

ما هو تعريف الأفلام الإباحية؟ وما هو حكم الشرع في النظر إلى عورات الرجال والنساء؟ وكيف تكون التوبة مقبولة بعد مشاهدة مثل هذه الأفلام؟ وما هي أهم شروط التوبة النصوحة؟

توضيح معنى الأفلام الإباحية

الأفلام الإباحية عبارة عن تسجيلات مرئية تعرض أفعالاً منافية للأخلاق والقيم، مثل الزنا، سواء كانت هذه التسجيلات مباشرة أو مسجلة. قد يقع الشخص في هذا الخطأ ويبحث عن هذه الأفلام ويشاهدها، ثم يشعر بالندم ويسعى إلى الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل حكم مشاهدة هذه الأفلام ثم الاستغفار.

المنظور الشرعي في النظر إلى العورات

يحرم الإسلام النظر إلى عورات الرجال والنساء الأجانب. تعرض هذه الأفلام عورات محرمة شرعاً، وتعتبر مشاهدتها بمثابة مشاهدة فعل الزنا نفسه. لذلك، فإن مشاهدة هذه الأفلام حرام قطعاً. وقد وردت أدلة واضحة في القرآن والسنة تحرم ذلك:

قال الله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) [النور: 30-31].

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة) [رواه مسلم].

التوبة عقب مشاهدة المحرمات

بعد الوقوع في هذا الذنب، يجب على المسلم أن يبادر بالتوبة النصوحة إلى الله تعالى. التوبة هي الرجوع إلى الله والإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العودة إليه.

ضوابط التوبة المقبولة

ذكر العلماء رحمهم الله شروطاً للتوبة المقبولة، وهي:

  • أن تكون التوبة خالصة لوجه الله تعالى، بدافع محبة الله وخشيته.
  • الندم الشديد على فعل المعصية، مع الشعور بالحزن وعدم التباهي بالذنب.
  • العزم الأكيد على عدم العودة إلى المعصية مرة أخرى.
  • عدم المجاهرة بالمعصية أو الفخر بها أمام الآخرين.
  • عدم الإصرار على المعصية، بل الإقلاع الفوري عنها.
  • أن يتبع التوبة عمل صالح، ليكون دليلاً على صدق التوبة.

متى تُقبل التوبة الصادقة؟

الاستغفار والتوبة الصادقة بعد فعل المنكر هي أمر مقبول عند الله تعالى. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تعالى: (أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي) [رواه مسلم].

(فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ) [رواه مسلم].

ومعنى الحديث: ما دمت أيها العبد تعصيني وتذنب، ثم ترجع وتتوب إلي؛ غفرت لك.

ويشترط لقبول التوبة ووجوب المغفرة، أن لا يُصرَّ العبد ولا يبقى على الذنب أو المعصية. قال الله عز وجل: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) [آل عمران: 135-136].

مخاطر مشاهدة المواد الإباحية

تؤدي الأفلام الإباحية إلى العديد من الآثار السلبية، منها:

  • قسوة القلب وتحجره، مما يجعله غير متأثر بالمواعظ والتذكير.
  • الغفلة عن ذكر الله تعالى، وعن أداء الطاعات والمسارعة إليها.
  • الدافع إلى ارتكاب المحرمات والفواحش، وزيادة الإقبال عليها.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

استكشاف حكم تمرير اليدين على الوجه بعد الدعاء

المقال التالي

الرأي الشرعي في مشاهدة التلفزيون

مقالات مشابهة