ما هو الحكم الشرعي لأكل حيوان اللاما؟
لا يوجد مانع شرعي في تناول لحم اللاما، وذلك لأنه ليس من الحيوانات المفترسة، ولا يمتلك أنيابًا يستخدمها للاعتداء. يتغذى اللاما بشكل أساسي على النباتات والأعشاب.
وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عن أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ. وفي رواية: نَهَى عن كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ.”
هذا الحديث النبوي الشريف يوضح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن أكل كل حيوان مفترس ذي ناب، وأخبر بأن أكله حرام. المقصود بذلك هو الحيوانات التي تعتدي بأنيابها على الناس وممتلكاتهم، مثل الأسد، والنمر، والفهد، والذئب.
بناءً على ذلك، يتضح أن لحم اللاما يندرج ضمن الأطعمة المباحة شرعًا، لأنه من الحيوانات العاشبة التي تشبه الجمل والخروف في طبيعة تغذيتها.
قاعدة أساسية: الإباحة في الأطعمة
الأصل في الأشياء الإباحة، فما ورد فيه نص صريح من الله -تعالى- أو رسوله -صلى الله عليه وسلم- بتحليله أو تحريمه، فالأمر فيه واضح. أما ما سكت عنه الشرع، فهناك أسس يجب على المسلم معرفتها:
لقد أولى الإسلام اهتمامًا كبيرًا بصحة الإنسان وسلامة جسده. لذلك، شرع الله -تعالى- تشريعات تحافظ على صحة الإنسان النفسية والجسدية، ومن بينها تناول الطعام الحلال باعتدال ودون إسراف. وقد بين الله -عز وجل- أنواعًا من الأطعمة المباحة وأخرى محرمة، أما ما لم يرد فيه نص في الشرع، فالأصل فيه الإباحة.
لا يجوز تحريم أي نوع من الأطعمة إلا بوجود دليل قاطع على ذلك. قد لا نجد في القرآن الكريم أو السنة النبوية أو الإجماع نصًا صريحًا يتيح لنا الجزم بتحريم حيوان معين أو إباحته، وهذا الأمر يقع ضمن دائرة اختلاف العلماء.
إذا ثبت أن تناول طعام معين لا يضر بصحة الإنسان، فلا مانع من أكله شرعًا. ولا يشترط أن يكون هذا الطعام مستساغًا لدى العرب، حتى وإن رأى بعض العلماء أن استساغة معظم العرب لطعام ما دليل على حلاله. ولا يصح القول بأن نزول القرآن الكريم على العرب يجعلهم مسؤولين عن تحديد الطيب والخبيث من الأطعمة.
إن إباحة الطعام أو حرمته ترتبط بمدى نفعه أو ضرره على جسم الإنسان. والمرجع في ذلك هو الطب والعلم، وليس العرف. فإذا أثبتت الدراسات العلمية والطبية أن تناول طعام معين لا يسبب أي ضرر، فلا بأس به، وإلا فلا يجوز أكله.
معلومات عن حيوان اللاما
لتحديد الحكم الشرعي بشكل أكثر دقة، من الضروري معرفة طبيعة الحيوان وغذائه. وهذا يساعد في تصور الحكم الشرعي بشكل صحيح -والله أعلم-.
اللاما هو حيوان ذو شعر كثيف ورقبة طويلة، يشبه الجمل الصغير في الشكل، ولكن جسمه لا يحتوي على سنام.
يتميز اللاما بقدرته العالية على التحمل، ويتغذى على الشجيرات القصيرة، ونباتات الأشنة، وغيرها من النباتات التي تنمو في المناطق الجبلية المرتفعة. يستطيع اللاما البقاء لعدة أسابيع دون الحاجة إلى الماء، حيث يعتمد على النباتات الخضراء لترطيب جسمه.
المصادر
- إسلام ويب
- الدرر السنية
- إجابة
- دار الإفتاء الأردني
- صحيح مسلم
- الموسوعة العربية العالمية