فهرس المحتويات
- مجاهد العامري وحكمه لدانية
- مبارك ومظفر العامريان في بلنسية
- أبو الحزم بن جهور وسلطة الجماعة في قرطبة
- محمد بن عباد وأمراء إشبيلية
- عبد الله بن الأفطس وحكم بطليوس
- إسماعيل بن ذي النون وإمارة طليطلة
- سليمان بن هود وسقوط سرقسطة
- المراجع
سيرة مجاهد العامري وامتداده في دانية
كان مجاهد بن يوسف بن علي، من بين فتيان المنصور بن أبي عامر، تولى مدينة دانية في عهد المنصور. وبعد اضطرابات انقطاع الخلافة عن الأندلس، سيطر مجاهد العامري على دانية والجزر الشرقية (منورقة، ميورقة، ويابسة) سنة ٤٠٥هـ، مُلقباً نفسه بالموفق بالله. نجح في فتح جزيرة سردينيا سنة ٤٠٦هـ، مُظهراً حنكته السياسية وإدارته الرشيدة، بالإضافة إلى ثقافته الواسعة. [١]
بعد وفاة مجاهد العامري سنة ٤٣٦هـ، ورث ابنه علي، المُلقب بإقبال الدولة، الحكم. اتسمت سياسة إقبال الدولة بالحياد، مُبرماً تحالفات مع بلنسية وشرق شنتمرية، مُعاهدًا ملك قشتالة على السلام. وقد أمدّ مصر بالمؤن سنة ٤٤٧هـ إثر مجاعةٍ شديدة، كما عُرفت فترة حكمه بالتسامح الفكري. [٢]
تدهورت العلاقات بين إقبال الدولة والمقتدر بن هود حاكم سرقسطة، بعدما آوى إقبال الدولة هاربين من المقتدر. هاجم المقتدر دانية بجيشه، فاستسلم إقبال الدولة المدينة سنة ٤٦٨هـ. [٣] فصل عبد الله المرتضى، والي الجزر الثلاث، نفسه عن دانية بعد سقوطها، ليُحكمها حتى وصول المرابطين سنة ٥٠٣هـ. [٣]
صعود مبارك ومظفر العامريين في بلنسية
ثار مبارك ومظفر العامريان، من فتيان المنصور بن أبي عامر، في بلنسية ضد الوالي عبد الرحمن بن يسار، مُسيطران على بلنسية وشاطبة. عَمّرا تحصينات المدينة، وشدّدا جباية الضرائب، مما أدى إلى ازدهار المدينة بفضل وصول الحرفيين والمُهنيين، وكثرة السكان من الصقالبة والفتيان والعبيد، مع بروز فرسان ومقاتلين بارزين. [٤]
بعد وفاتهما، عيّن العامريون عبد العزيز بن عبد الرحمن بن المنصور بن أبي عامر المعافري حاكماً. حاول عبد العزيز توسيع سلطته، بايعه أهل المَرية، مما أثار صراعاً مع مجاهد العامري. [٥] خلف عبد العزيز ابنه عبد الملك سنة ٤٥٢هـ. سقطت بلنسية في يد المأمون بن ذي النون حاكم طليطلة سنة ٤٥٧هـ، ليُسجن عبد الملك في قلعة أقليش. تولّى محمد بن عبد العزيز (ابن رويش) الحكم، تلتها حروب بين أمراء الطوائف والممالك الإسبانية، حتى سيطرة المرابطين سنة ٤٩٥هـ. [٦]
أبو الحزم بن جهور ونظام الحكم الجماعي بقرطبة
اتفق أهل قرطبة على جهور بن محمد بن جهور بن عبيد الله، من موالي بني أمية، لتنظيم شؤون المدينة. شكل ابن جهور هيئةً من زعماء ووجهاء قرطبة، عُرفت بحكومة الجماعة، لإدارة شؤون المدينة، قمع أعمال الشغب، إصلاح القضاء، وإنعاش التجارة. [٧]
بعد وفاة أبي الوليد بن جهور، تولى ابنه عبد الملك رئاسة الجماعة، لكن أساء إدارتها، مما دفع ابن زيدون للهرب إلى إشبيلية. دبر المعتضد بن عباد مكيدة ضد وزير عبد الملك (ابن السقاء)، مُثيرًا الخلاف بينهما، فقُتل ابن السقاء. حدث خلاف بين عبد الملك وأخيه عبد الرحمن، فسجن عبد الملك أخاه، واستبد بحكم قرطبة. [٨]
سنة ٤٦٢هـ، هاجم المأمون بن ذي النون قرطبة، فطلب عبد الملك المساعدة من المعتمد بن عباد، الذي سار بجيشه نحو قرطبة، في حين عاد المأمون إلى طليطلة. دخل جيش المعتمد قرطبة، وأعلن أهلها الولاء للمعتمد، مُخلعين عبد الملك. [٩]
سلالة بن عباد في إشبيلية
تولّى محمد بن إسماعيل بن قريش بن عباد اللخمي منصب القضاء في إشبيلية في عهد المنصور بن أبي عامر، ثم أصبح رئيسًا لإشبيلية، معوّلاً على ابنه إسماعيل. تصدّى أبو القاسم بن عباد للمنصور بن الأفطس حاكم بطليوس على مدينة باجة، وأعلن ظهور هشام المؤيد في إشبيلية، طالبًا البيعة له من أمراء الطوائف. [١٠]
بعد وفاة أبي القاسم سنة ٤٣٣هـ، حكم ابنه عباد (المعتضد) إشبيلية، مُسيطراً على إمارات غرب الأندلس، كبلة، ولبة، شنتمرية، باجة، وشلب، ومدّ نفوذه إلى الجنوب، مُسيطراً على شذونة، أركش، مورون، رندة، قرمونة، والجزيرة الخضراء. [١١]
تولى المعتمد بن عباد الحكم بعد وفاة والده. كان المعتمد شاعرًا وأديبًا، اشتهرت قصائده الغزلية، وكانت له مغامرات مشهورة، كحكاية يوم الطين. [١٢] لقّب نفسه بالمعتمد نسبةً لزوجته اعتماد الرميكية. استولى على قرطبة، وطلب معونة يوسف بن تاشفين، أمير المرابطين، لمُساندة أمراء الطوائف ضد قشتالة، مُبرزًا شجاعته في معركة الزلاقة. [١٢]
عبد الله بن الأفطس في بطليوس
حصل عبد الله بن مسلمة بن الأفطس، من بني مكناسة من المغرب، على حكم بطليوس بعد وفاة سابور الفارسي. كان ابن الأفطس حذرًا من إشبيلية، مُحصّنًا مدينته، ومُنظماً شؤونها. قمع ثورة ابني سابور الفارسي في أشبونة. [١٣]
بعد وفاة عبد الله بن الأفطس، تولى ابنه محمد (المظفر) الحكم. نشبت حروب بينه وبين بن عباد حاكم إشبيلية، وإبن ذي النون حاكم طليطلة، الذي شنّ غارات على مدن ابن الأفطس. سقطت قلمرية في يد الإسبان في عهده، برز من بني الأفطس المتوكل بن المظفر، بلاطُه معروفٌ بجمعه للشعراء والأدباء. [١٤]
إسماعيل بن ذي النون وحكم طليطلة
تولى إسماعيل، من البربر، حكم طليطلة، مستعيناً بأبي بكر الحديدي. بعد وفاة إسماعيل، تولى ابنه المأمون الحكم، مستعينًا بثلاثة وزراء إلى جانب ابن الحديدي: الحاج ابن محقور، وابن لبون، وابن سعيد. امتدت حدود مملكة المأمون حتى بلنسية، مع سيادة الأمن وازدهار التجارة. [١٥]
حكم المأمون شهد حروبًا وغارات، قاتل ابن هود حاكم سرقسطة، وابن عباد حاكم إشبيلية، متنازعًا مع أمراء الطوائف على القلاع الحدودية، كقلعة أيوب ووادي الحجارة. طلب المأمون معونة ملك قشتالة ضد ابن هود، فدمر جيش قشتالة أطراف سرقسطة. استمر الصراع حتى وفاة المأمون سنة ٤٦٧هـ. [١٦]
بعد وفاة المأمون، تولى ابنه يحيى (القادر) الحكم، قاتل القادر الوزير ابن الحديدي. ضعفت سلطة القادر، وكثرت الفتن، وزادت مطالب ملك قشتالة عليه، حتى حاصر قشتالة طليطلة، فهرب القادر، وسقطت طليطلة في يد قشتالة سنة ٤٧٨هـ. [١٧]
سليمان بن هود وانهيار إمارة سرقسطة
كان سليمان بن هود من وجهاء سرقسطة في عهد الوالي محمد بن عبد الرحمن التجيبي. حدثت خصومة بين ابن ذي النون وابن هود بسبب سيطرة ابن هود على التجيبي (من أقارب ابن ذي النون) في سرقسطة. قسم سليمان مملكته بين أبنائه: سرقسطة لأحمد، لاردة ووشقة ليوسف، وقلعة أيوب لمحمد. [١٨]
أدى هذا التقسيم إلى حرب أهلية بين أبناء سليمان. سنة ٤٥٦هـ، حاصر الرومانيون بربشتر (من أعمال يوسف) أربعين يومًا، مُقتحمين المدينة، وقُتل ما يُقدر بأربعين ألف نسمة. لم يستطع يوسف أو أخوه المقتدر الدفاع عن المدينة بسبب قلة الجنود والأموال وانشغالهم بحروب أخرى. [١٩]
واجه المستعين بن هود خطر الإسبان والمرابطين، فطلب الحماية من ملك قشتالة، دافعًا الجزية. لكن ملك قشتالة استولى على وشقة، ثم تطيلة، بعد مقتل المستعين. [٢٠] خلفه عبد الملك، لكن ثار عليه أهل سرقسطة، وطلبوا من بن تاشفين تعيين والٍ عليهم سنة ٥٠٣هـ. [٢٠]