حقوق المرأة في التوريث الإسلامي

شرح مفصل لحقوق المرأة في الميراث في الإسلام، نصابها، حكم الشرع، والحكمة من ذلك.

محتويات

  1. نصوص شرعية تُؤكد حق المرأة في الميراث
  2. أنواع الميراث وحصص النساء
  3. ضمان الإسلام لحقوق المرأة
  4. الحكمة من إرث المرأة في الإسلام
  5. المراجع

نصوص شرعية تُؤكد حق المرأة في الميراث

نصت آيات القرآن الكريم بوضوح على حق المرأة في الميراث، مُساوياً ذلك بحق الرجل. فقد قال الله تعالى: ﴿لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا﴾ [١]. بل إنّ الله -تعالى- جعل نصيب الأنثى هو الأصل، ويُحدد نصيب الذكر بناءً عليه، كما في قوله تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّـهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ﴾ [٢]. وهذا يُبرهن على أنّ حق المرأة في الميراث ثابتٌ شرعاً، لا يتوقف على رغبة المورث.

يُعتبر الميراث في الإسلام ملكية ثابتة لا تحتاج إلى موافقة، ولا يمكن للورثة رفضه. حتى لو أراد الوارث التبرع بنصيبه، فإنّ هذا النصيب يُحسب له في جميع الأحوال.

أنواع الميراث وحصص النساء

يُقسم الميراث إلى نوعين: فرض وتعصيب. الفرض هو الحصص المحددة شرعاً، مثل النصف، والربع، والثمن، والثُلثان، والثُلث، والسُّدس. أما التعصيب فهو ما يتبقى بعد قسمة الفروض، ويُعطى للعصبات من الذكور. أما النساء اللاتي يورثن فهنّ: البنت، وبنت الابن، والأم، والجدّة، والأخت (شقيقة، لأب، لأم)، والزوجة، والمُعتقة. وتحصل الأنثى على النصف في حالات محددة: بنت وحيدة بدون ذكور يُعصبونها، أو بنت ابن وحيدة، أو أخت شقيقة وحيدة، أو أخت لأب وحيدة بشرط عدم وجود غيرهن من ذوات الفروض.

تتعدد حصص النساء بحسب أحوالهنّ، فقد تساوي نصيب الرجل، أو تكون أقلّ منه، أو أكثر في حالات محددة. الحكمة من التفاوت في الحصص مرتبطة بالمسؤوليات المالية، فالمرأة ليست مُلزمة بنفقاتٍ ماليةٍ مثل الرجل.

ضمان الإسلام لحقوق المرأة

كفل الإسلام حقوق المرأة بأدلةٍ شرعيةٍ كثيرة، منها قوله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [٩]، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿إنَّما النِّساءُ شقائقُ الرِّجالِ﴾ [١٠]. الأفضلية عند الله هي في التقوى، وليس في الجنس، كما في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [١١]. ومن أهمّ الحقوق التي كفلها الإسلام للمرأة حقّها في الميراث، بعد أن كانت محرومةً منه في الجاهلية.

الحكمة من إرث المرأة في الإسلام

تشريع حقّ المرأة في الميراث له حكم متعددة، منها: تكريم المرأة وإنسانيتها، تمكينها من القيام بواجباتها، إشباع غريزة التملك، تمكينها من قضاء حوائجها، منع الشعور بالظلم، سدّ باب التلاعب في الحصص، توزيع الثروات، تحقيق التكافل الأسري، ضمان مستقبلها، ومساعدتها على بدء حياة جديدة.

المراجع

المصادر والمراجع ستُدرج هنا بعد إتمام كتابة المقال.

[١] سورة النساء، آية: 7.

[٢] سورة النساء، آية: 11.

[٩] سورة البقرة، آية: 288.

[١٠] رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين.

[١١] سورة الحجرات، آية: 13.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

تمكين المرأة علميًا: حقوقها العالمية والإسلامية

المقال التالي

مكانة المساجد في الإسلام

مقالات مشابهة