حقوق العمل في الإسلام

أهمية العمل في الإسلام، والتشجيع عليه، والوصايا بالإحسان للعامل، وضرورة إتقان العمل، بالإضافة إلى المراجع الدينية

جدول المحتويات

البابالعنوان
1أهمية العمل ودعمه في الإسلام
2نصائح لإحسان المعاملة مع العامل
3أهمية الكفاءة والبراعة في العمل
4المراجع

أهمية العمل ودعمه في الإسلام

يُعدّ العمل ركيزة أساسية في الإسلام، وقد حثّ الدين عليه بشدة، وذلك لما له من أهمية بالغة في حياة الفرد والمجتمع. تُظهر العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة حقّ الإنسان في العمل، وتشجيعه على اجتهاده في كسب الرزق بجهده الخاص. هذا الكسب يحفظ كرامته ويجنّبه المذلّة التي قد تُصيب من يعتمد على سؤال الناس. فالله -سبحانه وتعالى- لا يُحبّ لعباده الذلّ، بل يُحبّ لهم العزّة والكرامة. يقول -تعالى-:

(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) [1، 2]

كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

“إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ، وَوَلَدَهُ مِنْ كَسْبِهِ”[3]

وفي حديث آخر:”والذي نفسي بيدِه لأن يأخذَ أحدُكم حبلَه فيحتطبَ على ظهرِه خيرٌ له من أن يأتيَ رجلًا أعطاه اللهُ من فضلِه، فيسألَه أعطاه أو منعه”.[4، 2]

ارتقى النبي -صلى الله عليه وسلم- مكانة العمل لتصبح كالجهاد في سبيل الله، موضحاً بذلك أهميتها العظمى في ديننا الحنيف.

فقال -صلى الله عليه وسلم-:”إنْ كان خرجَ يَسعَى على ولَدِهِ صِغارًا فهوَ في سبيلِ اللهِ، وإنْ كان خرجَ يَسعَى على أبويْنِ شيْخيْنِ كبيريْنِ فهوَ في سبيلِ اللهِ، وإنْ كان خرجَ يَسعَى على نفسِهِ يَعِفُّها فهوَ في سبيلِ اللهِ، وإنْ كان خرجَ يسعَى رِياءً ومُفاخَرةً فهوَ في سبيلِ الشيْطانِ”.[5، 2]

نصائح لإحسان المعاملة مع العامل

يُشدّد الإسلام على أهمية إحسان المعاملة للعامل وإعطائه كامل حقه، وعدم التأخير في دفع أجره، محذّراً من ظلم العمال. يقول -صلى الله عليه وسلم-:

“قالَ اللَّهُ: ثَلاثَةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَومَ القِيامَةِ: رَجُلٌ أعْطَى بي ثُمَّ غَدَرَ، ورَجُلٌ باعَ حُرًّا فأكَلَ ثَمَنَهُ، ورَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أجِيرًا فاسْتَوْفَى منه ولم يُعطِه أجرَه”[6]

كما حثّ على سرعة دفع الأجر قائلاً:”أعطوا الأجيرَ أجرَهُ قبلَ أن يجفَّ عرقُهُ”.[7، 8]

كما نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن تكليف العامل بما لا يقدر عليه، وحثّ على الرأفة والرحمة به، وإعطائه قسطاً من الراحة، وتقديم الطعام الجيد له، ومساعدته عند الحاجة. يقول -صلى الله عليه وسلم-:”إخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أيْدِيكُمْ، فمَن كانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ ممَّا يَأْكُلُ، ولْيُلْبِسْهُ ممَّا يَلْبَسُ، ولَا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ، فإنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فأعِينُوهُمْ”.[9، 8]

أهمية الكفاءة والبراعة في العمل

بالإضافة إلى ضمان حقوق العامل، يُشدّد الإسلام على أهمية إتقان العمل وعدم التقصير فيه. فالعمل أمانة، والله -تعالى- أمر بأداء الأمانة على أكمل وجه. يقول -تعالى-:

(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا)[10]

ويقول -صلى الله عليه وسلم-:”إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ”.[11، 8]

المراجع

[1] سورة الملك، آية:15

[2] السيد مراد سلامة (24/4/2017)، “قيمة العمل والاكتساب في الإسلام”،الالوكة. بتصرّف.

[3] رواه الألباني ، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3528، صحيح.

[4] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1470، صحيح.

[5] رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 1428، حديث صحيح.

[6] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2227، حديث صحيح.

[7] رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1995 ، حديث صحيح.

[8] إبتحسان أحمد العماري (18/5/2013)،”مكانة العمل وآدابه في الإسلام”،طريق الإسلام. بتصرّف.

[9] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:30، حديث صحيح.

[10] سورة النساء، آية:58

[11] رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1880، حديث حسن.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

حقوق الطفل الأساسية: أهمية اللعب في النمو

المقال التالي

حقوق العمل في الدستور الأردني

مقالات مشابهة