حقل ظهر: كنز الغاز الطبيعي في مصر

اكتشف المزيد عن حقل ظهر للغاز الطبيعي في مصر: تاريخ الاكتشاف، المساحة، حجم الإنتاج، والشركات المساهمة. معلومات شاملة حول هذا المشروع الضخم.

تعريف بحقل ظهر

يُعتبر حقل ظهر من أبرز وأكبر اكتشافات الغاز الطبيعي في منطقة البحر الأبيض المتوسط. يُمثل هذا الحقل الضخم إضافة قيمة لاقتصاد جمهورية مصر العربية، حيث يُساهم بشكل كبير في تلبية احتياجات البلاد من الغاز. يُغطي حقل ظهر نسبة كبيرة من استهلاك الغاز الطبيعي في مصر. هذا المقال يهدف إلى تقديم معلومات مفصلة وشاملة حول حقل ظهر، بدءًا من موقعه الاستراتيجي وصولًا إلى حجم إنتاجه وتأثيره على السوق المصري. يقع حقل ظهر في منطقة امتياز شروق بالبحر الأبيض المتوسط، على بعد حوالي 190 كيلومترًا شمال مدينة بورسعيد. وتشير التقديرات إلى أن الحقل يحتوي على احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي تُقدر بحوالي 30 تريليون قدم مكعب.

الكشف عن حقل ظهر: قصة اكتشاف

في عام 2015، قامت شركة “ENI” الإيطالية، وهي إحدى الشركات الرائدة في مجال الطاقة، بإجراء دراسات استكشافية ومسح شامل لمنطقة البحر الأبيض المتوسط. خلال هذه الدراسات، تمكنت الشركة من تحديد وجود حقل غاز واعد على عمق حوالي 1500 متر تحت سطح البحر. بعد هذا الاكتشاف الأولي، باشرت الشركة في عمليات حفر دقيقة ومكثفة وصلت إلى عمق 4000 متر في المنطقة الاقتصادية الخالصة لمصر. كان الهدف من هذه العمليات هو تقييم حجم الاحتياطيات وإمكانية استخراج الغاز الطبيعي بكميات تجارية. استغرقت عمليات الاستكشاف والتحقق حوالي ستة أشهر، وغطت المرحلة الأولى منها مساحة تقدر بمئة كيلومتر مربع.

الامتداد الجغرافي لحقل ظهر: أرقام ودلالات

وفقًا لتقديرات شركة “ENI” الإيطالية، تبلغ مساحة حقل ظهر حوالي مئة كيلومتر مربع. ويمتد الحقل إلى عمق يصل إلى 4131 مترًا تحت سطح البحر. ويُقدر حجم الاحتياطي من الغاز الطبيعي الموجود في الحقل بحوالي ثلاثين تريليون قدم مكعب، وهو ما يعادل تقريبًا خمسة ونصف مليار برميل من النفط الخام. هذه الأرقام تعكس ضخامة الحقل وأهميته الاستراتيجية لمصر وللمنطقة.

انطلاق الإنتاج: بداية حقبة جديدة

في عام 2017، بدأت المرحلة الأولى من إنتاج الغاز الطبيعي من حقل ظهر. في البداية، تم استخراج حوالي مليار قدم مكعب من الغاز يوميًا. ومع تطور العمليات وزيادة الاستثمارات، ارتفعت كمية الإنتاج تدريجيًا لتصل إلى مليارين وسبعمائة مليون قدم مكعب يوميًا بحلول عام 2019. تم تخصيص هذا الغاز لتلبية احتياجات السوق المحلي في مصر. وفي مطلع عام 2020، أعلنت شركة “ENI” عن خطط لزيادة الإنتاج إلى ثلاثة مليارات متر مكعب يوميًا. كما تم وضع خطة لتصدير كميات من الغاز إلى الدول العربية وبعض الدول الأوروبية، مما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة.

عدد الآبار: تفاصيل حول عمليات الحفر

منذ بداية عمليات الاستكشاف، تم حفر أول بئر استكشافي وصل إلى عمق يزيد عن أربعة آلاف متر تحت سطح البحر. وفي المرحلة الأولى من المشروع، تم حفر ست آبار أخرى بتكلفة إجمالية تقدر بأربعة مليارات دولار. وفي عام 2020، تم العمل على حفر عشر آبار إضافية في الجزء الشمالي من المشروع، وبئرين آخرين في الجزء الجنوبي. بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء ثماني وحدات لمعالجة الغاز الطبيعي على طول الساحل الشمالي لمصر. وتم أيضًا مد أنبوب غاز بطول 216 كيلومترًا لربط وحدات المعالجة بالآبار تحت سطح البحر.

الشركات المساهمة: شراكات استراتيجية

في عام 2014، تم توقيع اتفاقية بين الحكومة المصرية وشركة “ENI” الإيطالية للقيام بأعمال الكشف عن الغاز، وذلك بعد فوز الشركة في المزايدة التي طرحتها الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية “إيجاس”. بعد ذلك، تعاونت شركة “ENI” مع شركة البترول المصرية بتروبل أو “بترول بلاعيم” لتحقيق الكشف عن الحقل في 30 أغسطس من عام 2015. وفي شهر يناير من عام 2016، تم تأسيس شركة “بترو شروق” لتولي الأعمال التنموية الخاصة بالمشروع. كما تم اعتماد شركة إيوك “IEOC”، وهي شركة تابعة لشركة إيني الإيطالية، للقيام بأعمال التنمية في المشروع جنبًا إلى جنب مع شركة “بتروشروق”. وشاركت شركة بتروجيت، المتخصصة في المشروعات البترولية، وشركة إنبي، المتخصصة في الأعمال الهندسية والصناعات البترولية والكيماوية، في إنشاء المحطة البرية لمعالجة الغاز الطبيعي في محافظة بورسعيد.

ما هي حقول الغاز؟ نظرة عامة

يُعرف حقل الغاز بأنه موقع تحت سطح الأرض، يقع على عمق يتراوح ما بين ألف وستة آلاف متر، حيث يتجمع النفط والغاز الطبيعي. يتشكل الغاز الطبيعي نتيجة لتحلل الرواسب المدفونة في الأرض على مدى آلاف السنين. وعادة ما يعلو الغاز الطبيعي النفط بسبب كثافته الأقل. قد لا يتمكن الغاز الطبيعي من الخروج إلى سطح الأرض بشكل طبيعي بسبب وجود طبقات صخرية عازلة فوقه، لذلك يتم استخدام عمليات الحفر لاستخراجه. يمكن أن تتواجد حقول الغاز في مواقع برية أو تحت سطح البحر، كما هو الحال في حقل ظهر الذي يقع أسفل البحر الأبيض المتوسط.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

حقل الشيبة: استكشاف تفصيلي

المقال التالي

العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية لتجديد الشعر

مقالات مشابهة