حضارة الأزتيك: رحلة عبر الزمن في قلب أمريكا اللاتينية

استكشاف حضارة الأزتيك، من ملابسهم وأساليبهم في التجارة والعلوم إلى فنونهم الرائعة وتقويمهم الفريد، بالإضافة إلى اكتشافات أثرية مذهلة.

فهرس المحتويات

حضارات أمريكا اللاتينية: نبذة تاريخية
حضارة الأزتيك: نشأة وإزدهار
ملابس الأزتيك: فنّ النسيج والحياكة
العلوم والتجارة عند الأزتيك: أسرار ازدهارهم الاقتصادي
فنون الأزتيك: إبداع يعكس معتقداتهم
تقويم الأزتيك: حكمة الزمن وتنظيم الحياة
اكتشاف برج الجماجم: سرّ دفين في قلب تينوتشتيتلان
مخطوطة توفار: نافذة على ثقافة الأزتيك

حضارات أمريكا اللاتينية: نبذة تاريخية

شهدت أمريكا اللاتينية ازدهار العديد من الحضارات العريقة التي تركت بصمة واضحة على ثقافتها المعاصرة. من أبرز هذه الحضارات: المايا، والأزتيك، والإنكا، والإنديك. وقد تأثرت هذه الحضارات لاحقاً بشكل كبير بالحضارة الأوروبية، ما أدى إلى اندماج ثقافيّ ترك أثره الواضح على مختلف جوانب الحياة، من الفنون والموسيقى إلى العادات الاجتماعية وحتى أساليب البناء. سنركز في هذا المقال على واحدة من هذه الحضارات المميزة: حضارة الأزتيك.

حضارة الأزتيك: نشأة وإزدهار

عُرف شعب الأزتيك باسم “تينوتشكا” أو “مِكسيكا”. اشتُقت تسمية “الأزتيك” من “آزتلان”، وهي كلمة وردت في أساطير المكسيكا. قبل ظهور حضارة الأزتيك، كان وادي المكسيك مركزاً لحضارة أخرى، مدينة تيوتيهواكان القوية. بعد ضعف هذه المدينة، هاجر سكانها (التولتك) إلى وسط المكسيك. في القرن الثالث عشر الميلادي، هاجم الشيشيمك وادي المكسيك، سيطروا على مدن التولتك، واندمجت ثقافتهم معاً لتشكيل حضارة الأزتيك.

ملابس الأزتيك: فنّ النسيج والحياكة

تميز الأزتيك بمهاراتهم اليدوية الرائعة، فبرعوا في غزل القطن وألياف نبات الماجواي. كانت ملابس الرجال فضفاضة، ذات أكمام، بينما كانت ملابس النساء تتألف من تنورات طويلة. زينت ملابسهم بتصاميم مميزة وأشكال هندسية، وصنعوا غطاء الرأس والبيارق من الريش.

العلوم والتجارة عند الأزتيك: أسرار ازدهارهم الاقتصادي

أظهرت حضارة الأزتيك فهمًا عميقًا للمجالات الحياتية المختلفة. ففي الزراعة، استخدموا أنظمة الري والأسمدة، على الرغم من عدم معرفتهم للمحراث. زرعوا الذرة، وطحنت النساء الحبوب باستخدام الرحايا الحجرية. وفي الصناعة، صنعوا السلال والفخار، واستخدموا جذوع الأشجار كقوارب صغيرة للنقل. أما التجارة، فلم تكن العملات معروفة، بل استخدموا الملابس القطنية وحبوب الكاكاو والملح للمقايضة. امتدت تجارتهم إلى مناطق خارج سيطرتهم، وكان التجار بمثابة جواسيس يعملون لصالح الإمبراطورية الأزتيكية.

فنون الأزتيك: إبداع يعكس معتقداتهم

عكست فنون الأزتيك مفاهيمهم الدينية، تصوّر الاحتفالات والطقوس. كانت لوحاتهم زاهية الألوان، مُرسمة على ورق لحاء الأشجار أو الجدران. برعوا في النحت والنقش، ويُعتبر حجر التقويم (قطره 3.7 متر ووزنه 22 طنًا) من أشهر تماثيلهم، حيث تُصور الشمس محاطة بدوائر ترمز للسماوات والأيام. كما صنعوا تماثيل صغيرة من الياقوت أو الكوارتز أو حجر الأوبسيديان.

تقويم الأزتيك: حكمة الزمن وتنظيم الحياة

استخدم الأزتيك تقويمين: التقويم الشمسي (شيوبوالي)، المكون من 365 يومًا مقسمة إلى ثمانية عشر شهرًا، مع خمسة أيام فارغة في نهاية العام (نيمونتيمي) اعتبروها أيامًا مشؤومة. والثاني هو تقويم عدّ الأيام (تونالبوالي)، المكون من 260 يومًا، وعليه عشرون رمزًا وثلاثة عشر رقمًا. يتوازى تقويم عدّ الأيام مع التقويم الشمسي كل 52 عامًا.

اكتشاف برج الجماجم: سرّ دفين في قلب تينوتشتيتلان

اكتشف العلماء في مدينة مكسيكو سيتي، تحت الأرض في تينوتشتيتلان (عاصمة الأزتيك)، برجًا من الجماجم البشرية، يضم جماجم أطفال ونساء ومقاتلين أسرى. يصل عدد الجماجم إلى أكثر من 650 جمجمة، وقطر البرج ستة أمتار تقريبًا. يعتقد العلماء أنه جزء من تقليد “تزومبانتلي”، حيث توضع الجماجم لإرهاب الغزاة الإسبان.

مخطوطة توفار: نافذة على ثقافة الأزتيك

تُنسب مخطوطة توفار إلى المكسيكي خوان دي توفار، وتتميز بلوحاتها الفنية الرائعة. تتناول طقوس الأزتيك وشعائرهم، وتضم 51 لوحة مائية مقسمة إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول يتحدث عن أسفار الأزتيك وتاريخهم قبل الغزو الإسباني، والثاني يُصور تاريخهم من خلال رسومات توضيحية لطقوسهم، والثالث يحتوي على تقويم توفار.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

جمال الأخلاق: تعريفها، فضائلها، وأثرها

المقال التالي

حضارة المايا: تاريخها، مجتمعها، ومعتقداتها

مقالات مشابهة