نبذة عن حضارة أم النار
تُعدّ حضارة أم النار، المعروفة أيضاً بثقافة أم النار، إحدى الحضارات البارزة التي ازدهرت في منطقة الجزيرة العربية خلال العصر البرونزي، تحديداً في الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان. امتدت هذه الحضارة من حوالي عام 2600 قبل الميلاد إلى عام 2000 قبل الميلاد. سميت هذه الحضارة نسبةً إلى جزيرة أم النار في أبو ظبي، وهي تُعتبر حلقة وصل بين حضارة حفيت التي سبقتها وحضارة وادي سوق التي تلتها.
اكتشافات أثرية مهمة
اكتُشفت حضارة أم النار خلال أعمال حفريات مسحية أجراها علماء من الدنمارك والإمارات والعراق في عام 1959. كشفت هذه الحفريات عن جوانب مهمة من حياة سكان تلك الحقبة، الذين اعتمدوا على الصيد وصهر المعادن، خاصة النحاس، بالإضافة إلى التجارة مع حضارات وادي السند وبلاد الرافدين. أظهرت هذه الاكتشافات أيضاً وجود مستوطنات كبيرة ومترامية الأطراف.
مقبرة أم النار الفريدة
اكتشف علماء الآثار مقبرة فريدة تضم خمسين مدفناً فوق سطح الأرض، وليس تحتها. تتميز هذه المقابر ببنائها الدائري وارتفاع أسقفها وقبابها. يُدخل المرء إلى غرف الدفن عبر مدخل صغير ومنحرف. وقد دفن أكثر من شخص في كل غرفة، إلا أن تحديد العدد الدقيق صعب بسبب تناثر العظام وتأثرها بعوامل الزمن. خضعت هذه المقابر لعملية ترميم في السبعينيات من القرن الماضي، وكُشفت زخارف على جدرانها الداخلية تصور حيوانات متنوعة، مثل الجمال، والثيران، والمها.
أدوات ومقتنيات الحياة اليومية
ساعدت الأدوات والمقتنيات المكتشفة في فهم أسلوب حياة سكان أم النار بشكل أفضل. شملت هذه الاكتشافات أدوات الزينة والإكسسوارات النسائية، مثل العقود ودبابيس الشعر، بالإضافة إلى الأسلحة المصنوعة من النحاس، والأدوات الفخارية الحمراء، والصنارات وشباك الصيد.
نمط حياة سكان أم النار
غياب المباني الحجرية يُشير إلى اعتماد سكان حضارة أم النار على الترحال والبداوة، نظراً لارتفاع درجات الحرارة، خاصةً في فصل الصيف. يُرجّح العلماء أنهم كانوا يهاجرون إلى المستنقعات ومناطق تواجد المياه في فصل الصيف، ثم يعودون إلى الجزيرة في الشتاء.