حركة عدم الانحياز: تاريخها، مبادئها، وتناقضاتها

استكشاف جذور حركة عدم الانحياز، مبادئها الأساسية، أهدافها المعلنة، والتحديات التي واجهتها على أرض الواقع.

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
بزوغ حركة عدم الانحيازانقر هنا
أركان حركة عدم الانحيازانقر هنا
غايات الحركة واهدافهاانقر هنا
التناقض بين النظرية والواقعانقر هنا

نشأة حركة عدم الانحياز: سياق تاريخي

بعد الحرب العالمية الثانية، برزت قطبان عالميان: الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، كل منهما يسعى لفرض نفوذه. أدى هذا التنافس إلى ما يعرف “الحرب الباردة”، وتميزت هذه الفترة بصراع أيديولوجي واقتصادي، كما شهدت استقلال العديد من الدول عن القوى الاستعمارية. ومع ذلك، ظلت هذه الدول حديثة الاستقلال رهينة اقتصاديا للدول الغربية، مما دفعها للبحث عن مسار مستقل. ومن هنا، نشأت فكرة تكوين تجمع يجمع الدول التي ترفض الانحياز لأي من المعسكرين، مُؤكدةً على مبدأ عدم الانحياز.

الركائز الأساسية لحركة عدم الانحياز

تأسست حركة عدم الانحياز رسمياً في مؤتمر بلغراد عام 1961، وتتمثل مبادئها الأساسية في: دعم حركات التحرر الوطني، رفض إقامة قواعد عسكرية أجنبية على الأراضي الوطنية، عدم إبرام اتفاقيات ثنائية مع القوى العظمى، والتأكيد على حق تقرير المصير للشعوب. هذه المبادئ شكلت إطار عمل الحركة، وحددت معايير انضمام الدول إليها.

الأهداف المُعلنة للحركة

سعت حركة عدم الانحياز لتحقيق أهداف سامية، منها: التأكيد على حق الشعوب في تقرير مصيرها، دعم الاستقلال الوطني ومناهضة الاستعمار بكل أشكاله، احترام سيادة الدول وحدودها، رفض التمييز العنصري، والامتناع عن الانضمام لأي تحالف عسكري، والالتزام بحل النزاعات الدولية سلمياً. هذه الأهداف تعكس تطلعات الدول الأعضاء في بناء نظام دولي أكثر عدلاً وإنصافاً.

التناقضات بين الهدف والواقع

على الرغم من المبادئ السامية للحركة، فإنّ الواقع كشف عن تناقضات عديدة. فلم تتمكن دول الحركة دائماً من الحفاظ على حيادها بسبب الضغوطات الدولية، ووجدت نفسها مضطرة في بعض الأحيان لتأييد أحد القطبين على حساب الآخر. كما أنّ تدخّل القوى الكبرى في الشؤون الداخلية لبعض دول الحركة كان أمراً متكرراً، مما أضعف سيادتها. وفي بعض الحالات، مارست بعض دول الحركة أشكالاً من الاستعمار ضد دول أخرى، متناقضةً بذلك مع مبادئها المعلنة. على الرغم من هذه التناقضات، فإنّ عدد الدول الأعضاء في الحركة مستمر في الازدياد، مما يُشير إلى استمرار أهميتها في الساحة الدولية.

Total
0
Shares
المقال السابق

استكشاف عالم الحديث الشريف: تعريف، فوائد، وأقسام

المقال التالي

فهم مؤشر التنمية البشرية: قياس التقدم البشري

مقالات مشابهة