حديث نبوي شريف حول طهارة البول

الحديث الشريف عن الاستبراء

روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قوله: (مَرَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى قَبْرَيْنِ فقالَ: أما إنَّهُما لَيُعَذَّبانِ وما يُعَذَّبانِ في كَبِيرٍ، أمَّا أحَدُهُما فَكانَ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ، وأَمَّا الآخَرُ فَكانَ لا يَسْتَتِرُ مِن بَوْلِهِ، قالَ فَدَعا بعَسِيبٍ رَطْبٍ فَشَقَّهُ باثْنَيْنِ ثُمَّ غَرَسَ علَى هذا واحِدًا وعلَى هذا واحِدًا، ثُمَّ قالَ: لَعَلَّهُ أنْ يُخَفَّفُ عنْهما ما لَمْ يَيْبَسا، وفي رواية: وكانَ الآخَرُ لا يَسْتَنْزِهُ عَنِ البَوْلِ، أوْ مِنَ البَوْلِ).[١]

وفي رواية أخرى عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-: (مرَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ بقبرينِ فقال: إنَّهما ليعذَّبانِ وما يعذَّبانِ في كبيرٍ، أمَّا أحدُهُما فَكانَ لا يستبرئُ من بولِهِ، وأمَّا الآخرُ فَكانَ يمشي بالنَّميمةِ، ثمَّ أخذَ جريدةً رطبةً فشقَّها نِصفينِ، ثمَّ غرزَ في كلِّ قبرٍ واحدةً، فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ، لمَ صنعتَ هذا؟ فقال: لعلَّهُما أن يخفَّفَ عنْهما ما لم ييبِسا).[٢]

معنى الاستبراء و أهميته

يشير مصطلح “الاستبراء من البول” إلى الحرص على إزالة أي أثر للبول من الجسم أو الثياب. [٣] وهذا يشمل التأكد من عدم بقاء أي بول في عضو الذكر قبل البدء بالوضوء. باختصار، الاستبراء هو التطهّر الكامل من البول.

الاستبراء من البول في المذاهب الفقهية

تختلف آراء الفقهاء في حكم الاستبراء من البول بين المذاهب الفقهية الأربعة:

• المذهب الحنفي: يرى الحنفية وجوب الاستبراء، بحيث يطمئن الشخص لزوال البول تماماً قبل الوضوء. وهذا الوجوب يعني الفرض، أما المرأة فلا يشترط فيها استبراء بل تنتظر فترة قصيرة بعد التبول ثم تستنجي.
• المذهب المالكي: يرى المالكية وجوب الاستبراء من البول والغائط، فلو بقي أثر للبول ولم يستبرأ الشخص، فوضوءه باطل.
• المذهب الشافعي: يرى الشافعية أن الاستبراء مندوب وليس واجباً، مستندين إلى حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- الذي يقول: (تنزهوا مِنَ البولِ، فإِنَّ عامَّةَ عذابِ القبرِ منْهُ)،[٦] فانقطاع البول يدلّ على زواله، والأمر في الحديث من باب التوجيه.
• المذهب الحنبلي: يرى الحنابلة أن الاستبراء من البول مستحب وليس واجباً، ويستحب إمرار العضو بين الأصابع للتأكد من زوال البول.

المراجع