جدول المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
حديث قدسي عن الكبرياء | الفقرة الأولى |
معنى الكبر: لغةً واصطلاحاً | الفقرة الثانية |
أشكال الكبر | الفقرة الثالثة |
المراجع | الفقرة الرابعة |
تنبيه إلهي حول الكبرياء
يُحذرنا حديث قدسي شريف من خطورة الكبرياء، إذ يقول الله عز وجل: (قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار).[١]
هذا الحديث الشريف يؤكد على أن الكبرياء والعظمة صفتان خاصتان بالله وحده، ولا يجوز لأحد أن يتصف بهما. فمن ادّعى لنفسه هذه الصفات، فقد تحدّى الله تعالى، وهذا تحدٍّ يستحق العقاب الشديد، كما جاء في الحديث الشريف. يُفهم من “قذفته في النار” التعذيب الشديد الذي يناله المتكبّر، وهو تحذيرٌ شديدٌ من مغبّة التكبّر والتعالي على خلقه.
يُبيّن هذا الحديث القدسي أنّ الله سبحانه وتعالى هو وحده أهل الكبرياء والعظمة، وهما صفتان أساسيتان في صفاته الأزلية، لا يشاركه فيهما أحد. شبههما الله تعالى بالرداء والإزار، أي ما يلازم الإنسان ولا يفارقه، وهذا يدل على تميّز الله بهما، وعدم جواز ادعاء أيّ مخلوق لهما. والتنازع مع الله في هذه الصفات يُعتبر تحديًا صريحًا لقدرته وعظمته.
فهم مفهوم الكبر
لغةً، يُشير الكبر إلى العظمة والتعالي والتجبّر. أما اصطلاحاً، فقد عرّفه النبي عليه الصلاة والسلام بأنه “طَرْح الحقّ وغمط الناس”. أي تجاهل الحقّ وإهمال حقوق الناس. كما عرّفه الزبيدي بأنه حالةٌ يُعظم فيها الإنسان نفسه، فيرى نفسه أكبر من غيره، فيستهين بالآخرين بسبب اعتقاده بفضائله.
يُلاحظ أن تعريف الكبر يتعدّى مجرد التظاهر بالفوقية إلى سلوكٍ يَعتدي على حقوق الآخرين ويُهمل الحقّ. فهو ليس فقط اعتقادًا بالنفس، بل هو سلوكٌ عمليّ يُظهر هذا الاعتقاد، وهذا ما يُبرز خطورته الشديدة.
أنماط الكبر المتعددة
يُقسم العلامة ابن حجر العسقلاني الكبر إلى ثلاثة أنواع: أفظعها وأشدّها هو الكبر على الله تعالى، مثل تكبر فرعون ونمرود اللذين رفضا عبادة الله تعالى بسبب تعظيمهما لأنفسهم.
والنوع الثاني هو الكبر على الرسول عليه الصلاة والسلام، برفض اتباع ما جاء به، كما فعل المشركون في مكة. ويمثل هذا النوع تحديًا صريحًا لنبوّة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعدم قبول رسالته السماوية.
وأخيرًا، الكبر على العباد، وهو ازدراءٌ واحتقارٌ للآخرين، وتعظيمٌ للنفس، وترفّعٌ على الخلق. هذا النوع من الكبر يمثل انتهاكاً لحقوق الآخرين، وغياباً للرحمة والتواضع.