فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
ألحان الحياة: تأملات في الموسيقى | الجزء الأول |
جواهر كلام: أقوال عن الموسيقى | الجزء الثاني |
قصيدة مؤجلة: رحلة شعرية في عالم النغم | الجزء الثالث |
همسات الروح: خواطر موسيقية | الجزء الرابع |
رسائل من القلب: تأملات في قوة الموسيقى | الجزء الخامس |
ألحان الحياة: تأملات في الموسيقى
تُعدّ الموسيقى مصدر إلهامٍ لا ينضب للفنانين والشعراء، بل هي متعةٌ تُسحر قلوب الصغار قبل الكبار. فهي غذاءٌ للروح، تُخفف من وطأة الأحزان، وتُضيف بهجةً إلى الحياة. تُلامس الموسيقى كل نفسٍ بطريقتها الخاصة، فكلٌّ يستمتع بها حسب ذوقه وهواه.
جواهر كلام: أقوال عن الموسيقى
إليكم بعضاً من أجمل الأقوال التي تُعبّر عن سحر الموسيقى وقدرتها على التأثير في النفس:
- أجمل موسيقى في العالم هي موسيقى السلام التي في داخلنا.
- عندما تترك الكلمات، تبدأ الموسيقى.
- الموسيقى تُتيح لك الهروب من الحياة، وفهمها بشكلٍ أعمق في الوقت نفسه.
- الموسيقى دمٌ يتدفق في عروق الحياة.
- هي زهرةٌ تنمو في القلب والروح، وتزهر في الأفكار، برائحة الحياة.
- الموسيقى رحلةٌ من السماء إلى القلب، وهي اللغة الوحيدة التي تُخاطب جميع الأمم.
- هي أجمل هدايا السماء للبشرية، تنقي وتُنير أرواحنا.
- ملاذنا، حيث نجد الراحة بين النغمات.
- كلما عزفت الموسيقى أو سمعتها، تعاظمت الحياة فيك.
- جئنا إلى هذا العالم لنُعلي أصوات الموسيقى.
- مسرحيةٌ خلود مؤقتة في الوجود الفاني.
- تُعيد خلق الإنسان في هيئة سوية.
قصيدة مؤجلة: رحلة شعرية في عالم النغم
قصيدة “موسيقى مؤجلة” للشاعر السعودي المعاصر جاسم محمد الصحيح، من مواليد منطقة الأحساء عام 1384هـ، عضو في النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون. له العديد من الدواوين الشعرية، منها “عناق الشموع والدموع” و”رقصة عرفانية” و”خميرة الغضب”.
الريحُ تنأى.. عزاءً أيُّها القَصَبُ!
لن نسمعَ النَّايَ بعد اليومِ ينتحبُ
لن نسمعَ الخمرَ تُرغي وَسْطَ حنجرةٍ
فيها يُحَدِّثُ عن أسرارِهِ، العِنَبُ
وشاعرٌ هَرْوَلَتْ في مَرْجِ خاطرِهِ
قصيدةٌ/مهرةٌ يعدو بها الخَبَبُ
مسافرٌ في مجازٍ لا سماءَ لهُ
إلا السماءُ التي في الرأسِ تنتصبُ
أقدارُهُ كلَّما زَلَّتْ سلالمُها
في الأُفْقِ، تسندُها الغيماتُ والسُّحُبُ
يُزَيِّنُ الأرضَ من أصفَى معادنِها
فليسَ ثَمّةَ إلا الفكرةُ الذَّهَبُ
ما خطَّ بيتينِ كي يغفو بـظِلِّهِما
إلا وقــافِيَتاَهُ: الهـمُّ والتَـعَبُ
كان الطريقُ غريباً مثل سالكِهِ
ورغبةُ المشيِ قد فاضَتْ بها الرُّكَبُ
وكُنْتَ أنتَ (نُوَاسِيًّا)،تغازلُهُ
كأسٌ فتجذبُهُ حيناً وتنجذبُ
كأسٌ إذا احْتَجَبَتْ عَمَّنْ يُعاقِرُه
لم تستطعْ عن (أبي النَوَّاس) تحتجبُ
عكفتَ في حانةِ الأيامِ تُدْمِنُها
فَنًّا،ويُدْمِنُكَ الإعياءُ والنَّصَبُ
وكلَّما زهرةٌ في الروحِ أحرقَها
حزنٌ، ودَخَّنَ في أعصابِكَ الغَضَبُ
آوَيْتَ للكأسِ مأوى العارفينَ بهادِر
باً على ملكوتِ الفنِّ ينسربُون
نحنُ كُنَّا الندامى.. لستَ تجهلُنا..
قد شدَّنا بِكَ من أوجاعِنا، عَصَبُ
مِنْ فُرْطِ ما غاصَ فينا السُّكْرُ ليسَ لنا
غير ابنةِ الكَرْمِ لا أصلٌ ولا نَسَبُ
نحناليتامى.. يتامى كلِّ قافيةٍ
لها الحقيقةُ أُمٌّ والسؤالُ أَبُ!
كلُّ الأباريقِ ثكلى في مآتمِنا
تفورُبالوجدِ حتَّى يجهشَ الحَبَبُ
نحنُ أضعفُ في أقدارِ لعبتِنا
من الذين على أقدارِهِمْ لَعِبُو
واننقادُ عَكْسَ أمانينا كـحافلةٍ
على الطريقِ الذي تهواهُ تنقلبُ
لسنا سوى فُقَهاَءِ اللحنِ.. شِرْعَتُنا
ما شَرَّعَ النايُ أو ما سَنَّهُ القَصَبُ
المُغْلَقُونَ وكفُّ الشِّعرِ تفتحُنا
همساً،ونحن على رَفِّ الأَسَى عُلَبُ
تروي القصائدُ عنَّا أنَّ أجملَها
ما ليسَ تُكْتَبُ إلا حين تُرْتَكَبُ
رَحَّالَةٌ نحنُ في الرُّؤيا.. أُولُو ظَمَأٍ..
مَرُّوا على النَّهْرِ حيث الكوثرُ العَذِبُ
مَرُّوا على النَّهْرِ والسُّقْياَ تُرَاوِدُهُمْ
لكنَّهُمْ راوَدوا السُّقْياَ وما شربوا
كانوا على موعدٍ بالماءِ في نَهَرِ الـ-ـ معنى، فما أَضْرَبُوا عن موعدٍ ضَرَبُوا
إيهٍ (أبا يوسفٍ).. والأمسُ مجمرةٌ
من الرمادِ، أراها اليومَ تلتهبُ
ليتَ الأَسِنَّةَ في أجسادِنا نَشَبَتْ
ولا الأَحِبَّةَ في أرواحِنا نَشَبوا
كم وَحَّدَ الليلُ شملاً من مباهجِنا
ومن نشيدِكَ سالَتْ حولنا شُّهُبُ
في سهرةٍ آذَنَتْ بالأُنْسِ، فانْتَصَبَتْ
على الجماجمِ – من ضِحْكاَتِنا- قُبَبُ
وظالما رَفَّ طيرٌ من تثاؤبِنا
وحام عبر المدى ينأى ويقتربُ
واسَّاقَطَتْ في الدُّجَى أهدابُنا سَهَراً
وظَلَّ ينمو على أجفانِنا هَدَبُ
افتحْ قناني المُنَى و(اسكبْ لناوَطَناً)
ملءَ الكؤوسِ.. إذا الأوطانُ تنسكبُ!
إيهٍ (أبا يوسفٍ).. والأمسُ غَلَّقَهُ
كفُّ الغيابِ لكي لا يخرجَ العَتَبُ
تَرَبَّصَتْ بِكَ أفعَى في مكامنِها
وقد تَعَتَّقَ فيها السمُّ والعَطَبُ
فلم تزلْ تحتمي منها بأغنيةٍ
نشوى، ويختلطُ الترياقُ والطَرَبُ!
عُذْرَ القبيلةِ إنْ خانَتْ بـرائدِها
حتَّى بكى في القلوبِ الماءُ والعُشُبُ
ها أنتَ تعويذةٌ نحمي البيانَ بها
إذا استشاطَ عليهِ الخوفُ والرَّهَبُ!
إيهٍ (أبا يوسفٍ).. لا زَلَّ عن شفتي
اسمٌ على صفحاتِ الريحِ يَنْكَتِبُ
عظمُ البيانِ رميمٌ وَسْطَ هيكلِهِ
فلا القصائدُ تُحْيِيهِ، ولا الخُطَبُ
تَعَنَّبَتْ شَفَةُ الذكرى ونادمَني
حزني عليكَ ودارَتْ بيننا النُّخَبُ
واجتاحني الوجدُ حتَّى نشوتي فإذ
زجاجتي في يدي تبكي وتضطربُ
بيني وبينكَ موسيقا مؤجَّلةٌ
بِتْنَا نداعبُ ضَرْعَيْهَا ونحتلبُ
هنا تَنَفَّسْتَ في التاريخِ فانْحَفَرَتْ
في هيكلِ الوقتِ من أنفاسِكَ، النُّدَبُ
عُمْرٌ كعُمْرِ الغضا دفئاً وعاطفةً
تكادُ كلُّ الثواني فيهِ تُحْتَطَبُ
لَكَ النبوءةُ سالَتْ من ذُرَى جَبَلٍ
عالٍ على جنباتِ الروحِ ينتصبُ
يا طالما زَمَّلَتْكَ (الضَّادُ) مرتعشاً
في حضرة الوحيِ وانْفَضَّتْ لَكَ الحُجُبُ
سهران ترصدُ للمعنَى.. تُخَاتِلُهُ..
تدنو إليهِ قليلاً.. ثمَّ تنسحبُ…
ترمي بـحُلْمٍ.. ولكنْ كلَّما انكشَفَتْ
لَكَالحقيقةُ، غَطَّاها دَمٌ كَذِبُ
ما خانك الصيدُ في طيرٍ تطاردُهُ
حتَّى المشيئةِ، لكن خانَكَ الهربُ
طيرٌ هناكَ وراء الأُفْقِ مُلْتَبِسٌ
بالمستحيلِ فما ينفكُّ يحتجبُ
واليومَ حيث تَجَلَّتْ عن حقيقتِهِ
نارُ (الحدوثِ) وأمسَى ينضجُ (السَّبَبُ)
اليومَ أَمْسَكْتَ بالمعنَى وطائرِهِ
وانطشَّ فوق يديكَ الريشُ والزَّغَبُ
كَفَاكَ في الموتِ سرٌّ أنتَ كاشفُهُ
فاهنأْ بكَشْفِكَ واستمتعْ بما يَهَبُ
همسات الروح: خواطر موسيقية
الخاطرة الأولى: أُحبّ العزلة، أُفضّل قراءة الكتب والاستماع إلى الموسيقى بمفردي. هذه نزعةٌ رافقتني منذ الطفولة.
الخاطرة الثانية: الفن ليس مجرد وسيلة لكسب الرزق، بل هو طريقةٌ لجعل الحياة أكثر احتمالية. مارسوا الفن، بغضّ النظر عن مدى براعتكم، فهو سبيلٌ لنمو الروح.
رسائل من القلب: تأملات في قوة الموسيقى
الرسالة الأولى: الموسيقى أعجوبةٌ بحد ذاتها، وسيطٌ مشع بين العقل والمادة، روحيةٌ وماديةٌ في آنٍ واحد.
الرسالة الثانية: تخففوا من أجسادكم، واصعدوا السلالم الموسيقية برفق، ثم ألقوا بأرواحكم في الفراغ. لا تفزعوا، الصوت في اللحن هو ملاك.