جدول المحتويات
الباب | العنوان |
---|---|
1 | قصيدة “الحب روح أنت معناه” |
2 | قصيدة “لعينيك من جارة جائره” |
3 | قصيدة “يا حبيباً ما لي سواه حبيب” |
4 | مجموعة من قصائد جبران في الحب |
5 | قصيدة في حب القدس الشريف |
رحلة في بحر الحب مع جبران: “الحب روح أنت معناه”
يُغني الشاعر جبران في هذه القصيدة عن الحب، مُعبراً عن عمق مشاعره:
الحب روح أنت معناه
والحسن لفظ أنت مبناه
إرحم فؤاداً في هواك غدام
أضنى وحماه حمياه
تمت برؤيتك المنى فحكت
حُلماً تمتعنا برؤياه
يا طيب عيني حين آنسها
يا سعد قلبي حين ناجاه
تأملات في الجمال والهجر: “لعينيك من جارة جائره”
يُصور الشاعر في هذه القصيدة معاناته بسبب مَن يُحب، مُسلطاً الضوء على جمال محبوبته وتضحياتِه من أجلها:
لعينيك من جارة جائره
شقائي ومالي العاثره
أتنأين عني وتجفينِ
لإرضاء طائفة ما كره
برئنا إلى الحب لا ذنب لي
ولا لجيبتي الهاجره
ولكنهم علموها الجفاء
وخطوا لها خطة القاصره
وأصغوا إلى قول واش بها
وحاش لها أنها وازره
أذاك الجبين وبلوره
مثل فكرتها الخاطره
أتلك العيون وأنوارها
مراء لأخلاقها الباهرة
أتلك الشفاه وما قبلتها
سوى الم واللدة الزائره
أذاك القوام ومن حسنه
تميل الغصون له صاغره
أتلك الطفولة وهي سياج
روض به نفسها طائره
أذاك العفاف ومما صفات
قر به المقل الناظرة
محاسن بغي وأخلاق إثم
وزينة عاطلة فاجره
لعمرى إنهم اتهموك
بما في نفوسهم الخاسرة
وإن الذي عاب منك السفور
كمن قال للشمس يا سافره
وإني أهواك ملء عيوني
وملء حشاشتي الصابرة
وملء الزمان وملء المكان
ودنياني أجمع والآخره
فإن يستملك إلي الهوى
وعين العفاف لنا خافره
أليس الهوى روح هذا الوجود
كما شاءت الحكمة الفاطره
فيجتمع الجوهر المستدق
بآخر بينهما آصره
ويأتلف الذر وهو خفيف
مثل في الصور الظاهره
ويحتضن الترب حب البذار
فيرجعه جنة زاهره
وهذي النجوم أليست كدر
طواف على أبحر زاخره
عقود نتثرة بانتظام
على نفسها أبدا دائرة
يقيدها الحب بعضا وكل
إلى صنوها صائره
فيا هند أنت منى مهجتي
وناهية القلب والآخره
إليك أميل وغياك أبغي
بعاطفة في الهوى قاهره
وما ثم عيب نعاب به
معاذ صبابتنا الطاهرة
عشقٌ صادقٌ: “يا حبيباً ما لي سواه حبيب”
يُعبّر جبران في هذه القصيدة عن ولعه بحبيبه، وكيف أصبح حياته كلها:
يا حَبِيباً مَا لِي سِوَاهُ حَبِيبُ
وبِهِ كَانَ مِنْ صِبَايَ هِيَامِي
أَنْتَ لَوْ لَمْ تَكُنْ أَلِيفَ شَبَابِي
لَمْ تُطِبْ لِي نَضَارَةُ الأَيَّامِ
لَسْتُ أُخْفِي عَلَيْكَ سِرّاً أَلِيمَاً
هُوَ شَكْوَى دَفِينَةٌ فِي عِظَامِي
كُلُّ شَيْءٍ تَهْوَاهُ أَهْوَاهُ إِلاَّ
أَنْ أَرَى لِي شَرِيكَةً فِي غَرَامِي
وَبِوَدِّي لَوْ كُنْتَ لِي لِي وَحْدِي
أَنِّي أَقْصَرْتُ عَنْكَ مَلامِي
مَا الَّذِي جَدَّ يَا حَبِيبَةَ قَلْبِي
وَذِمَامِي كَمَا عَهِدْتِ ذِمَامِي
هَذِهِ الرَّايَةُ الَّتِي مَلِكَتْ قَلْبَكَ
هَمِّي فِي يَقْظَتِي وَمَنَامِي
فَهْيَ كُلُّ لَحْظَةٍ شُغْلُكَ الشَّاغِلُ
رَأْدَ الضُّحَى وَتَحْتَ الظَّلامِ
إِحْذَرِي يَا حَبِيبَةَ القَلْبِ هُمَالاً
لَيْسَ إِلاَّ وَهْماً مِنَ الأَوْهَامِ
يَا حَبِيبِي أَنَرْتَ ذِهْنِي وَأَشْبَعْتَ
فُؤَادِي زَهْواً بِهَذَا الكَلامِ
لَيْسَ فِيمَا يُصَانُ أَجْدَرُ مِنْ رَايَةِ مِصْرَ
بِالصَّوْنِ وَالإِكْرَامِ
أَنَا أَفْدِيكَ يَا حَبِيبِي وَتَفْدِيهَا
وَيَفْدِيكُمَا جَمِيعُ الأَنَامِ
بَلْ تَعَالَيْ نَنْشُدُ كِلانَا وَكُونِي
خَيْرَ عَوْنٍ لَصَبَّكِ المُسْتَهَامِ
رَايَةَ اليُسْرِ فِي صَفَاءِ اللَّيَالِ
رَايَةَ النَّصْرِ فِي اعْتِكَارِ الصِّدَامِ
طَاوِلِي كُلَّ رَايَةٍ وَأَعِزِّ
قَوْمَنَا سَرْمَداً عَلَى الأَقْوَامِ
جواهر شعرية متنوعة في الحب
يكشف جبران عن براعته في وصف الحب من خلال قصائد متعددة، منها:
إذا وهى الحب فالهجران يقتله
إن تمكن فالهجران يحييه
صغيرة النار عصف الريح يطفئها
ومعظم النار عصف الريح يذآيه
ضعي على عينيك بلورة
لتسلمي من وهج الهاجرة
ويسلم العالم من فتنة
تشبها ألحاظك الساحرة
وحيك يا سيدتي أمينة
جاء من الهدى بما بتغينه
في مثل حي تخلدينه
يثير شجو النفس الرزينه
ويستدر الدمع السخينه
آانت برنتي اسرة مسكين
مجيدة مرهقة حزينه
أخلاقها قويمة مكينه
لكنها لم تعرف السكينه
ولا رضا آانت به قمينه
نبوغها آما تصورينه
شذ بها فحطم السفينه
وصفتها صادقة امينه
في قصة محكمة رصينه
لغتها فصيحة مبينه
حكمتها واعظة متينه
وتلك يا سيدتي أمينه
مأثرة جديدة ثمينه
ما على الأيام تبذلينه
لمصر من جهد فما تألينه
وفخر مصر أنها مدينه
بما تقولين وتفعلينه
وتبدعينه وتنقلينه
لمرتقى جيل تجددينه
بينت للقرية والمدينة
ما بهما من قدره آمينه
إن جليت آنوزها الدفينه
ليس النساء صورا للزينه
هن القوى المسعفة المعينه
ما أنجح الشأن الذي يلينه
ما اصلح النشء الذي يبنينه
أحسنت يا سيدتي أمينه
رَأَيْتُهُ وَرَآنِي
فَأُوْلِعَ القَلْبَانِ
كَأَنَّ سِحْرٌ عَرَاهُ
كَأَنَّ سِحْراً عَرَانِي
أَجَابَ لَحْظِي لَمَّا
بِاللَّحْظِ مِنْهُ دَعَانِي
وَكَادَ يَكْبُو فُؤَادِي
مِنْ شِدَّةِ الخَفَقَانِ
وَذُقْتُ مَا لَمْ أَذُقْهُ
مِنْ لَذَّةِ النِّيرَانِ
مدينة السلام: قصيدة في حب القدس
يُعبّر جبران عن حبه للقدس الشريف، مُقدماً وصفاً جميلاً لها:
سلام على القدس الشريف ومن به
على جامع الأضداد في إرث حبه
على البلد الطهر الذي تحت تربه
قلوب غدت حباتها بعض تربه
حججت إليه والهوى يشغل الذي
يحج إليه عن مشقات دربه
على ناهب للأرض يهدي روائعا
إلى كل عين من غنائم نهبه
فسبحان من آتاه حسنا كا هبه
أوتي التنزيه عن كل مشبه
تلوح لمن يرنو أعالي جباله
أشد اتصالا بالخلود وربه
واي جمال بين سمرة طوده
وخضرة واديه وحمرة شعبه
وأين يرى مرج كمرج ابن عامر
بطيب مجانيه وزينات خصبه
هو البيت يؤتي سؤله من يؤمه
فاعظم به بيتا وأكرم بشعبه
به مبعث للحب في كل موطيء
لأقدام فادي الناس من فرط حبه
وليس غريباً فيه إلا بشخصه
فتى زاره قبلاً مراراً بقلبه
تفضل أهلوه وما زال ضيفه
منزيلاً على سهل المكان ورحبه
بإكرام إنسان قليل بنفسه
لكنه فيهم كثير بصحبه
سأذكر ما أحي نعيمي بأنسهم
ووردي من حلو اللقاءوعذبهم