جواهر رمضان: خواطر، أدعية، وحكم

فهرس المحتويات

شهر رمضان المبارك: فضائله ومكانته

شهر رمضان الكريم، أعظم الشهور وأجلها عند المسلمين، شهر الصيام والقيام، فيه يمتنع المسلمون عن الطعام والشراب وشهوات النفس من الفجر إلى المغرب. ويتميز هذا الشهر الفضيل بأجوائه الروحية الخاشعة، وزيادة الطاعات والأعمال الصالحة، كالصلاة والتسبيح وقراءة القرآن الكريم، مما يضاعف أجر المسلم وثوابه.

يمثل رمضان فرصة عظيمة للتوبة والاستغفار، ولتقوية الروابط الأسرية والاجتماعية، ولإغاثة المحتاجين والفقراء. فيه تتجلى معاني التضامن والتكافل بين أفراد المجتمع، ويُظهر المسلمون أسمى معاني الإيمان والإحسان.

خواطر رمضانية مؤثرة

يُعد الصيام أعلى تعبير عن الإرادة، وهو فرصة عظيمة لتطهير النفس من الرذائل، وتقوية العزيمة على طاعة الله. كما أنه يُنمي الصبر والتحمل، ويُعين على مقاومة الشهوات.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عليك بالصيام فإنه لا مثل له”.

الصبر نصف الإيمان، والصوم نصف الصبر. فمن صام حق صيامًا، عرف نعمة الله عليه في الشبع والري، فشكرها لذلك. فإن النعم لا تُعرف قيمتها إلا بفقدانها.

رمضان فرصة ثمينة للتأمل في النفس، والبحث عن الذات، والاعتذار عما بدر منها من تقصير، وسلوك طريق الخير والصلاح.

رمضان جئت إلينا تحنو سماك علينا، أهلاً قدمت ومرحباً، سقنا إليك حنيناً، رمضان ليتك دائم لكي نفوز بجنة هبة الكريم إلينا.

شهر رمضان هو التحدي الأكبر للإنسان، هو امتحان للإرادة البشرية في الصيام والقيام، وعمل الخير، وهو تنقية للنفس من أخطائها.

في رمضان، أغلق مدن أحقادك، واطرق أبواب الرحمة والمودة، فارحم القريب وود البعيد، وازرع المساحات البيضاء في حنايا روحك، وتخلص من المساحات السوداء في داخلك، في رمضان صافح قلبك، وابتسم لذاتك، وصالح نفسك، وأطلق أسر أحزانك، وعلّم همومك الطيران بعيداً عنك.

الصيام وقاية من النار، والحرص على قيام ليالي العشر الأواخر، فهي ليالي فاضلة، وفيها ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.

السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها والساعات أوراقها، وأنفاس العباد ثمرتها، فشهر رجب أيام توريقها، وشعبان أيام تفريعها، ورمضان أيام قطافها، والمؤمنون قُطّافها.

أدعية رمضانية مباركة

نسأل الله أن يرزقنا تقوى تُعيننا على طاعته، وأن يجعلنا من عتقائه من النار. اللهم اجعل التقوى لنا أربح بضاعة، ولا تجعلنا في هذا الشهر من أهل التفريط والإضاعة، وآمن خوفنا يوم تقوم الساعة.

نعمة أن بلّغك الله رمضان، فاشكره على ذلك، فقد أطال في عمرك لتتمتّع بالصيام والعبادة. الصائم في عبادة وإن كان نائماً على فراشه، فكانت حفصة تقول: يا حبّذا عبادة وأنا نائمة على فراشي، فالصائم في ليله ونهاره في عبادة، ويستجاب دعاؤه في صيامه، وعند فطره فهو في نهاره صائم صابر، وفي ليلهِ طاعم شاكر.

قال ابن القيم رحمه الله: ليس الصوم صوم جماعة عن الطعام، وإنما الصوم؛ صوم الجوارح عن الآثام، وصمت اللسان عن فضول الكلام، وغضّ العين عن النّظر إلى الحرام، وكفّ الكف عن أخذ الخطام، ومنع الأقدام عن قبيح الإقدام.

نداء يدرك المسلم دلالاته، فيثير في نفسه الأشجان والحنين إلى خير الشهور، وأفضل الأزمنة، فيُعدُّ المسلم نفسه للشهر الكريم، ويخطط له خير تخطيط، فكيف يكون الاستقبال الأمثل للشهر؟ وكيف تكون التهيئة المناسبة لقدوم الشهر؟ وهل لنا أن نحافظ على شهرنا من عبث العابثين، وحقد الحاقدين وغفلة الغافلين، لنبدأ معاً، خطوات صغيرة بسيطة، نصل بها إلى رمضان.

أسأل الله أن يعطيك: أطيب ما في الدنيا؛ محبة الله، وأحسن ما في الجنة؛ رؤية الله، وأنفع الكتب؛ كتاب الله، وأن يجمعك بأبرّ الخلق؛ رسول الله، وأن يبلغك رمضان، ويبارك لك فيه، اللهم آمين.

(أدعية أخرى… يمكن إضافة المزيد من الأدعية هنا)