فهارس المحتويات
حرف الواو في أبيات مختارة
يدلّ حرف الواو على المشاركة والجمع بين المعطوف والمعطوف عليه، ولا يُفيد الترتيب الزمني بالضرورة. في بعض الأحيان، قد يكون الحدث المعطوف سابقاً للحدث المعطوف عليه. إليكم أمثلة من شعر كبار الشعراء:
قال المتنبي:
الشاعر فمِن مالِهِ مالُ الكبيرِ ونفسُهُ
ومِن مالِهِ درُّ الصغيرِ ومهدُه
وقال محمود سامي البارودي:
هذا يَحُلُّ وذاكَ يرحلُ كارهً
عنهُ فصُلحُ تارةً، وخصامُ
كما قال المتنبي:
هذهِ دولةُ المكارمِ والرأفةِ
والمجدِ والنَّدى والأيادي
وآخر من البارودي:
فالنُّورُ -لوبيَّنتَ أمْركَ- ظُلمةُ
والبَدءُ -لو فكَّرتَ فيهِ- خِتامُ
جماليات حرف الفاء في الشعر
يُعبّر حرف الفاء عن الترتيب والتعقيب، مُشيراً إلى تعاقب حدثين مترابطين. قد يُشير أيضاً إلى السببية، حيث يعطف جملة على أخرى. أمثلة من الشعر العربي:
قال أبو نواس:
فَآكفكفَ منتصبَ المَنكبينِ،
لِفرطِ الشَّهامة والنجدة
و من شعر البارودي:
قالت دخلتَ وما إخالُكَ بارِحًا
إلّا وقد أبقيتَ عارَ المُسنَدِ
فمسحتُها حتّى اطمأنَّ فؤادها
ونفيْتُ روعتها برأيٍ مُحصَدِ
و من شعر جرير:
ألمّ خيالٌ هاجَ وَقْرًا على وقرِ
فقلتُ: أما حَيّيْتمُ زائرَ السَّفرِ
و من البارودي أيضاً:
فـساقهم منَزِّلُ الغيثِ سجلاي
يجعلُ النَّبتَ للعراءِ وِشاحًا
تألق حرف ثمّ في القصائد
يُشير حرف “ثمّ” إلى الترتيب مع فاصل زمني بين الحدثين. على عكس الفاء، هناك فترة زمنية تفصل بين الحدثين. شاهد هذه الأمثلة:
قال أبو نواس:
ثُمَّوسِّدهُ، إذا ما غلَبتْ
سورةُ الرَّاحِ عليه، عَضُدَهُ
و من شعر جرير:
هنيئًا للمدينةِ، إذْ أهلّتْ
بأهلِ المُلكِ أبدأ
ثمَّعادَ
وقال أبو نواس:
قُل لِمَن سادَثُمَّسادَ أَبوهُ
قَبلَهُثُمَّقَبلَ ذَلِكَ جَدُّه
ثُمَّآبائُهُ إِلى المُبتَدى مِن
آدَمَ لا أَبٌ وَأُمٌّ تَعُدَّه
استخدام حرف أو في التخيير والشك
يُعبّر حرف “أو” عن الشكّ أو التخيير. قد يأتي بمعنى “إلا أن”.
قال جرير:
هلْ تَذكرونَ بلاءَكمْ يومَ الصّفا
أوتذكرونَ فوارسَ المأمورِ
وقال البارودي:
إنَّ في بُردَتيَّ هاتَينِ لَيثًا
يَقِصُ القِرنَ،أويَفُلُّ السِّلاحا
و من شعر البارودي كذلك:
إنّي فقدتُ اليومَ بين بيوتِك
معقلي فردّوه عليَّ لأهتدي
أو فاستقيدوني بِبعضِ قِيانكم
دلالة حرف حتى على الانتهاء
يُشير حرف “حتى” إلى غاية أو نهاية، وهو مرتبط بشروط محددة في عملية العطف.
قال المتنبي:
إنّ القوافيَ لمْ تُنِمكَ وإنّما
محَقَتْكَحتَىصِرتَ ما لا يوجَدُ
و من شعر أبو نواس:
يقرِّبُهُ التَّذكارُ،حتَّىكأنَّني
أعاينُه في كلِّ أحواله عندي
و من شعر المتنبي ايضاً:
والذي يضرِبُ الكتائبَحتَّى
تتلاقى الفِهاقُ والأقدامِ
حرف أمّ في طلب التعيين والإضراب
يستخدم حرف “أم” لطلب التعيين أو للإضراب.
قالت الخنساء:
قَذىً بِعَينِكِأَمبِالعَينِ عُوّارُ
أَمذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ
و من شعر المتنبي:
أَحُلماً نَرىأَمْزماناً جَديدًا
أَمِالخَلقُ في شَخصِ حَيٍّ أُعيدا
معاني حرف بلّ في الإضراب
يُفيد حرف “بل” الإضراب، إما إبطالاً لما سبقه أو انتقالاً إلى حكم جديد.
قال محمود البارودي:
بَليا أخا السّيف الطّويل نَجادُهُ
إنْ أنتَ لم تحمِ النّزيلَ فأغمدِ
وقال أبو نواس:
بعفوِكَ،بلبجودِكَ عُذتُ، لا،
بلبفضلكَ، يا أمير المؤمنين
حرف لا في النفي والعطف
يستخدم حرف “لا” للعطف مع معنى النفي.
قال المتنبي:
وبيضٍ مسافرةٍ ما يُقِمْــنَ
لافي الرّقاب ولافي الغُمودِ
و من شعر جرير:
ولانَحتَبي عندَ عقدِ الجَوارِ
بغيرِ السّيوفِ ولانرتَدي
فنّ الاستدراك بحرف لكن
يُعبّر حرف “لكن” عن الاستدراك، مع شروط محددة في استخدامه.
قال المتنبي:
أبو المِسكِ لا يفنى بذنبِكَ عفْوُهُ
ولكنَّهُيفنَى بعُذركَ حقدُهُ
و من شعر مصطفى وهبي التل:
لكنَّذكراكَ يا وادي الشّتاء وهوى
المراجع
تم الاستعانة بمجموعة من المصادر في تأليف هذا المقال، بما في ذلك دواوين شعرية وكتب في النحو العربي. ولمزيد من المعلومات، يرجى الرجوع إلى المصادر المذكورة في النص الأصلي.
