جمهورية المجر: موقعها، طبيعتها، واقتصادها

جدول المحتويات

الموقع الجغرافي ودور المجر التاريخي

تقع جمهورية المجر في قلب أوروبا الوسطى، وهي دولة غير ساحلية. تُعرف المنطقة التي تشغلها المجر باسم حوض الكاربات. تحدّها من الشمال سلوفاكيا، ومن الشمال الشرقي أوكرانيا، ومن الجنوب كرواتيا، وصربيا، وسلوفينيا، ومن الشرق رومانيا، ومن الغرب النمسا، التي تربطها بالمجر علاقات تاريخية وثيقة. خضعت المجر خلال تاريخها لحكم الإمبراطورية النمساوية المجرية التي لعبت دوراً مهماً في السياسة الأوروبية خلال القرن التاسع عشر، مستندةً إلى مبدأ موازين القوى، حتى مشاركتها في الحرب العالمية الأولى، وانحلال هذه الإمبراطورية، إلى جانب الإمبراطورية العثمانية، عقب تلك الحرب. شهدت المجر كذلك احتلالاً نازياً خلال الحرب العالمية الثانية، تلاه احتلال سوفيتي بعد انتهاء الحرب، فخضعت لنظام شيوعي حتى عام 1991، حيث انسحبت القوات السوفيتية وأُعلن عن الجمهورية. شهدت تلك الفترة محاولات ثورية لإسقاط الحكم الشيوعي، لكنها باءت بالفشل حتى تحقق ذلك في نهاية المطاف.

جماليات الطبيعة المجريّة

رغم افتقارها للسواحل البحرية، تتميز المجر بغنى مواردها الطبيعية. تخترق العديد من الأنهار أراضيها، مما يُوفر احتياجاتها المائية ويدعم نشاطها الزراعي الزاهر. كما توجد بحيرات واسعة تُستخدم في تربية الأحياء المائية. يُعتبر نهر الدانوب من أهم الأنهار التي تعبر المجر من وسطها، إلى جانب أنهار أخرى مثل تيسا ودرافا. ومن بين البحيرات، تُعتبر بحيرة هيفيز أكبر بحيرة مياه معدنية في العالم، بينما تُعد بحيرة تايس أكبر بحيرة اصطناعية في أوروبا.

النمو الاقتصادي في المجر

تبنت المجر منذ استقلالها نظام اقتصاد السوق الحر، مشابه لنظام الدول الغربية، وقد حققت نجاحًا ملحوظًا في هذا المجال. تشهد المجر ارتفاعًا في مستوى المعيشة، يُعدّ الأول في منطقة وسط وشرق أوروبا، بفضل الاستثمارات الأجنبية الكبيرة والجهود الحكومية الرامية إلى خفض معدلات البطالة وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية. كما تسعى المجر للتعامل بالعملة الأوروبية الموحدة (اليورو). أبرمت المجر شراكات اقتصادية مع دول كبرى مثل ألمانيا، وروسيا، وفرنسا، والمملكة المتحدة، والصين، واليابان، وهولندا. وتُعتبر المنتجات الزراعية، والآلات، والمعدات الزراعية من أهم صادراتها.